عاجلفلسطين وإسرائيل

أفيف كوخافي.. تاريخ دموي لرئيس أركان الاحتلال الجديد

على الرغم من أن تعيينه أشعل أزمة بين وزير دفاع الاحتلال ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، إلا أن ليبرمان استقر على تعيين أفيف كوخافي في منصب رئيس أركان الاحتلال الجديد خلفا لجادي ايزنكوت الذي تنتهي ولايته في بداية العام القادم، ليعلن عن تعيين جنرال جديد بجيش الاحتلال لم يخل تاريخه من دماء الفلسطينيين.

رجل المرحلة

وعلى الرغم من اندلاع أزمة إثر إعلان ليبرمان تعيين كوخافي لهذا المنصب، إذ أنه من المفترض أن يتم الإعلان من قبل ديوان رئيس وزراء الاحتلال الذي التزم الصمت ليكشف عن عدم التنسيق بين ليبرمان ونتنياهو.

وطرح وزير حرب الاحتلال اسم كوخافي في أكثر من مناسبة على أنه الأصلح لتلك المهمة كونه يشغل منصب نائب رئيس الأركان الحالي.

واعتبر ليبرمان أن كوخافي هو “المرشح الأكثر ملاءمة وخبرة لقيادة الجيش الإسرائيلي لأنه يتمتع بروح قيادية وإبداعية تثير الإعجاب – على حد وصفه-، خاصة أن اختياره جاء بعد “إجراءات طويلة، شملت مشاورات مع عشرات الشخصيات بينها رؤساء حكومة سابقين ووزراء أمن وقادة هيئة أركان سابقين”.

استخباراتي سابق

ويرى ليبرمان بحسب مراقبون في اللواء كوخافي البالغ من العمر 54 عاما، الصفات المناسبة لتقلد هذا المنصب خاصة في ظل التهديدات التي تواجه دولة الاحتلال على الجبهتين الشمالية بتواجد إيران وحزب الله، والجنوبية من جانب المقاومة الفلسطينية ومسيرات العودة التي باتت تبث الرعب يوميا لجيش الاحتلال مع إطلاق العشرات من البالونات الحارقة والتي أودت بالكثير من الأراضي الزراعية بمستوطنات غلاف غزة حتى وصلت بالقرب من تل أبيب.

وذلك ما جعل كوخافي الأنسب لهذا المنصب خاصة أنه شغل منصب رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2007 حتى يناير 2010.

وفي 22 نوفمبر 2010 تمت ترقيته إلى لواء وعين رئيسا للاستخبارات العسكرية “أمان، وفي أبريل 2014 تقرر تعيين كوخافي كقائد لقوات المنطقة الشمالية- المطلة على سوريا ولبنان، ثم تولى قيادة المنطقة بأكملها في 2 نوفمبر 2014”.

مهمته بـ “أمان”

ويعتبر تعيين كوخافي تغييرا لإستراتيجية الحرب لجيش الاحتلال بحسب المراقبون كونه كان يشغل منصب رئيس جهاز “أمان” الاستخباري، وهو الجهاز المسئول بشكل أساسي عن تزويد الحكومة الاحتلال بالتقييمات الإستراتيجية التي على أساسها تتم صياغة السياسات العامة للدولة، بالذات على صعيد الصراع مع الأطراف العربية.

وتعتمد أمان على التقنيات المتقدمة إلى جانب المصادر البشرية في الحصول على معلوماتها الاستخبارية التي توظفها في صياغة تقييماتها الإستراتيجية.

ويعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” هو أعلى ضابط استخبارات في جيش الاحتلال ويشارك في اتخاذ قرار المخابرات وصنع السياسات على نفس مستوى رؤساء أجهزة الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” وأجهزة الاستخبارات العامة الإسرائيلية “الموساد”، مع التركيز على الجبهات العسكرية المحلية -بما في ذلك الأراضي الفلسطينية- والمخابرات الأجنبية.

لواء المظليين

بدأ كوخافي حياته داخل جيش الاحتلال بلواء المظليين عام 1982 وترقى في الرتب العسكرية حتى وصل عام 1998 إلى منصب قائد الكتيبة الشرقية الخاصة بلبنان، حيث واكب آنذاك ظاهرة وضع العبوات الناسفة لحزب الله، فضلا عنه أنه تقلد العديد من المناصب داخل جيش الاحتلال في المنطقة الشمالية المطلة على حزب الله وسوريا، والمنطقة الجنوبية المطلة على قطاع غزة.

انتهاكات ضد الفلسطينيين

ولم يخلو سجل كوخافي التاريخي من الجرائم ضد الفلسطينيين حيث عين عام 2001 في قيادة لواء المظليين ثم قاد عملية “السور الواقي” في الضفة الغربية في 2002 التي تولت احتلال شوارع نابلس وطولكرم، وتخللها تحطيم الجدران الداخلية للمنازل الفلسطينية في مخيمات اللاجئين لمنع الاشتباكات من خلالها، و”هو ما تدرب عليه في وقت لاحق الجيش الأمريكي للقتال في أفغانستان والعراق”.

السور الواقي

وتعتبر عملية السور الواقي التي قادها كوخافي أحدثت تحولا إستراتيجيا في المعركة التي شنتها “إسرائيل” ضد المنظمات الفلسطينية في الضفة الغربية، بعد أن نفذت عمليات شبه يومية، وبجرائم يندى لها الجبين، وتسببت بانتقادات كبيرة في “إسرائيل”، لكن العملية ذاتها جلبت على “إسرائيل” انتقادات كبيرة داخلها وحول العالم.

جرائم حرب

وبحسب التقارير العبرية أن “كوخافي في وقت لاحق، أراد استكمال دراسته في بريطانيا، لكنه خشي اعتقاله؛ بسبب دعاوى فلسطينية وحقوقية بارتكابه جرائم حرب، مما جعله يستبدل بريطانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبعد عودته تم تعيينه رئيسا لكتيبة العمليات في قيادة الأركان، قضى فيها ثلاث سنوات، وأبدى فيها جدارة واحترافية في العمل، من بينها عملية “الرصاص المصبوب”- التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة عام 2008″.

وأشار إلى أن كوخافي شارك في عمليات “عمود السحاب” – التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع في 2012، التي بدأت باغتيال أحمد الجعبري قائد حماس العسكري، ثم عملية الجرف الصامد 2014، التي شهدت انتقادات قاسية للجيش في عدم جاهزيته للتعامل مع تهديد الأنفاق، مما أثار خلافات قوية بين كوخافي ونظيره رئيس جهاز الأمن العام الشاباك يورام كوهين، ورئيس جهاز الموساد تامير باردو، حيث اتهماه بنقص المعلومات المتوفرة لديه حول الأنفاق في غزة، مما جعله يعقد اجتماعات مكثفة لضباط “أمان” لمواكبة المعلومات الواصلة من ميدان غزة أولا بأول.

قتل الفلسطينيين

ولفت التقرير العبري إلى أن “كوخافي عمل خلال حرب لبنان الثانية 2006 على طول حدود قطاع غزة، للمس بالبنية التحتية للفصائل الفلسطينية، والضغط على حماس للبدء بمفاوضات إطلاق سراح شاليط، مما حصد أرواح 400 فلسطيني في سلسلة عمليات منفصلة أشرف عليها كوخافي”.

زر الذهاب إلى الأعلى