احتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي أبوبكر البغدادي المرتبة الثانية في قائمة مجلة “تايم” الأمريكية لشخصية عام 2015، بعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومتقدمًا على شبيهه الأمريكي دونالد ترامب.
وفي عرضها للمسيرة الحافلة بالدم والجريمة والإرهاب قالت مجلة “تايم” في تقديمها، للثاني على قائمتها، إن البغدادي أو إبراهيم عواد إبراهيم البدري، ولد في عائلة مسلمة متدينة وسنية، من الطبقة الوسطى العراقية، واعتمادًا على شهادات وروايات عشرات من الذين عرفوه عن قرب أو تقاطعت طريقهم معه على امتداد السنوات الماضية، قبل ظهور تنظيم داعش” لم يُعرف عن البغدادي تفوقًا أو تميزًا دراسيًا أو علميًا أو حتى فقهيًا ودينيًا، ولم يكن يتميز إلا بطريقة تلاوته للآيات القرآنية، واقتصرت معرفته طيلة دراسته على أساليب وتقنيات التلاوة، قبل أن ينشر أطروحة عن هذا الموضوع على الطريقة الكلاسيكية المعروفة منذ القرون الوسطى”.
وتقدم المجلة عرضًا موجزًا عن تاريخ تنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة، والذي بعد أن تشبع البغدادي بتعاليمه وقراءته للدين والسياسة، انطلق منه إلى عالم الجريمة والراديكالية، وفق العارفين بحياة البغدادي ومحطاتها المختلفة.
مؤذن مسجد
وأضافت المجلة “بعد ذلك تحول البغدادي إلى مؤذن مسجد صغير في قريته القريبة من بغداد، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، ذهب البغدادي إلى الفلوجة لزيارة أحد معارفه، ولكن القوات الأمريكية داهمت المدينة التي كانت من معاقل المسلحين السُنة خاصة الذين قاتلوا الوجود العسكري الأمريكي، وأثناء المداهمة قبض عليه الجنود صدفةً مع عشرات الموقوفين يومها، ونقل إلى معسكر بوكا الشهير، الذي كان في ذلك الوقت مصنعًا حقيقيًا لتكوين وتفريخ المتطرفين والإرهابيين”.
وتعرض تايم لقائمة طويلة من “الصدف” التي طغت على حياة البغدادي ومسيرته بعد ذلك، أثناء اعتقاله والحرية التي تمتع بها في السجن ثم خارجه.
واستطرد تقرير “تايم” التعريف بالبغدادي ليكشف زوايا غير مألوفة أخرى فيقول: “في بوكا، وجد البغدادي نفسه في قلب الشبكات الإرهابية في العراق، التي كانت جميعها حاضرةً من خلال الشخصيات التي تمثلها والتي كانت في يد القوات الأمريكية وقتها، ولأن البغدادي لم يكن يُمثل أي خطر أمني أو أهمية إستراتيجية، تركته قيادة المعسكر حرًا في تنقلاته داخله، باعتباره إمام الصلاة”.
وفي نهاية 2004 “أفرجت السلطات العسكرية الأمريكية عن البغدادي، ولم ينقل إلى سجن أكثر تشددًا مثل كل القيادات التي كانت قيد الاعتقال وقتها، ليعود الرجل إلى بغداد، مستندًا إلى شبكة علاقات جديدة اكتسبها في سجنه، لتبدأ مسيرته في عالم الشبكات والعمل السري تحت الأرض، ليقترب أكثر من قيادات القاعدة في العراق، وأشهرهم يومها الأردني أبو مصعب الزرقاوي ولتتوسع دائرة علاقاته سريعًا بأهم قادة التنظيم، الذين نجحت الولايات المتحدة في تصفيتهم تباعًا في الأثناء، منذ 2006”.
وفي مايو 2010 “اغتالت الولايات المتحدة آخر وأهم قائدين بقيا على قيد الحياة في تنظيم القاعدة التسلسلي، ليرتقي البغدادي إلى مرتبة أمير التنظيم بالضرورة، وتبدأ مسيرة الدم الجديدة وصولًا إلى يونيو 2014 وإعلان نفسه خليفة للمسلمين