شيِّدت مدينة «إم سيتي» قبل نحو عام على نحو 13 هكتارًا، وتشبه ملامحها تصاميم الاستوديوهات الهوليوودية، بعيدًا عن الأنظار من أجل اختبار سيارات المستقبل.
وتقوم هنا السيارات الموصولة وتلك الذاتية القيادة التي تطوَّر منذ عشرات السنوات بالاستناد إلى التكنولوجيات الحديثة بإثبات قدراتها علها تطرح في يوم من الأيام على الطرقات العامة، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء.
ومن شأن التجهيزات الحضرية أن تسمح بمحاكاة الظروف الفعلية لسير السيارات بكل تفاصيلها، كصبي يركض فجأة خلف كرته على الطريق. وتشمل هذه التجهيزات أعمدة ضوئية ومساحات مخصصة للمشاة ومسالك منفصلة على الطرقات وتقاطعات وأرصفة ومسالك مخصصة للدراجات الهوائية وأشجارًا وألواحًا لإشارات السير وحواجز.
وتكتسي «إم سيتي» ملامح المدينة المفعمة بالحياة مع محطات الحافلات فيها ومقاعدها العامة والعلب البريدية ومكبات النفايات وأسماء شوارعها، مثل «ليبرتي ستريت» و«ستايت ستريت» و«ماين ستريت»، لكن مطاعمها ومقاهيها اصطناعية وسكانها مجرد آلات معدنية مزودة بأجهزة استشعار رقمية وكاميرات ورادارات ومسبارات صوتية وأجهزة كاشفة بالضوء تتحكم بها برمجيات.
وقال جيم ساير مدير «إم سيتي» لوكالة فرانس برس: «نجرب هنا السيارات الموصولة وتلك المستقلة منذ أكثر بقليل من سنة. وكان العام 2015 حافلاً بالأحداث بالنسبة إلينا» نظرًا للمنافسة المحتدمة بين الجهات الفاعلة في صناعة السيارات.
ويحصل بعض مصنعي السيارات على أربعة أيام لتجربة أحدث النماذج هنا، في حين يُعطى آخرون يومًا واحدًا. وتستخدم «إم سيتي» من قبل 10 مصنعين تقريبًا.
وأوضح مديرها: «في بعض الأحيان، نعيد التجربة ذاتها مرات عدة للقيام بالتعديلات اللازمة بغية تحسين الأداء».
معادلات حسابية وأجهزة استشعار
تقدِّم «إم سيتي» لمصنعي السيارات فرصة تجربة مركباتهم ليلاً ونهارًا وفق فرضيات مختلفة، مثل السير في وسط المدينة أو في طرق ريفية وكيفية الولوج إلى الطرقات العامة أو الخروج منها، فضلاً عن كيفية عبور الأنفاق، وذلك على مسالك معبدة وأخرى من الأسمنت أو القار (الزفت).