أعلن الجيش الإسرائيلي رصد موقع جديد أنشأه حزب الله لإنتاج الصواريخ الدقيقة بمنطقة البقاع شرقي لبنان، في أحدث حلقات التوتر بين الطرفين.
وأوضح بيان للجيش، أنه “كجزء من مشروع إنتاج الصواريخ الدقيقة، أقام حزب الله موقعا مخصصا لإنتاج وتحويل الصواريخ الدقيقة في البقاع اللبناني، قرب بلدة النبي شيت”، ولفت إلى أن المنشأة شيدت في السنوات الأخيرة لإنتاج الوسائل القتالية بقيادة إيران وحزب الله، مشيرا إلى أنه جرى أخيرا رصد عمليات إضافية تهدف لاستخدامها كموقع لإنتاج وتحويل الصواريخ، لتصبح أكثر دقة.
وهذه ليس المرة الأولى التي تتحدث فيها التقارير الإسرائيلية عن منشآت عسكرية تابعة لحزب الله وإيران داخل الأراضي اللبنانية، يكون الهدف منها زيادة مدى ودقة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله.
وقال بيان الجيش الإسرائيلي إنه جرى إنشاء خط إنتاج للأسلحة الدقيقة، ويتم نقل المعدات الخاصة والحساسة إلى الموقع، فيما تقوم إيران بتزويد الآلات الخاصة، والإرشادات للعاملين في الإنتاج، وهي ترافق العمليات في الموقع بشكل دائم.
واعتبر البيان الإسرائيلي أن هذا الموقع له أهمية عليا لمشروع الصواريخ الدقيقة بالنسبة لحزب الله، لذلك يقوم نشطاء في الأيام الأخيرة بإخلاء معدات خاصة وغالية منه خوفا من استهداف المكان، وقد قاموا بنقل المعدات إلى ممتلكات مدنية في لبنان، ومنها في العاصمة بيروت.
ومنذ العام الماضي، تتحدث إسرائيل عن حيازة ميليشيات حزب الله للصواريخ الدقيقة، وفي سبتمبر 2018، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام الأمم المتحدة، إن هناك 3 مواقع يقوم فيها حزب الله بتحويل “مقذوفات غير دقيقة” إلى صواريخ دقيقة التوجيه.
وتحمل الصواريخ الدقيقة أجهزة توجيه، بإمكانها إصابة الأهداف بدقة عالية، كما أن بإمكانها حمل متفجرات ورؤوس حربية، فيما كانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت قبل أيام أن إيران بدأت محاولات نقل الصواريخ الدقيقة الجاهزة للاستخدام إلى حزب الله في لبنان، بين عامي 2013 و2015.
وتقول تقارير إعلامية إن سقوط الطائرتين المسيرتين الإسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، الأسبوع الماضي، كان مرتبطا بمحاولة الهجوم على معمل لهذه الصواريخ.
وكانت عملية الاستهداف الاسرائيلي لمنشأة في منطقة الضاحية نقطة تحول باتجاه المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، لولا محاولات كلا الجانبين وحسابات سياسية فرضت فكرة إحجام الاثنين عن الدخول في مواجهة عسكرية موسعة والاكتفاء بردود أفعال محسوبة.
وقصف حزب الله اللبناني مركبة إسرائيلية على الحدود عند منطقة أفيفيم، في حين ردت إسرائيل بقصف مواقع داخل لبنان بقذائف مدفعية وطائرات مروحية.
وحاولت إسرائيل تسجيل انتصار على حزب الله بقولها: “إن عملية القصف لم تسفر عن أي إصابات في صفوف الجنود، وإن ما شوهد من عمليات نقل مصابين وإسعافهم كانت من تدبير الجيش وهي خطة موضوعة سلفا لخداع نصر الله”.
ورد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، على إسرائيل بنشر مقاطع فيديو تظهر عملية القصف، ويظهر فيها عناصر من الحزب يستهدفون مركبة عسكرية بواسطة صاروخ كورنيت لتنفجر المنطقة التي تتواجد فيها المركبة العسكرية.
وأدى نشر حزب الله للفيديو إلى تغيير إسرائيل روايتها عن الواقعة وحقيقة الخدعة التي أعدها الجيش للتعامل مع مثل هذا الاستهداف، وقال محلل الشئون العسكرية بصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل: “إن المدرعة التي تم استهدافها لم تكن فارغة من الجنود مثلما قالت إسرائيل في روايتها الأولى”.
وأوضح أن المدرعة سارت في طريق تلقت، في الأساس، تحذيرا من السير به، ويجري تحقيق حاليا لمعرفة أسباب سلوكها هذا الطريق ومخالفة الأوامر العسكرية.
وكشفت مقاطع فيديو قريبة من موقع المركبة العسكرية أن حزب الله أطلق صاروخ كورنيت على المدرعة لكنه حاد عن الهدف ولم يحقق إصابة مباشرة في المدرعة التي انطلقت بسرعة إلى الأمام قبل أن يتم إطلاق الصاروخ الثاني.
وتمكن 5 جنود كانوا على متن المدرعة من الهرب خارجها، فيما لم تتأثر المدرعة الإسرائيلية إلا بأضرار طالت أحد الإطارات، بحسب صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية.