خسر تنظيم داعش الإرهابي، أمس الثلاثاء، كامل مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا، بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة مجموعة من الدول العربية فيها.
وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى لتنظيم داعش الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت إلى خسارته 87% من أراضي ما سماها “الخلافة الإسلامية” التي أعلنها في البلدين منذ 2014.
ويرمز سقوط مدينة الرقة لانهيار مكاسب داعش الذي نظم بالمدينة عروضاً عسكرية صاخبة عقب انتصاراته الخاطفة في 2014.
وكانت الرقة أول مدينة كبرى يسيطر عليها داعش في أوائل 2014 قبل أن تجعل سلسلة انتصاراته السريعة في العراق وسوريا الملايين من الناس تحت حكم الخلافة المزعومة التي أعلنها من جانبه والتي سنت قوانين وأصدرت جوازات سفر وعملات.
واستخدم التنظيم المدينة مركزاً للتخطيط والعمليات لمعاركه في الشرق الأوسط وهجماته في الخارج واتخذها أيضاً مركزاً لاحتجاز رهائن غربيين قبل قتلهم وتصوير القتل ونشر التسجيلات على الانترنت.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون في تغريدات على موقع تويتر الثلاثاء تزامنت مع الذكرى الثالثة لتأسيس التحالف، “طرد شركاؤنا تنظيم داعش من 87% من الأراضي التي سيطر عليها وحرروا أكثر من 6,5 ملايين شخص”، مضيفاً “يخسر التنظيم على مختلف الصعد. لقد دمرنا شبكاته وقضينا على قادة من المستويات كافة”.
ويقدر التحالف أن عدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا ينشطون في البلدين يتراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف مقاتل.
في سوريا، يحتفظ التنظيم حالياً بسيطرته على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص وحماة (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. ويشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في محافظة دير الزور (شرق) “مركز ثقله” على رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها.
وفي العراق المجاور، ما زال التنظيم يسيطر على مدينتين في منطقة صحراوية في غرب البلاد.