شاركت الهيئة العامة للرعاية الصحية، اليوم، بفعاليات الإحتفال الرسمي باليوم العالمي للمبتبرعين بالدم، والذي يُقام هذا العام بمحافظة بورسعيد أول محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل تحت شعار « كلنا واحد.. دمنا واحد»، وذلك بمشاركة كل من ممثل منظمة الصحة العالمية في جمهورية مصر العربية، و خدمات نقل الدم القومية، وبحضور السيد اللواء محافظ بورسعيد، و رئيس جامعة بورسعيد.
وخلال الكلمة التي ألقاها الدكتور هاني راشد، نيابة عن الدكتور أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية، أكد أن الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، والذي يحتفي به العالم في مثل هذا الوقت من العام، يُعد فرصة مناسبة للتبرع بالدم والذي يسهم في إنقاذ حياة الملايين من البشر، وهو ما يسهم في توفير الموارد الكافية لزيادة جمع الدم من المتبرعين طوعاً ودون مقابل، إضافة إلى إدارة مخزون الدم المتوفر ونقله إلى من يحتاجون إليه في الوقت المناسب.
فيما أكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، الذي شهد الاحتفال اليوم، أن منظومة التأمين الصحى الشامل ببورسعيد وفرت لكافة المواطنين الرعاية الصحية الكاملة ، وحققت تقدم غير مسبوق فى مستوى الخدمة الصحية المقدمة للمواطن، من خلال تطوير المؤسسات الطبية “مستشفيات ووحدات صحية”، وتدريب الكوادر البشرية على أعلى مستوى، والاستعانة بأحدث النظم والإمكانات الطبية، و تبادل الخبرات مع عدد من الدول الأجنبية لتطوير وتأهيل الأطقم الطبية ، مؤكدا على أن مؤسسات الدولة مازالت تعمل على استكمال المنظومة الطبية الجديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى القطاع الطبى، لافتًا أن منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، حققت نجاحًا كبيرًا، تعكسه الأرقام والإحصاءات الرسمية التي كشفت عن تقديم ملايين من الخدمات الطبية لمنتفعي المنظومة، إضافة إلى القضاء على قوائم الانتظار في محافظة بورسعيد.
فيما لفت نائب رئيس هيئة الرعاية الصحية، خلال كلمته، إلى دور الهيئة العامة الرعاية الصحية، كأحد هيئات التأمين الصحي الشامل وأداة الدولة الرئيسية في ضبط وتنظيم تقديم الخدمات الصحية التأمينية نحو توفير كافة الخدمات الطبية المتميزة للمرضى وتقديمها طبقاً لمعايير الجودة والاعتماد العالمية ، حيث وصلت عدد الخدمات الطبية المقدمة منذ إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل 11 مليون خدمة طبية تقدم من خلال المنشآت الطبية التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بمختلف محافظاتها ( بورسعيد والأقصر والإسماعيلية ) وحديثاً (بجنوب سيناء )، فيما تم استحداث العديد من الخدمات الطبية والعلاجية بمنشآت هيئة الرعاية الصحية لمنتفعي نظام التأمين الصحي الشامل داخل نطاق محافظاتهم مما يوفر على المنتفعين عناء ومشقة السفر سواء للداخل أو الخارج للعلاج.
مشيرًا إلى أن الخدمة الطبية يتم تقديمها من خلال (21) مستشفى، وعدد (134) مركز ووحدة طب أسرة، بإجمالى (155) منشأة صحية، بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة، فيما بلغ عدد منشآت هيئة الرعاية المسجلة لدى الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية ( 102) منشأة طبية منهم ( 36) منشأة حاصلة على درجة الاعتماد القومية المعترف بها دوليًا.
مؤكدًا حرص الهيئة على تقديم الخدمات الصحية في إطار الحوكمة الاكلينيكية من خلال وضع وتطبيق السياسات والبروتوكولات الطبية وأدلة العمل الاكلينيكية لجميع التخصصات الطبية وتدريب أعضاء المهن الطبية، بما يضمن تأكيد الجودة وسلامة المرضى وضمان الممارسات الطبية المقدمة إليهم ومن بينها خدمات نقل الدم من أجل سد الفجوة بين المتبرعين والمتلقين وضمان السلامة والكفاءة من خلال دليل السياسات والإجراءات الخاص ببنوك الدم من حيث توفير مكان وبيئة ومعدات مناسبة وآمنة، وأن جميع أكياس الدم والأنابيب والوصلات والكواشف والمستلزمات المستخدمة في تخزين أو حفظ أو فحص الدم ومكوناته يجب أن تفي بالمتطلبات المهنية لضمان عملية نقل دم آمنة والتأكيد على أنه لا يقبل الدم إلا من متبرع متطوع بلا مقابل مادي وسليم الجسم ويتمتع بصحة جيدة ومعدل تعرضه للمخاطر منخفض.
منوهًا، أن الدم ومشتقاته يُعد من الموارد الأساسية للتدبير العلاجي الفعّال للكثير من الحالات المرضية مثل النساء المُصابات بالنزيف المرتبط بالحمل والولادة؛ والأطفال المصابين بفقر الدم والمرضى المصابين باضطرابات الدم والنخاع العظمي، واضطرابات الهيموجلوبين الوراثية، وضحايا الحوادث والمرضى الذين يخضعون لعمليات طبية وجراحية متقدمة.
لافتًا إلى السعى الدؤوب لكافة المعنيين بالشأن الصحي لإبراز أهمية التبرع بالدم لما يسهم به في الوقاية من بعض الأمراض، فيما تسهم المواظبة على التبرع بالدم، في التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات وتنشيط النخاع العظمي لإنتاج خلايا دم جديدة والإطمئنان على صحة المتبرع وإنقاذ حياة الأخرين.
فيما أشارت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال كلمتها، إلى أنه وفى هذه المناسبة وفى محافظة بورسعيد التى شهدت إطلاق مشروع التأمين الصحى الشامل كأحد أهم الانجازات فى الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة وتحقيق أهم أهداف التنمية المستدامة، نتطلع لأن تكون محافظة بورسعيد هى أولى المحافظات المصرية التى تحقق توفير الدم الآمن والكافى لكل من يحتاج اعتمادًا على المتبرعين المتطوعين بنسبة 100 % مع الاستغناء عن أنواع التبرع غير الآمنة (الاستبدالي والاجباري) لما تمثله من خطورة على سلامة ومأمونية الدم وتهديد لمبادئ التغطية الصحية الشاملة من إتاحة الخدمة الصحية لمن يحتاج والعدالة فى توفير الخدمات الصحية اعتمادًا على حاجة المريض فقط.
لافته أنه لن يتحقق هذا الإنجاز إلا من خلال الدعم والالتزام الحكومى الفعال والمشاركة المجتمعية النشطة، داعية الجميع، إلى المساهمة الجادة عبر تنسيق وتضافر الجهود من أجل ألا يعانى مريض واحد أو تتعرض حياته للخطر بسبب عدم توافر الدم فى الوقت المناسب أو يعانى أهله و ذويه فى توفير الدم له.
فيما أكد مدير خدمات نقل الدم القومية الدكتور محمود حسن، “يظل الدم أغلى مانقدمه للمرضى المحتاجين، والتبرع الشرفي الطوعي به من أسمى وأرقى الأعمال الإنسانية.. لذا نعمل دائما لترسيخ هذا المفهوم لدى شبابنا حتى لا يتكبد المريض أى عناء لتوفير احتياجه من الدم ومشتقاته”.
هذا وتقام احتفالية منظمة الصحة العالمية لعام 2022 بمحافظة بورسعيد، تحت شعار (بادرة تضامن: شارك فى الجهد وأنقذ الأرواح)، وذلك بهدف زيادة الوعى حول أهمية التبرع بالدم فى إنقاذ حياة المرضى، وإذكاء الوعى على نطاق أوسع بشأن الحاجة إلى التبرع بالدم بانتظام دون مقابل.
كما شهدت فعاليات الاحتفالية باليوم العالمي للمتبرعين بالدم حتى الآن، جلسات حوار مجتمعى وجلسات توعية مختلفة فى مدينة بورسعيد تحت عنوان (كلنا واحد دمنا واحد)، وارتكزت الجلسات على مكونات الدم وخطوات التبرع وضمان مأمونية التبرع وصفات المتبرع بالدم، واستمرت فاعليات الاحتفال باليوم العالمى للمتبرعين بالدم على مدار 3 أيام بمحافظة بورسعيد، وتستمر الفعاليات إلى الغد بدءًا من ماراثون رياضى يُقام صباحًا، بهدف زيادة الوعى بأهمية التبرع بالدم ونشر روح التضامن، وذلك تمهيدًا لإطلاق مشروع تشجيع التبرع الطوعي بالدم، ورعاية المتبرعين المنتظمين بالدم، ثم حملات متفرقة للتبرع بالدم بعدد من المستشفيات وبالأماكن الأكثر ارتيادًا بمحافظة بورسعيد ، لاستقبال المتطوعين الراغبين في التبرع بالدم.