عقد يوم الثلاثاء الماضي اجتماعاً مشتركاً للجنة الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا مع مجموعة من دول الجوار الليبي ، بمقر الاتحاد الأفريقي بأثيوبيا برئاسة رئيس جمهورية تشاد إدريس دبي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وبحضور أعضاء اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا وهي جنوب أفريقيا ؛ الجابون ؛ إثيوبيا ؛ النيجر ؛ موريتانيا ودول جوار ليبيا مصر ؛ السودان ؛ تشاد ؛ الجزائر ؛ النيجر ؛ تونس ، فضلاً عن أوغندا ؛ الكونغو .. بالإضافة إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر ؛ مبعوث الاتحاد الافريقي جابا كيكويتي .. وفيما يلي أبرز ما تم في هذا الاجتماع :-
– انعقد هذا الاجتماع تنفيذاً للقرار الصادر عن قمة الاتحاد الأفريقي يناير 2016 بشأن تشكيل لجنة رئاسية جديدة رفيعة المستوى معنية بليبيا تضم الدول سالفة الذكر ، كما بحثت القمة نتائج الاجتماعات التي عُـقدت بالجزائر ونيويورك وفيينا حول الوضع في ليبيا ، كما بحث القمة الأجندة التي وضعها اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا في (19) أكتوبر الماضي بالعاصمة النيجرية نيامي ، حيث أكدت هذه الدول استعدادها التام للمساهمة في إنجاح أعمال اجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا ، من أجل تعزيز العمل على تحقيق مصالحة وطنية ودعم المؤسسات الشرعية في البلاد .
– انعقد هذا الاجتماع في ظل انقسام حاد تعيشه ليبيا بعد أن أصبحت لديها 3 حكومات تتنازع على السلطة الأولى برئاسة عبد الثني في الشرق والثانية برئاسة خليفة الغويل في الغرب والثالثة برئاسة السراج ، كما يأتي انعقاد هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه الأوضاع الأمنية بمختلف مناطق ليبيا تدهوراً أمنياً خطيراً سيؤثر بالفعل على مستقبل الأوضاع في دول الجوار الليبي .
-ركزت الاجتماعات المتكررة لدول الجوار الليبي على عدد من المبادئ تتمثل في دعم سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وعدم التدخل في الشئون الداخلية والحفاظ على استقلالها السياسي ، حيث عقدت دول الجوار 8 اجتماعات، ناقشت خلالها الوضع في ليبيا ، والبحث عن حلول للخروج من الأزمة الراهنة التي تهدد الأمن القومي لتلك الدول .
– بدأ الرئيس التشادي رئيس الاتحاد الإفريقي إدريس دبي الجلسة الافتتاحية للقمة التي تحولت بعد ذلك إلى مغلقة ، بحضور رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما ، ومشاركة رؤساء 6 دول هم السوداني عمر البشير ؛ الجنوب إفريقي جاكوب زوما ؛ الكونغولي دينيس ساسو نغيسو ؛ الأوغندي يوري موسي فيني ؛ النيجري محمدو إيسوفو ؛ كما حضرها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين ، و وزراء خارجية كل من مصر سامح شكري وموريتانيا حيث شاركت الجزائر بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل ، ومثل ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني موسى الكوني .
تصريحات المشاركين في القمــة:-
– أكد الرئيس التشادي إدريس دبي أن أفريقيا تأثرت بالأوضاع في ليبيا ، وإدراكاً منا يعلن الاتحاد الأفريقي عن مبادرة لحل الأزمة في البلاد بالتعاون مع دول جوارها والأمم المتحدة والجامعة العربية في إطار مسار ثلاثي للبحث عن مصالحة هناك ، مضيفاً أن الأوضاع في ليبيا معقدة للغاية بسبب غياب الاتفاق بين الأطراف هناك والانقسامات وتناقض المصالح التي يسودها المشهد في البلاد ، وأكدت دبي أن المبادرة الأفريقية تستهدف إشراكاً واسعاً للأطراف الليبية وإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات والخروج من الأزمة المؤسسية ، وتضمنت المبادرة الآتي :-
– ضرورة أن يكون حكومة الوفاق الوطني شاملاً للجميع ، ورفض أي عملية تقصي أي طرف في البلاد ، وتكون مرجعيته الاتفاق الذي تم بالمغرب برعاية الأمم المتحدة في نهاية العام الماضي .
– تجنيب الأطراف الليبية التدخلات الخارجية وإثبات تحمل مسئولياتها من أجل تشكيل حكومة الوفاق الوطني ، مشيراً إلى سعي الاتحاد إلى جلب جميع الأطراف في العملية السياسية بشأن ليبيا .
– اقترح وزير الخارجية المصري سامح شكري المبادئ الحاكمة لدعم العملية السياسية في ليبيا ، بحيث تشمل توحيد الجهود والمحافظة على سلامة العملية السياسية والاتفاق السياسي في ليبيا ، إلى جانب أهمية توافق العملية السياسية مع تطلعات الليبيين وعدم فرض أي ترتيبات أو اتفاقات عليه ، ليتمكن من استعادة مؤسسات الدولة التي لها حق استخدام القوة لفرض الأمن مع تفكيك وتسريح كافة الميليشيات الليبية ، كما أ كد خلال كلمته في الاجتماع ضرورة إدانة أي طرف يفسد العملية السياسية الجارية ، وجدد شكري دعم بلاده للاتفاق السياسي ، موضحاً أهميته خاصة في الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لتنفيذه ، وبين أن دور الأطراف الخارجية هو رعاية العملية السياسية الجارية ، كما أعلن شكري عن سعادة مصر بإعلان استضافة الاجتماع القادم لدول جوار ليبيا في القاهرة مع تطلعها لاستمرار التنسيق مع اللجنة الرئاسية الأفريقية رفيعة المستوى ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا ..من جانبه أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار ” أحمد أبو زيد” أن وزير الخارجية أوضح المبادئ الحاكمة لدعم العملية السياسية في ليبيا ، والتي تتمثل في الآتي :
– أهمية توحيد الجهود والمحافظة على سلامة العملية السياسية والاتفاق السياسي في ليبيا بحيث تلتزم الجهود الدولية والإقليمية بالإطار العام للعملية السياسية الجارية .
– أهمية توافق العملية السياسية مع تطلعات الشعب الليبي مع عدم فرض أي ترتيبات أو اتفاقات عليه ، بما يمكن من استعادة مؤسسات الدولة الليبية باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة التي لها حق استخدام القوة لفرض الأمن مع تفكيك وتسريح كافة الميليشيات الليبية .
– حيادية كافة الجهود المبذولة لدعم العملية السياسية بحيث يتم إدانة أي طرف يفسد العملية السياسية الجارية، وتشجيع كافة الأطراف للقيام بواجبهم لتنفيذ الاتفاق السياسي
– أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر أن الوضع في ليبيا حساس بشكل متزايد ، كما عبر عن قلقه من الوضع الحالي بالعاصمة طرابلس ، ومن وجود محاولات خلق مؤسسات موازية ومحاولات لعرقلة الاتفاق السياسي ، مؤكداً لهم أن ذلك سيكون مؤدياً إلى مزيدٍ من انعدام الأمن .
– ناشدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما المجتمع الدولي بسرعة حل الأزمة الليبية وإنهاء حالة الانقسام والحرب في هذا البلد ، وجددت زوما دعم الاتحاد الأفريقي لحكومة الوفاق ، مشددة على أهمية المصالحة والوفاق الوطني .
-أعلن الرئيس السوداني عمر البشير رفضه لأي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية لليبيا ، مؤكداً دعمه لحكومة الوفاق الوطني فيها باعتبار ليبيا دولة عربية وأفريقية وجاراً شقيقاً ينعكس ما يجري فيها على دول الجوار ومنها السودان ، كما دعا إلى الحفاظ على ليبيا أرضاً وشعباً وإلى دعم حكومة الوفاق الليبية التي نتجت عن اجتماع الصخيرات مؤخراً ، كما عبر البشير عن اهتمام السودان بالأوضاع في ليبيا باعتباره بلداً جاراً لها ويتأثر بما يجري فيها ، لكل هذه الأسباب فإن ما يحدث فيها محط اهتمام السودان حكومة وشعباً .