جريمة
الجراح القاتل.. طعن سايسًا بمطواة بسبب 2 جنيه.. وشهود العيان ينصفون «حباكة»
ميكانيكى يشير لمكان قتل "حباكة"
ميكانيكى: «محبوب وعمره ما عمل مشاكل.. مين هايربي ابنه»
جاره: «لما دكتور يشيل مطواة ساب إيه للبلطجى؟!».. ومدير المستشفى: الطبيب هادئ وملتزم
المتهم: طلب مني الدفع بالإكراه.. وسبنى بأمى فلم أتحمل استفزازه وطعنته مرتين
وارد بشدة أن نسمع عن تعدى سائس على طبيب، طلبًا لـ"الكارتة"، لكن أمام مستشفى إمبابة العام بالعجوزة، كان الواقع مختلفًا، إذ تمسك طبيب بمبدئه ورفض دفع إتاوة لسائس 2 جنيه، مقابل السماح له بركن سيارته، مما تسبب في نشوب مشاجرة بينهما، أخرج الطبيب على أثرها مطواة كان يحملها بين طيات ملابسه، وطعن بها السائس حتى الموت، ثم لاذ بالفرار، إلى مستشفى إمبابة العام حيث يعمل.
مكان الحادث على باب المستشفى بجوار السيارة الفضية
اليوم الرابع من رمضان، الساعة تقترب من العاشرة صباحا، إخصائى الجراحة "م.ف" 30 سنة، يتوجه إلى عمله بمستشفى إمبابة العام، دون أن يدري أنه بعد دقائق سيتحول إلى متهم في جريمة قتل على محمود، 35 سنة، سائس، وطعنه حتى الموت على باب المستشفى.
البائعون والصنايعية ينصفون "حباكة"
أمام مستشفى إمبابة العام، التقينا أحمد محمد "ميكانيكى" يقوم بإصلاح السيارات المتعطلة المصطفة على الرصيف المقابل للمستشفى، والذي وصف السائس الشهير بينهم بـ"محمد حباكة" بأنه محترم، ومحبوب من الناس، وطوال فترة عمله بالمنطقة منذ أكثر من 5 سنوات لم يتشاجر مع أحد أو يفتعل مشكلة، وأحيانًا كان يحضر معه ابنه ذا الست سنوات.
"أحمد" يشير إلى مكان الحادث بجوار السيارة الفضية
وقال "أحمد" "الناس بتحبه.. وهو له زباينه، اللى بيقفوا مخصوص ويندهوا عليه، ويسيبوا له مفاتيح عربياتهم يركنها، وكل واحد بيديله اللى فيه النصيب 2 أو 3 أو 5 جنيهات، ويوم الحادثة طلب من الدكتور يركن عربيته الناحية التانية، لأنه حاجز المكان اللى ركن فيه لحد تانى، فتشاجرا، وقال له الطبيب أنا أركن فى الحتة اللى أنا عايزها، وتشاجر معه، فرد عليه حباكة خلاص اركن مكان ما انت عايز، لكن الدكتور تشاجر معه وطعنه بمطواة".
وتابع "الميكانيكى": دم حباكة غرق المستشفى، وهو مابيفرضش إتاوة على حد، لو هو مش موجود الناس بتسيب له أجره لاهتمامه بالعربيات، وأنا مستغرب واحد دكتور محترم متعلم ومتربى يشيل مطواة، ساب إيه للبلطجية؟!".
وأيد حمدى على، ميكانيكى يعمل بذات المكان، رواية زميله، ونفى أن يكون "حباكة" أصاب الطبيب بجرح قطعى فى عينه، وأكد أن إصابة الطبيب لاحقة لتعديه على "حباكة" بالمطواة، فبعدما طعنه الدكتور وشعر بالدم يسيل منه، حمل حجرا وقذف به الطبيب وسقط فى الأرض غارقًا فى دمائه.
بائع الكشك يروى شهادته لـ«لتحرير»
فيما قال عادل محمد، صاحب كشك بقالة مقابل للمستشفى: "المكان هنا كان وضعه مزري، ومليء بالقمامة، وحباكة وزملائه نظفوا المكان ونظموه، وباتوا يعملون فيه بركن وحراسة السيارات، والجميع يرتضى عملهم، ويحبهم".
وتابع: "للأسف لم أكن حاضرًا وقت الواقعة، فلو شاهدتها لتدخلت وفصلت بين الإثنين، فأنا أعرف كلاهما، وإن لم يكن لى احتكاك بالطبيب، بينما "حباكة" ابن بلد، ومحبوب فى المكان، ولا يفرض سطوة على أحد، ولم أشاهده يفتعل مشكلة من قبل من أحد.
مدير مستشفى إمبابة: "الطبيب لم يكن بحالته الطبيعية"
وقال الدكتور محمد منظور، مدير مستشفى إمبابة العام، إن ما حدث كان مشاجرة خارج المستشفى، تعدى خلالها سائس على طبيب، وللأسف كان بحوزة الأخير آلة حادة، طعن بها السائس فأصابه بتشبع رئوى بالدم، وحاولنا إسعافه ونقل دم له، لكنه توفى.
واستدل مدير المستشفى على أقواله بحالة الطبيب قائلًا: "القميص الذى يرتديه كان ممزقًا ومليء ببقع الدماء، مما يؤكد وقوع مشاجرة تطورت إلى جريمة قتل، وللأسف كان موقع الإصابة خطير، ولا أملك تبرير منطقى لما حدث إلا أن حالة هياج وجنون مؤقت أصابت الطبيب، دفعته لفعل ما فعله بلحظات.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=o-p9t2SM2TY]وأكد "منظور" على أن الطبيب المتهم شديد الالتزام، يحضر نوبتجياته فى موعده، وشديد الدقة فى حجرة العمليات، هادىء الطباع، لكن للأسف المجتمع بات شديد العنف، وجعل شخص مثله يحمل سلاحًا، وأنا لا أقدم مبررات، لكننا بتنا نتعامل مع كثير من الأمور غير المرغوب فيها ومنها "الكارتة" أو "السائس" كأمر واقع ندفع لهم دون اعتراض.
واختتم مدير المستشفى كلامه قائلا:" إن أصدقاء المتهم قالوا أن الضحية تعدى على الطبيب بحجر بعدما قام الطبيب بطعنه في الرئة، وهو أمر صعب حدوثة، معللاً ذلك بأن طبيعة الإصابة تجعل من قدرة المجني عليه على الوقوف والإتيان بحجر مستحيلة، وهو مايرجح أن عملية التعدي بالحجر كانت قبل الطعن".
مدخل الطوارىء بمستشفى إمبابة العام
ويروى الطبيب بنفسه تفاصيل ما حدث معه، خلال تحقيق النيابة الذى باشره محمد بكرى، وكيل نيابة العجوزة، فيما رفض التحدث إلينا عقب انتهاء التحقيق، وبدت عينه اليمنى متورمة، وبأعلاها وأسفلها جرحين تمت خياطتهما طبيًا، بينما بدت ملابسه مهترئة ومليئة ببقع الدماء، وأخذ يسأل الحرس عن أهله بأسي، ولماذا جعلوهم يغادرون النيابة، ويرجو الحرس أن يعيدوا إليه كارنيهات إثبات الهوية وتصريح ممارسة المهنة، بعد تصويره بناء على طلب النيابة.
وقال الطبيب خلال التحقيق الرسمى، إنه لم يتعامل مع ذلك السائس من قبل، وكانت أول مرة يلتقيه يوم الحادث، وبعدما ركن سيارته أمام باب المستشفى، فوجىء به يطالبه بدفع أموال، فأخبره أنه طبيب يعمل بالمستشفى التى ركن سيارته أمامها، وأنه لن يدفع إتاوة، لكن الأخير رد عليه "كل زمايلك بيدفعوا إشمعنا أنت"، وحينما أصر الطبيب على الرفض فوجئ بالسائس يحتد عليه ويسبه "وحياة أمك لتدفع" وأشياء أخرى من ذلك القبيل، فاشتبكا معًا، وقال الطبيب: "استفزنى وعايز ياخد منى فلوس بالعافية، وبيعاملنى كأنى مديون له، وأساء أدبه على وسبنى، فتشاجرنا".
واعترف الطبيب بأنه كان يحمل مطواة معه، أخرجها وطعن بها السائس خلال الاشتباك بينهما، وتحفظت النيابة على السلاح، وأمرت بحبس الطبيب 4 أيام على ذمة التحقيق، ليذهب إلى الحبس لليوم الثانى على التوالى، وهو يرتدى القميص المهترئ المليء ببقع دمائه ودماء القتيل".