قال رئيس تحرير جريدة “السياسة” الكويتية أحمد الجارالله، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن، اكتسبت أهمية كبيرة فى هذه المرحلة، بعد خروج مصر من عنق الزجاجة الذى دفعتها إليه أحداث العامين 2011 و2013، ومحاولات الإرهاب الدولى جعلها أرضاً خصبة له، وزعزعة استقرارها الاقتصادى وتعطيل تنميتها، مشيرا إلى أن مصر تجاوزت كل تلك التحديات، بفضل الالتفاف الشعبى حول الرئيس عبدالفتاح السيسى من جهة، وإيمان المصريين بوطنهم وقدرتهم على تجاوز المحن من جهة أخرى.
وأضاف الجار الله – فى افتتاحية جريدة “السياسة” اليوم الجمعة، تحت عنوان “السيسى القوى فى البيت الأبيض” – أن هذه الزيارة ما كانت لتنجح، إذا كانت مصر لا تزال تعانى من تبعات أحداث “الربيع العربي”.
وأشار إلى أن السياسة المصرية حققت فى السنوات الأخيرة استقرارا كبيرا فى الداخل والخارج، ففى مجال محاربة الإرهاب، لدى القوات المسلحة الكثير من الإنجازات التى كانت تبدو صعبة فى مرحلة ما، بسبب حجم التحدى الكبير، وخصوصية المنطقة التى يتخذ منها الإرهابيون مقرا لهم، أما اقتصاديا، فهى المرة الأولى فى تاريخ مصر، التى يتخذ فيها قرارات جريئة، لا سيما تعويم الجنيه.
وتابع الجار الله، إنه فى الملفين العربى والإقليمي، فإن مصر عادت إلى دورها الريادي، ففى الموضوع الفلسطينى الذى كان يشكل عقبة كبيرة فى طريق الاستقرار العربي، عادت اليوم بيضة الميزان فى التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، واللاعب الأساسى فى مسألة حفظ الحقوق الفلسطينية، إضافة إلى دورها فى شمال أفريقيا، وتحديدا فى ليبيا، جارتها الأكثر قلقا حاليا، وعلى صعيد مكافحة الإرهاب دوليا وإقليميا، كانت مصر ولا تزال، قطب الرحى فى هذه الحرب الطويلة، خصوصا إنها أول من عانى منها، وكانت السباقة فى وقف المد التخريبى “الإخواني”.
وأضاف قائلا :”إن الأمريكيين يدركون جديا، أن السيسى يطبق القانون على الجميع ، ولهذا فإنهم حاليا أمام رجل بالمواصفات التى يمكن البناء عليها فى عملية مساعدة العالم العربى على الخروج من نفق الأزمات والحروب، إلى فضاء التنمية الذى تسعى إليه كل القوى الدولية الفاعلة، على قاعدة إن العمل والبناء الدواء الأكثر نجاعة للقضاء على التطرف” .