ابن سلمان يقترب.. قرارات الفجر السعودية تغير خريطة المنطقة العربية
كتب- أحمد مطاوع
في 23 يناير 2015، أعلن الديوان الملكي السعودي مبايعة الأمير سلمان بن عبد العزيز، ملكًا جديدًا للمملكة العربية السعودية خلفًا للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي وافته المنية في الساعات الأولى من نفس اليوم.
ومنذ ذلك الحين، يتفاجأ المتابعون للشأن السعودي والعربي بشكل عام، بالإعلان عن قرارات ملكية مفاجئة ومصيرية سواء في تاريخ المملكة أو المنطقة العربية والخليج، تصدر مع ظلمة الفجر، بعضها غير بالفعل خريطة المنطقة تمامًا، وكان آخرها تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد.
ونستعرض في التقرير التالي بداية من الأحدث، أبرز 3 قرارات أصدرتها الرياض فجرًا، بعضها لعب دورًا كبيرًا في الأحداث التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة:
أوامر ملكية.. ابن سلمان يقترب
اقترب الأمير محمد بن سلمان، من التنصيب ملكًا للسعودية، خلفًا لوالده الملك سلمان، الذي أصدر قرارًا فجر اليوم، بإعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية.
كما أصدر أمرًا ملكيًا بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع، وتم تعيين عبد العزيز بن سعود بن نايف وزيرًا للداخلية، بحسب بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وهناك سيناريوهان، لو تحققا يصبح محمد بن سلمان ملكًا للسعودية خلفًا لوالده، الأول في حال وفاة الملك سلمان، فتعقد هيئة البيعة اجتماعًا للعائلة المالكة وتتم مراسم التنصيب مباشرة، كما حدث في تولي الملك الحالي بعد وفاة الملك عبد الله.
أما السيناريو الثاني، فيكون مرتبط بإثبات التقارير الطبية عدم قدرة الملك سلمان على ممارسة مهام سلطاته بشكل دائم، فتدعو الهيئة لمبايعة ولي العهد محمد بن سلمان ملكًا للبلاد في خلال 24 ساعة، وفقًا للنظام الأساسي للحكم.
وكان البيان الصادر فجر اليوم، قد لفت أيضًا إلى تعديل الفقرة (ب) من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي: "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكًا ووليًا للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس".
مقاطعة قطر
من خلال بيان رسمي، أعلنت السعودية فجر الإثنين 5 يونيو الجاري، قطع العلاقات مع دولة قطر، وإغلاق كافة المنافذ الجوية والبحرية والبرية، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي.
وأوضح البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن القرار اتخذ نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سرًا وعلنًا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة "الإخوان المسلمين" و"داعش" و"القاعدة"، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=hXSaNdwjMmQ]كما ندد البيان، بدعم قطر لنشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخليًا، كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأصدرت كلًا من البحرين -صاحبة البيان الأول- والإمارات ومصر، في نفس التوقيت، بيانات تؤكد قطع العلاقات مع قطر، وتبعهم العديد من الدول في نفس القرار، حتى تم محاصرة الدوحة وتضييق الخناق عليها، وظلت الأزمة متعقدة حتى يومنا هذا رغم المحاولات الوصول لمصالحة خليجية.
عاصفة الحزم
بعد شهرين من تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في السعودية، وتحديدًا مع الساعات الأولى من يوم الخميس 26 مارس 2015، وجه خادم الحرمين الشريفين، أوامره ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن، عند الساعة 12 منتصف الليل بتوقيت الرياض.
ومن قصر العوجا في الدرعية قرب الرياض، انطلقت شرارة "عاصفة الحزم"، حيث اجتمع الملك سلمان، مع قيادات الخليج، قبل 5 أيام من الإعلان عن بدء العمليات، لإعادة الشرعية في اليمن.
وأعلنت عملية "عاصفة الحزم"، أن أجواء اليمن منطقة محظورة، ويشارك في العملية 10 دول، من بينها دول الخليج، كما رحبت السعودية بمشاركة المجتمع الدولي في العملية التي بدأت بتحقيق أهدافها بعد دقائق من انطلاقها.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=FDLs9teRS3Y]وجاء بيان التحالف العربي، ليلة إعلان "عاصفة الحزم"، مشددًا على "أن هذه العملية جاءت بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن بعد محاولات متكررة إقليمية ودولية للتوصل إلى حل سلمي يمكن من خلاله إنقاذ اليمن وشعبه، إلا أن هذه المساعي فشلت بسبب رفض الانقلابيين الحوثيين وإصرارهم على مواصلة أعمالهم العدوانية".
وأشار البيان إلى أن "العملية تهدف ليس فقط لإنقاذ اليمن وإنما المنطقة كلها، عن طريق مواجهة النشاط العسكري الإيراني المتزايد في المنطقة لبسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة".
ومن وقتها وحتى هذه اللحظة، ما زالت الحرب في اليمن مستمرة، بل ازدادت الأمور تعقدًا بعد تطور العمليات في ظل ميليشيات مسلحة عديدة، وقطعت السعودية علاقتها بإيران بعد تصاعد التطورات بينهما، وقُطعت العلاقات مع قطر.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=v1B0UF_zl0Q]