العباقرة يمثلون طبقة نادرة جدا في كافة المجتمعات، ولدينا من العباقرة والمخترعين العشرات بل المئات الذين لا يعرفون اليأس، وبالإضافة إلى ذكائهم الحاد، وامتيازاتهم العقلية التي تجعلهم يفكرون بطريقة غير نمطية أو متكررة، لديهم طابع لا يملكه إلا أبناء النيل، وهو نبذ المصالح الشخصية والبحث دائمًا وأبدًا عن ما يفيد مجتمعهم والعالم أيضًا.
مجموعة من الطلاب في كلية الهندسة بجامعة حلوان تخصصوا في دراسة ميكانيكا السيارات والجرارات، شكلوا فريقًا اسمه «باها حلوان»؛ ليتعاونوا في اختراع سيارة «baha»، كالتي تشارك في السباقات العالمية مثل «رالي، وفورملا 1».
اختراع الشباب الذي لا ينقصه سوى التمويل وإلقاء الضوء عليهم، سيشكل طفرة في صناعة السيارات في مصر والشرق الأوسط والعالم أيضًا، حيث تستخدم السيارة في تطوير مركبات الـ «off road» التي تسير في الطرق الوعرة.
كريم سليمان، طالب بالفرقة الرابعة كلية هندسة جامعة حلوان ومنسق الأعمال التجارية لفريق «باها»، أوضح أن الفريق يسعى لتطوير صناعة السيارات وبشكل خاص سيارات الـ «off road»، وذلك الحلم يعتبر «مشروع تخرجهم من الكلية»، كما أنهم سيشاركون به في مسابقة عالمية تقام سنويًا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتنظمها مؤسسة «SAE» الأمريكية العالمية، وتقوم المسابقة في الأساس على تطوير تكنولوجيا السيارات والبحث العلمي في مجال صناعة السيارات.
المخترع الشاب أكد في تصريحات صحفية أن الفريق شارك في مسابقة «باها» العالمية في أعوام 2014 و2017، واستطاع أن يحقق عدة نجاحات تحسب له ولجامعة حلوان في عام 2014، حيث حقق المركز الرابع على العالم، كما أن الفريق يصنف في تلك المسابقة ضمن أفضل 50 فريق من أصل 100 فريق مشارك بالمسابقة، وفي عام 2017 جاء الفريق ضمن قائمة أفضل الفرق أيضًا.
منسق أعمال «باها»، أكد أن الفريق يطمح في تحقيق حلمه وتطوير صناعة السيارات في مصر، حيث إن تلك المشروعات القومية سيقوم عليها ركائز الاقتصاد المصري.
«سليمان»، كشف أن إحدى الجهات السيادية تواصلت معه ووعدت بتقديم الدعم له، والمتمثل في فتح أبواب مصانعها أمامهم؛ من أجل الاستعانة بآلات المصنع في عمليات لحام هيكل السيارة.
الفريق يسعى لتطوير اختراعه من خلال الاعتماد على نوع خاص من الحديد في بناء هيكل السيارة؛ لتكون أكثر خفة في الحركة، ولكن تلك المواد الخام غير موجودة في مصر ويتم استيرادها من الخارج، ولا يمكن التعويض عنها ببديلتها الموجودة في مصر لأنها ثقيلة الوزن.
المخترع الشاب أوضح أن تطوير السيارة يتكلف قرابة الـ 45 ألف جنيه، والفريق يمتلك من المبلغ 23 ألف جنيه فقط، مطالبا رجال الأعمال بضرورة النظر لهذا الفريق ودعمه من أجل تنفيذ حلمهم.
«سليمان»، كشف أن السيارة جاهزة بنسبة 90% للمشاركة في المسابقة العالمية التي ستنطلق في شهر أبريل من العام المقبل، ولكن الفريق يحتاج إلى دعمًا معنويًا وماديًا بالإضافة إلى الخدمات والتسهيلات؛ لتمثيل مصر في المسابقات العالمية، ولإيجاد أفق تكنولوجية جديدة بين مصر ودول العالم.