- من المقرر أن تجرى غداً الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية ، حيث سيتوجه في الثامنة صباحاً بتوقيت باريس حوالي (47) مليون ناخب لصناديق الاقتراع في حوالي (66.546) مكتب اقتراع ، على أن ينتهي التصويت في السابعة مساءً في معظم المدن وفي المدن ذات الكثافة السكانية العالية ستمتد الفترة حتى الساعة الثامنة ، وتجرى الانتخابات ليوم واحد ، وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية المطلقة ( 50% + 1 ) ، تقام الجولة الثانية والأخيرة بين المرشحين الأكثر أصواتاً في (7) مايو القادم .
- أعلن الرئيس الحالي ” فرنسوا هولاند ” عدم ترشحه للانتخابات القادمة ، بعد أن قضى (5) سنوات في السلطة وهي فترة رئيس الجمهورية طبقاً للدستور الفرنسي ، نظراً لتراجع شعبيته بشكل كبير بسبب التدهور الكبير التي عانت منه فرنسا خلال فترة توليه السلطة على المستويين ( الأمني / الاقتصادي ) .
- أعلنت الهيئة العليا للانتخابات قبول أوراق (11) مرشحاً للتنافس على الفوز بمنصب رئيس الجمهورية ، أبرزهم ( مرشح أحزاب اليمين فرنسوا فيون / مرشح أحزاب اليسار بنوا هاموند / مرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبن / مرشح اليسار التقليدي جون لوك ميلانشون / المرشح المستقل إيمانويل ماكرون ) .
- تستبعد استطلاعات الرأي فوز أي من المرشحين من الجولة الأولى ، وتشير الاستطلاعات لوصول مرشحة حزب الجبهة الوطنية ( اليمين المتطرف ) “مارين لوبن” للجولة الثانية للتنافس إما مع مرشح حزب الجمهوريون اليميني ” فرنسوا فيون ” أو المرشح المستقل ” إيمانويل ماكرون ” الذي يحظى بأفضلية نسبية في الاستطلاعات .
- أثرت الحالة الأمنية المتدهورة نتيجة العمليات الإرهابية التي وقعت بفرنسا خلال العامين الماضيين على البرامج الانتخابية للمرشحين ، لذا كانت القضايا الرئيسية التي تناولها المرشحون في برامجهم الانتخابية هي ( التعامل مع الإسلام المتطرف / المهاجرون الأجانب / الأزمة السورية ) ، حيث أصدر أغلبهم تصريحات تؤكد أنهم سيقومون بالتخلص من التطرف الإسلامي الموجود في فرنسا ، وتقليل استقبال المهاجرين ، وسن قوانين لتقنين تواجدهم بفرنسا .
- تلاحظ عدم تناول أي مرشح للعلاقات ( المصرية – الفرنسية ) ، إلا أن زعيمة اليمين المتطرف ” ماريان لو بان ” سبق أن زارت مصر عام 2015 ، والتقت بـ ( شيخ الأزهر / رئيس الوزراء آنذاك إبراهيم محلب ) ، وأشادت بتعامل مصر مع ملف الإرهاب ، كما انتقد مرشح أحزاب اليمين تعامل بلاده مع الإخوان المسلمين قائلاً ( كيف تقوم مصر بحظر جماعة الإخوان وإدراجها في لائحة المنظمات الإرهابية ، ونستقبلهم نحن في فرنسا .. هذا غير معقول ) .. .. وفيما يلي نظرة عامة حول أبرز المرشحين وفرص كل مرشح :
زعيمة حزب الجبهة الوطنية ” ماريان لو بان “
تلاحظ أن كافة استطلاعات الرأي للجولة الأولى تؤكد تأهل مرشحة اليمين المتطرف زعيمة حزب ( الجبهة الوطنية ) ” ماريان لو بان ” ، حيث استغلت تراجع شعبية أحزاب اليسار ، وترشح أكثر من شخص ينتمي لنفس التيار – تفتيت أصوات – ، والأحداث الإرهابية التي وقعت بفرنسا خلال الفترة الماضية ، لزيادة شعبيتها خاصةً أنها من أكثر المنتقدين للإسلام المتطرف ، ومن المعروف عنها كرهها الشديد لـ ( العرب / المهاجرين ) ، ودائماً ما تنتقد ( السعودية / قطر ) بصفتهما داعمان للإرهاب ، وتشيدبـ ( مصر / الجزائر / الإمارات ) ، خاصةً في تعاملهم مع ملف الإسلام المتطرف ومكافحة الإرهاب ، إلا أن هذا الأمر يثير تخوف الكثيرين لاسيما أنها تميل إلى العنصرية ضد اللاجئين والمغتربين الأجانب في فرنسا ، بالإضافة لرغبتها في الخروج من منطقة اليورو ، لذا تشير استطلاعات الرأي أيضاً لهزيمتها أمام أي مرشح في الجولة الثانية .
وزير الاقتصاد السابق ” إيمانويل ماكرون “
رفض ” ماكرون “ الدخول في الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليسار ، وفضل خوض الانتخابات منفرداً دون الحصول على دعم أحزاب اليسار ، وهو ما يشير إلى تفتت أصوات اليسار بين ( مرشح أحزاب اليسار بنوا هامون / ماكرون ) خلال الجولة الأولى لصالح باقي المرشحين وخاصةً زعيمة الجبهة الوطنية ” ماريان لو بان ” ، إلا أن ” ماكرون ” يحظى بشعبية بسبب انتقاده لسياسة الرئيس ” هولاند ” ، ووعوده بإحداث طفرة في الاقتصاد ، معتمداً على الفترة التي شغل خلالها منصب وزير الاقتصاد ، والتي أحدث خلالها تحسن في نسب البطالة ، بالإضافة لزيارته الأخيرة إلى ( لبنان / الجزائر ) سعياً للفوز بأصوات الناخبين العرب ، لذا تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية وصول ” ماكرون ” للجولة الثانية .
مرشح أحزاب اليمين رئيس الوزراء الأسبق ” فرنسوا فيون “
كانت كافة استطلاعات الرأي تؤكد فوز مرشح أحزاب اليمين رئيس الوزراء الأسبق ” فرنسوا فيون “ ، إلا أن الأزمة الأخيرة التي تعرض لها أدت لتراجع شعبيته ، بعد أن كان المرشح الأوفر حظاً للفوز في تلك الانتخابات ، حيث اتُهم بإهدار المال العام هو وزوجته وابنيه لاشتغالهم معه كمساعدين برلمانيين ، وهي الوظيفة التي تدفع راتبها الدولة ، حيث أثبتت تقارير صحفية أنهم لم يعملوا معه في هذه الوظيفة ، لكنهم تلقوا رواتبهم دون عمل .. لذا تراجعت شعبيته بصورة ملحوظة إلا أنه لا يزال من بين أبرز المرشحين للوصول للجولة الثانية .
مرشح أحزاب اليسار وزير التعليم السابق ” بنوا هاموند “
أجرت أحزاب اليسار انتخابات تمهيدية ، حيث فاز وزير التعليم السابق ” بنوا هاموند “ بعد منافسة مع رئيس الوزراء السابق ” مانويل فالس ” ، إلا أن شعبية أحزاب اليسار في انخفاض شديد نتيجة سياسات الرئيس ” هولاند ” – منتمي للحزب الاشتراكي اليساري – ، وأغلب استطلاعات الرأي تشير لحصول ” هاموند ” على المركز الرابع في الانتخابات أو الخامس .
تأثير هجوم الشانزليزية على الانتخابات
- أدى الهجوم المسلح بشارع الشانزليزيه مساء الخميس الذي أسفر عن مقتل شرطي وإصابة (2) أخرين ، لإطلاق معظم المرشحين – خاصةً مرشحا اليمين واليمين المتطرف – تصريحات تنتقد ما أسموه ( الإرهاب الإسلامي ) وسبل مكافحته ، حيث أعلنت السلطات الفرنسية عن تشديد الإجراءات الأمنية ونشر (50) ألف فرد أمن إضافي لتأمين العملية الانتخابية .
- حاول مرشح اليمين ” فرانسوا فيون ” استغلال الحادث والتأكيد أنه هو الوحيد القادر على مكافحة ( الإرهاب الإسلامي ) عن طريق تجفيف منابعه في الداخل الفرنسي عن طريق تشديد المراقبة على الخطاب الديني ونشر فكر التسامح بين المسلمين ، مؤكداً أنه ينوي حال فوزه في الانتخابات في زيادة أعداد ضباط وأفراد الشرطة لمواجهة العنف والعمليات الإرهابية .
- من جانبها قامت مرشحة اليمين المتطرف ” ماريان لو بان ” كعادتها باستغلال الحادث ، حيث أنها تعتمد بشكل كبير في برنامجها الانتخابي على انتقاد التوغل الإسلامي في المجتمع الفرنسي ، حيث يتهمها كثير من المهاجرين والعرب بالعنصرية ، مؤكدةً أن الهجوم دليل على صحة رؤيتها وأن مثل هذا الهجوم ما كان ليقع إذا كانت هي في السلطة ، لأنها كانت ستعمل على ترحيل المشتبه بهم أو اعتقالهم كخطوة وقائية ، ومراجعة اتفاقية ( الحدود المفتوحة – شينجن ) .
- باقي مرشحي الرئاسة أدانوا الهجوم وأعربوا عن تعاطفهم مع أسر الضحايا مؤكدين أن مكافحة الإرهاب وضمان أمن الفرنسيين يجب أن يكون أولوية الرئيس المقبل .
- من جانبه انتقد رئيس الوزراء ” برنار كازنوف ” ( فرانسوا فيون / مارين لو بان ) لاستغلالهم الهجوم لتحقيق مكاسب سياسية ، ودعا جميع الأطراف السياسية للتحلي بالمسئولية لمواجهة الأوضاع الراهنة ، واستهزأ ” كازنوف ” من تصريحات ” فيون ” الذي كان قد أعلن عن نيته توظيف (10) آلاف شرطي إضافي لمواجهة التطرف الإسلامي قائلاً ( كيف يمكن أن نجزم بمصداقية مرشح حين يتعهد بتوظيف 10 آلاف شرطي إضافي في حين أنه قام هو نفسه بإلغاء 13 ألف منصب في صفوف قوات الأمن حين كان رئيسا للوزراء ؟ ) ، كما انتقد ” كازنوف ” اقتراح ” لو بان ” بمراجعة اتفاقية ( شنجن ) في الوقت الحالي بينما لم يتخذ أي إجراء بخصوص هذا الأمر حين كان رئيسا للحكومة .