برلين (أ ف ب)
أعلن المتحف اليهودى فى برلين، الجمعة، أن مديره بيتر شيفر قدم استقالته من منصبه فى وقت تشهد فيه هذه المؤسسة جدلا بشأن تغريدة حول حملة مقاطعة اسرائيل.
وأوضح المتحف على موقعه الإلكترونى – بحسب ما نشره موقع “فرانس 24″، اليوم السبت – أن شيفر قدم استقالته إلى وزيرة الثقافة مونيكا جروترز، لتجنب إلحاق مزيد من الضرر بالمتحف اليهودى فى برلين، بدون أن يذكر أى سبب لهذه الاستقالة.
لكن شيفر يواجه منذ أيام ضغوطا بعدما أوصى مكتبه فى تغريدة على “تويتر” بقراءة مقال ينتقد قرارا اتخذه البرلمان الألمانى فى مايو باعتبار وسائل حركة مقاطعة اسرائيل “معادية للسامية”، وذكرت صحيفة “سود دويتشه تسايتونج”، الجمعة، أن الناطقة باسم المتحف، أيضًا، أقيلت بمفعول فورى لمخالفتها قاعدة الحياد فى مؤسسة يتم تمويلها بأموال عامة.
وقال شيفر، أولًا، إن نوايا مكتبه الصحفى كانت حسنة، وقال لمجلة “دير شبيجل”، الأربعاء، إن “التغريدة طرحت كمساهمة فى النقاشات فى إطار مبدأ “اقرأوا هذا، فهو مهم”، مؤكدا أن المتحف يجب أن يكون مكانا للدعوة إلى النقاش والحوار”، لكنه اعترف بأن الصيغة التى استخدمت كانت سيئة، وبأنه كان سيطلب صيغة أخرى لو عرضت عليه قبل نشرها.
و”حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات” التى تأسست فى 2005 ويرمز إليها بالأحرف الثلاث من اسمها بالإنجليزية “بى دى اس” (بويكوت دايفستمنت اند سانكشنز موفمنت)، هى حملة عالمية لمقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية لإسرائيل تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان فى الأراضى الفلسطينية.
ويعتبر مسؤولون اسرائيليون وألمان، بأنها معادية للسامية، لكن الحركة تنفى ذلك بشدة، وبعد نشر التغريدة، حمل المجلس المركزى ليهود ألمانيا، الثلاثاء، بعنف على المتحف اليهودى الذى يعد مؤسسة حقيقية وافتتح فى 2001، وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين السياح وسكان برلين.
وكتب المجلس – الذى يؤكد شيفر أنه قدم اعتذاراته له – فى تغريدة “طفح الكيل، يبدو أن المتحف اليهودى فى برلين أصبح خارجا عن كل سيطرة، فى هذه الظروف علينا أن نتساءل ما إذا كانت صفة يهودى ما زالت مناسبة له”، لكن مدير المتحف أصر فى حديثه لمجلة “دير شبيجل”، على أن المؤسسة مهمتها أن تروى “التاريخ والثقافة والديانة اليهودية فى ألمانيا”، لكنها ليست “ناطقة” باسم الجالية اليهودية و”لا باسم اسرائيل”.
وتتسم القضايا المرتبطة بمعاداة السامية وإسرائيل بحساسية كبيرة فى ألمانيا بسبب الماضى النازى ومحرقة اليهود فى الحرب العالمية الثانية، وتحتل عودة معاداة السامية فى السنوات الأخيرة مع تقدم اليمين القومى ووصول مئات الآلاف من المهاجرين من العالم العربى حسب السلطات، عناوين الصحف الرئيسية باستمرار.
وتشير وسائل الإعلام الألمانية إلى أن المتحف اليهودى واجه انتقادات متكررة من اسرائيل معتبرة أن مواقفه معادية لها،وكتبت صحيفة “سود دويتشه تسايتونج”، أن شيفر أثار فى مارس الماضى استياء لاستقباله فى المتحف الملحق الثقافى فى السفارة الإيرانية سيد على موجانى، لمناقشة إمكانية إقامة معرض لأطنان من الصور ليهود إيرانيين.
وكتبت السفارة الإيرانية على موقعها الإلكترونى – حينذاك – أن شيفر اتفق مع ضيفه على “ضرورة التدقيق” فى مسألة اعتبار معاداة الصهيونية معاداةً للسامية، وهى عبارة شطبها المتحف اليهودى، وقال شيفر لـ”دير شبيجل”، إن “استقباله كان غباء منى”.
فيما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مؤخرا المتحف اليهودى فى برلين، بشدة بسبب معرضه “أهلا بكم فى القدس”، معتبرا أنه معاد لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين، بينما تجاهلت الحكومة الألمانية طلب نتانياهو سحب دعمها للمعرض، حسب الصحيفة نفسها، وفى الإطار ذاته، عين مارتين ميكايليس مديرا للمتحف حاليا بدلا من شيفر.