هاجم الجيش السوداني مواقع للدعم السريع بـالخرطوم، مستخدما سلاح مدفعيته الثقيلة من مقر قيادته تجاه نقاط انتشارهم بضاحية بري وحي الشاطئ والصفاء شرقي العاصمة.
وتبادل الطرفان إطلاق النار في جنوب الخرطوم بشكل كثيف بينهما في منطقة الصحافة في تصعيد جديد للقتال الدائر بالقرب من المناطق والأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات التابع للجيش.
وأكد شهود عيان أن قوات الدعم السريع استهدفت بقذائف الهاون أحياء الدروشاب والكدرو شمال شرقي جسر الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري.
وارتفعت أعمدة دخانية كثيفة من مدينة الخرطوم بحري بالقرب من محيط المنطقة الصناعية وحي كوبر.
شرط العودة للتفاوض
أما على الصعيد السياسي، فقالت وزارة الخارجية السودانية في تصريحات رسمية لوكالة السودان للأنباء: إن خروج الدعم السريع من منازل المدنيين هو شرط أساسي للعودة إلى التفاوض من جديد.
من جانبه، قال رئيس قوى الحراك الوطني، القيادي بالكتلة الديمقراطية الدكتور التجاني سيسي إن الحد الأدنى من التوافق بين أصحاب المصلحة حول برنامج لإدارة الفترة الانتقالية يُشكل المدخل الصحيح لإنهاء الأزمة السودانية.
وخلال الأربعة أشهر منذ اندلاع الحرب في السودان، قتل 3900 شخص على الأقل ونزح أكثر من 4 ملايين آخرين، ولاتزال الحرب متواصلة وسط طموح كلا طرفي النزاع في الفوز بها. في هذا السياق يرى الخبراء ان الأمور في السودان تتجه إلى مزيد من التعقيد والتصعيد. كما أن الانقلاب العسكري في النيجر طغى على أخبار السودان.
الانشغال بملف الانقلاب في النيجر
من جانبه، قال الدكتور نورالدين المازني المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي سابقا والأمم المتحدة في دارفور: إن أفريقيا منشغلة الآن بملف الانقلاب العسكري في النيجر، ويبدو أن السودان لم يعد يحتل الطليعة في اهتمامات الرأي العام الإقليمي والدولي، والواقع أن تداعيات ما يحدث في هذا البلد ستكون كبيرة جدا على أكثر من صعيد. فالإصرار على الحسم العسكري لن يخرج منه منتصر ولامغلوب، بل سيكون السودان بأكمله هو الخاسر الأكبر من حيث أعداد القتلى المهجرين والنازحين، ودمار شبه كامل للبنية التحتية التي شيدها أبناء هذا الشعب بسواعده وتضحياته الجسيمة طوال عقود، حسبما ذكر موقع مونت كارلو الدولية.
وأكد الدكتور المازني أنه من المرجح جدا أن ينجح الجيش السوداني في إخراج قوات الدعم السريع من العاصمة ومحيطها، لكنه يخشى أن تنتقل هذه الحرب بكل ثقلها إلى مناطق أخرى في البلاد وخاصة إلى دارفور، التي نالت نصيبها من المعارك الضارية والفظاعات خلال هذه الأشهر الأخيرة.. فقوات الدعم السريع تعتبر أنه بمقدورها كسب الجولة الثانية من الحرب.. وهذا سيزيد من معاناة الإقليم الذي مازالت أوضاعه هشة على كافة المستويات إلى اليوم، ولن يغفر المجتمع الدولي أيضا عمليات الإبادة الجماعية السابقة واللاحقة التي يتم توثيقها وجمع الأدلة الكافية لإدانة مقترفيها. بحسب المتحدث السابق للأمم المتحدة في دارفور.
وحيث أن التداعيات ستكون وخيمة يرى محدّثنا أن الحل هو في الخيار السلمي والتفاوض عبر “مبادرة موحدة” لا تترك مجالا للمناورة من جانب اي طرف، لا بد ان تجتمع كل القوى الاقليمية والدولية المعنية بالوساطة وتنسق في ما بينها، مع ضرورة إعطاء دور اكبر للمكون المدني الذي خفت صوته في الاونة الاخيرة واضعفت الانقسامات الحاصلة في صفوفه من قوته ومن دوره الريادي خلال الثورة التي اطاحت بنظام البشير.