أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل، أن مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة والذي اختتمت أعماله أمس الثلاثاء بمنطقة البحر الميت الأردنية؛ عكس بشكل واضح مواقف مصر الثابتة ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي إزاء القضية الفلسطينية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وقال السفير ناصر كامل – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش مشاركته بالمؤتمر الدولي للاستجابة الطارئة لغزة بالبحر الميت – إن الاستجابة الواسعة والسريعة لدعوة الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش؛ يعكس مدى التوافق والتناغم الموجود بين المشاركين في المؤتمر والذي ظهر واضحا بتأييد الموقف المصري والأردني الداعي إلى ضرورة وقف الحرب فورا وإنفاذ المساعدات إلى الأشقاء في غزة.
وأضاف أن هذه المشاركة الدولية الواسعة تمثل مؤشرا على التوافق الدولي حول أهمية سرعة التحرك للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة من ناحية وممارسة الضغوط من أجل إنفاذ المساعدات الكافية لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، مؤكدا أن مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة، يمثل نافذة للنظر في الإجراءات التي يمكن أن يتم أخذها في حال وقف إطلاق النار لتوفير الاحتياجات العاجلة من مياه نظيفة وطاقة تعليم وتوفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني لحين بداية عملية الإعمار في القريب العاجل.
وأشار السفير كامل إلى أن الأجواء الإيجابية بين المشاركين في المؤتمر؛ تمثل انعكاسا واقعيا لوجود توافق وإجماع مع الرؤية المصرية فيما يتصل بالمطالب الإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها ثوابت الحل السياسي في إطار وقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري وحل الدولتين باعتبار ذلك هو أساس توجيه الدعوة من قبل مصر و الأردن والأمم المتحدة.
وحول دور الدبلوماسية المصرية منذ بداية الحرب على غزة ورفض التهجير وإظهار حقيقة الوضع الكارثي للقطاع، أوضح أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط أن مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة وما تضمن بيانه الختام يمثل – مما لا شك فيه – دليلا قويا وكبيرا على نجاح الدبلوماسية المصرية منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى أن موقف مصر الرافض للتحول الديمغرافي والجغرافي في عزة الذي تسعى إليه دولة الاحتلال، وتأييد المجتمع الدولي لهذا الموقف الرافض؛ يؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية وثوابتها التي هى أيضا ثوابت العالم العربي.
ولفت السفير كامل إلى أن الدبلوماسية المصرية استطاعت أن تكشف حقائق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة؛ هو ما تؤكده المنظمات الدولية كافة؛ سواء العاملة في غزة أو خارجها بأن ما تم هو جرائم ضد الإنسانية مع التشديد على ضرورة احترام القانون الدولي وهو ما لا تقوم به دولة الاحتلال حتى الآن.
ونوه إلى أنه مع اندلاع الأزمة وإغلاق الاحتلال لجميع المعابر؛ نجحت الدبلوماسية المصرية في فضح هذا الانتهاك الإنساني للسلطات الإسرائيلية من خلال الحديث عن الوضع الإنساني الكارثي وغير الآدمي الواقعي داخل عزة ، مؤكدة أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورا محوريا وبالتنسيق مع الأردن والأشقاء العرب في كشف انتهاكات الاحتلال بحق المدنيين من الأطفال والنساء.
وبشأن جهود الاتحاد من أجل المتوسط لحل الأزمة، كشف السفير ناصر كامل أن الاتحاد دعا – بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب الإسرائيلية الإجرامية وتحديدا في 27 نوفمبر الماضي – إلى اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد، وأكدوا مجموعة من الثوابت، كان في مقدمتها الوقف الفوري لإطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين وحث الأطراف كافة على احترام القانون الدولي الإنساني وضرورة التعامل مع الأوضاع الإنسانية التي للأسف أصبحت كارثية حاليا بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتابع السفير كامل إن الأمانة العامة للاتحاد والدول الأعضاء عملا – خلال الشهور الماضية – على نقل وإبراز هذه الرؤية والطرح القائم على ضرورة الوقف الفوري للحرب ووقف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها سكان غزة والضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، والعمل على إحلال السلام الدائم والشامل القائم على حل الدولتين
وشارك السفير ناصر كامل في المؤتمر الدولي للاستجابة الطارئة لغزة والذي يُعقَد بدعوة مشتركة من السيسي والملك عبدالله الثاني والأمين العام للأمم المتحدة بالبحر الميت؛ بهدف تحديد احتياجات غزة من المساعدات الإنسانية وكيفية تذليل العقبات التي تعترض إيصال المساعدات وأولويات التعافي المبكر، حيث سلط الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط الضوء على أولويات التعافي المبكر في فلسطين بمساعدة جانب البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية وغيرهم من أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين.