26 شهراً مرت على قرار موسكو وقف الرحلات الجوية من روسيا لمصر، وذلك بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في نهاية أكتوبر في العام 2015، وشهدت تلك الفترة مفاوضات مكثفة بين الجانبين واتخاذ مصر إجراءات عدة من أجل الوصول إلى استئناف الرحلات بين البلدين.
ويستعرض “الحدث الآن” محطات المفاوضات التي جرت بين القاهرة وموسكو طوال الفترة الماضية حتى الوصول إلى توقيع بروتوكول استئناف الرحلات بين البلدين من أجل تعزيز السياحة الروسية لمصر والتي تساهم في تنمية الاقتصاد المصري.
البداية كانت في فبراير2016، حيث انطلقت المفاوضات مع روسيا بشأن استئناف الرحلات الجوية مستمرة، وأعلنت مصر أنها تأمل باستئناف الرحلات الجوية من وإلى روسيا في النصف الأول من عام 2016.
وفي منتصف مارس من العام ذاته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده اتفقت مع مصر على استئناف الرحلات الجوية شرط تأمين سلامة المواطنين الروس، وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في موسكو إنه “تم الاتفاق على استئناف الرحلات الجوية لدعم السياحة في مصر شرط تأمين سلامة المواطنين الروس”.
خارطة طريق
وتم الإعلان في 22 أغسطس 2016 عن الاتفاق بين مصر والجانب الروسي على خريطة طريق لعودة حركة الطيران بين البلدين، وقال وزير الطيران المصري وقتها شريف فتحي إن مسألة عودة حركة الطيران الروسية ليست أزمة سياسية، وأن موسكو والقاهرة اتفقتا على وصول وفود عدة لتفقد المنتجعات السياحية والفنادق المصرية وعرض آخر ما توصلت إليه لجان التحقيق وآخر ما تم تطويره من الأجهزة الأمنية بالمطارات.
وفي 5 سبتمبر من عام 2016، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها مدينة هانغتشو الصينية، وتطرقا خلال اللقاء إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، حيث اتفق الطرفان على إيفاد وفد روسي رفيع المستوى خلال أيام إلى مصر، للانتهاء من جميع الجوانب الفنية والأمنية المتعلقة بهذا الموضوع.
وفي 30 من الشهر ذاته، أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أنه قد يتم توقيع اتفاق حكومي دولي بشأن أمن الطيران بين روسيا ومصر قبل نهاية العام.
بعد شهر أعلن السفير الروسي في القاهرة سيرغي كيربتشنكو، إن العمل جار مع الحكومة المصرية بشأن تحقيقات حادث الطائرة الروسية، وفق آلية محددة سلفا لتحديد المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، ولكن لن يتم الإستئناف قبل نهاية 2016.
تنفيذ التوصيات
وفي نهاية نوفمبر من 2016، قال نائب وزير النقل الروسي فاليري أوكولوف، إن مصر نفذت التوصيات المقدمة من قبل المتخصصين حول أمن الطيران، وذلك بعد وصول الأجهزة البيومترية والتي تعزز تأمين المطارات في مصر.
وفي منتصف ديسمبر من العام ذاته، قال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، إن الرحلات الجوية المنتظمة إلى القاهرة يمكن أن تستأنف بداية من يناير 2017، وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا القرار يعود في النهاية للقيادة الروسية.
تفتيش المطارات
ومع بداية يناير 2017 عاد الخبراء الروس من مصر بعد عملية التفتيش في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، وسيجري إعداد تقرير للحكومة الروسية حول نتائج التفتيش، ثم أعلنت الحكومة الروسية في منتصف فبراير من العام ذاته، أنها صادقت على بروتوكول التعاون في مجال أمن الطيران المدني بين مصر وروسيا، مؤكدة أن موعد استئناف الحركة الجوية بين البلدين يعتمد على تنفيذ القاهرة للتوصيات، التي قدمتها موسكو في هذا الشأن.
وتوقفت المحادثات لعدة أشهر بين الجانبين سبب رفض وجود لجان روسية في المطارات المصرية، حتى أعلن نائب وزير الخارجية الروسى أوليغ سيرومولوتوف في سبتمبر الماضي أن الجهات الروسية المختصة تنظر الآن فى مسألة استئناف الاتصالات الجوية مع مصر.
وفي 11 ديسمبر الجاري، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته لمصر أنه ناقش مع السيسي ملف السياحة، مشيراً إلى أن النظام المصري بذل مجهوداً جباراً من أجل رفع مستوى الأمن بمطاراته في الفترة التي أعقبت انفجار الطائرة الروسية قبل نحو عامين.
واستكمل، أن وكالة الأمن الفيدرالي الروسية قدمت له تقريراً، جاء فيه بأن الأمن الروسي مستعد لفتح الطيران بين موسكو والقاهرة، لافتاً إلى أنه سيتم التوقيع علي البروتوكول الحكومي الخاص بهذا الملف في أقرب وقت.
وأخيراً أعلن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، أن أول رحلة جوية مباشرة بين موسكو والقاهرة ستنطلق بداية فبراير المقبل بعد توقيع بروتوكول التعاون بين مصر وروسيا في مجال الطيران المدني.