شدد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي الجنرال هيربرت ماكماستر شدّد خلال محاضرة في واشنطن الأسبوع الماضي على أنّ دولتين تؤديان دوراً جوهرياً في تعزيز الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة في المجتمع المسلم. وشرح الجنرال الأمريكي أنّ هاتين الدولتين تشنّان سياساتهما العدائية من أجل دعم وتمويل الإرهاب والتطرف من خلال المدارس الدينية والجمعيات الخيرية ومنظمات متنوعة أخرى.
والدولتان اللتان ذكرهما ماكماستر كانتا تُعتبران في العقود القليلة الماضية حليفتين للغرب. واحدة منهما هي عضو في حلف شمال الأطلسي وهي تطمح للانتساب إلى الاتحاد الأوروبي. أمّا الأخرى فتستضيف أكثر قاعدة عسكرية أمريكية حيوية في الشرق الأوسط والتي تضم أكثر من 9 آلاف جندي أمريكي. إنّ نشر الإسلام الراديكالي “يتم الآن أكثر من قبل قطر وتركيا”، أوضح مستشار ترامب.
دعمهما للإرهاب سلك منحى تصاعدياً
وكتبت مجلّة إيجبت توداي المصرية أنها لم تكن هذه المرة الأولى التي يربط فيها الرئيس الأمريكي قطر بالإرهاب. فهو قال بعد مقاطعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين للدوحة إنّ “النظام القطري كان عبر التاريخ ممولاً للإرهاب على مستوى عال جداً”. أما ماكماستر فقال إنّ الأدلة على تمويل أو تبييض الأموال في قطر لصالح مجموعات إسلامية بما فيها داعش وحماس قد سلكت منحنى تصاعدياً على مدى أكثر من عقد. وعلى المنوال نفسه، تقوم تركيا بتمويل الإرهاب. شرح مستشار الأمن القومي أنّ مهمة إقامة الدليل على تورط تركيا بالإرهاب هو أسهل لأنّ تلك الدولة “محكومة من سفاح مستبد على شكل الرئيس رجب طيب أردوغان”.
مزيد من السلطات الديكتاتورية
حدّد ماكماستر الصلة بين أردوغان وحزب العدالة والتنمية والإخوان المسلمين، ملاحظاً أنّه “من خلال العمل عبر المجتمع المدني، عزّزوا سلطتهم من خلال حزب واحد. للأسف، إنّها مشكلة تساهم في ابتعاد تركيا عن الغرب”. منذ محاولة الانقلاب في السنة الماضية، سيطر أردوغان على مزيد من السلطات الديكتاتورية، مستغلاً الحرب ضد داعش كحجّة لشنّ هجمات وحشية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا وتركيا وضرب كردستان العراق بمساعدة إيران كما أشار إلى ذلك ماكماستر.
أكاذيب فاضحة
بالنسبة إلى ما يخص مستوى العلاقات العامة لدى قطر وتركيا، يبرز الفساد على شكل سرد أكاذيب فاضحة والإصرار عليها أو من خلال “الرقص حولها” حين يتمّ كشفها، كما أكد ماكماستر. في حديث إلى هيئة التحرير في صحيفة لوس أنجيليس تايمس الأمريكية، قال مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر الشيخ سيف بن حمد آل ثاني، إنّ “قطر لا تمول الإرهاب أياً يكن – لا مجموعات، لا أفراد. لا عن بعد ولا عن قرب”. لكنّ هيئة التحرير لم تجادل كلامه على ما أوضحت إيجبت توداي. وتحاول هذه الأكاذيب الفاضحة أن تشتت انتباه أمريكا عن الدور القطري في الأحداث داخل أفريقيا أو أن تظهر عدم وجود تأثير كبير تملكه الدوحة أو أنقرة على الراديكاليين، يقول ماكماستر.
سخرية من قطر
تشير المجلة إلى أنّ قطر بدأت بناء قوة جوية كبيرة بما يثير التساؤلات حول قدرتها على تطوير تقنياتها في خضم المقاطعة التي تواجهها من قبل دول الرباعي المناهض للإرهاب. ولفتت مجلة ديفنس نيوز الأمريكية النظر إلى أنّ قطر وقّعت على عقد مع بريطانيا لاستيراد 24 مقاتلة من طراز تايفون بعدما وقعت على عقدين متتالين مع أمريكا لشراء 36 مقاتلة بوينغ أف-15 كيو آي. وكان لفرنسا حصتها في العقود، إذ وافقت على بيع 24 مقاتلة داسولت رافال عند افتتاح معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري. واستهزأت ديفنس نيوز من قطر للنقص الذي تعاني منه في عدد جنودها، الأمر الذي أدى إلى تجنيدها مقاتلين للتعويض عنه.