كنت أجلس على أحد مقاهى شرم الشيخ أثناء حضورى منتدى الشباب بمدينة السلام، وكانت الأجواء مبهجة بالنسبة للشباب المشارك بالمنتدى وكذلك العاملون بالمدينة كانوا فى قمة السعادة من حالة الحراك التى أوجدها المنتدى فى الشارع وما يمثله من دعاية لمصر.
كانت جلستى بجانب رجل ستينى ينفث دخان الشيشة، وباغتنى وطرح علىّ سؤالاً: لماذا لم تتحدث قنوات الفتنة عن هذا الحدث؟.. وعدّدهم بالاسم قناة تلو الأخرى.
فقلت له: لأنه نجح، فهذه القنوات وطوال أيام انعقاد المنتدى كانت تبحث عن «تويتة أو استيتيوس» سلبية أو توجيه انتقاد للمنتدى على مواقع التواصل من أى مشارك من أى مكان فى العالم، وفشلوا فى الحصول على مآربهم، بالرغم من ورود انتقاد أو حدوث موقف سلبى لأحد المشاركين، لكن رغم ذلك لم يحدث، ونجح منظمو المنتدى فى الوصول بالمستوى إلى عدم وجود «تويتة أو استيتيوس» واحدة ضد أو تنتقد المنتدى، وبذلك نعلم مدى حقدهم تجاه مصر.
وانتهى حوارى مع جارى فى المقهى وعاد كل منا ينفث دخان الشيشة، وبعد انتهاء المنتدى وعودتى للقاهرة، وأنا أجلس على المقهى أيضا، وأتصفح المواقع الإلكترونية استرجعت حوارى مع الرجل الستينى بعدما لفت نظرى خبر مفاده أن تنظيم داعش الإرهابى دشن مجلة جديدة باسم «مجلة شباب الخلافة» وصدر العدد الأول منها منذ أيام، والمضحك أن هذه التنظيمات لم تجد حرجاً فى إطلاق هذا الاسم ولو كانت على أى قدر من التمييز لاختارت اسماً ليس به كلمة «الشباب» حفاظاً على ماء وجهها على الأقل أمام نفسها.
والحكاية بدأت بعد أن اختتم منتدى شباب العالم فعالياته فى مدينة السلام شرم الشيخ، الذى كان فرصة لتبادل الثقافات والحوار بين جميع شباب العالم بما يسهم فى توحيد الكلمة وتجسيد مبادئ العيش المشترك، فضلاً عن ترسيخ قيم التسامح ونبذ التطرف وثقافة الإقصاء.. منتدى شباب العالم، هذا الحدث الدولى الكبير، الذى أقيم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لم يغفل أهمية الثقافة والقوة الناعمة فى صنع جسر للتواصل بين الشعوب وثقافاتها المختلفة، فقد أثبت المنتدى أن قوة مصر الناعمة أحد أهم المؤثرات الإيجابية للدولة الشاملة وتسهم بجدية فى تشكيل وعى الشباب، كما كانت على مدى التاريخ من أهم دعائم تماسك المجتمع.
والدولة المصرية الجديدة وضعت استراتيجية تهدف إلى بناء الإنسان وتلبية الاحتياجات الفكرية والفنية للشباب من خلال تقديم ورش عمل متنوعة وندوات أدبية وعروض فنية ومسرحية تساعد على إعمال العقل وتخاطب الوجدان، وتهدف أيضا إلى الدفع بالمواهب الواعدة للمشاركة فى جميع المشروعات الثقافية والفنية المقدمة.
كانت المشاركات والتفاعل على أعلى مستوى من شتى جنسيات العالم ومن مختلف الثقافات فى إثراء كل الحوارات والقضايا المطروحة فى الجلسات، وأيضا المنتدى أوصى بإعداد منهج متكامل لتأهيل وتدريب المدربين فى مجالات الإبداع وريادة الأعمال، لنشر ثقافة ريادة الأعمال بين شباب العالم.
كنا نشعر أمام شباب العالم بالفخر كثيرا بهذا المنتدى، خاصة أن مصر أصبحت تستضيف الشباب من مختلف بلدان العالم وتناقشهم على الهواء بكل حيادية وديمقراطية، من أجل نشر المعلومات وتبادل الثقافات.
المنتدى يعمل على الملفات الأكثر تداولا، ويهتم بها الشباب من مختلف دول العالم، ونجح بتصدير صورة للعالم بأن الشباب هو المستقبل والمنوط بالتنمية والأولى بها، وبالتالى هو من يشعر بمشاكل بلده ويقدر يحلها ولابد وأن يكون جزءا أساسيا من الحل من خلال تبادل الثقافات بالمنتدى الذى يصدر رسالة للعالم بأهمية التبادل الثقافى، خاصة أنه خارج من أرض السلام، بالإضافة إلى أن المنتدى رسالة للعالم أن مصر قادرة أن تستضيف دول العالم كله، والآن أصبح لدينا 5000 سفير فى الخارج سيتحدثون عنا بعد مغادرتهم شرم الشيخ.
نرجع لأهل الشر من جديد، وبعد هذا النجاح الذى حققه المنتدى مازال أهل الشر يؤكدون بأنفسهم رؤية الرئيس فى أنهم لا يريدون الخير ليس لمصر والوطن العربى فحسب بل وللعالم أيضاً. فتنظيم داعش أثبت وبنفسه صحة رؤية الدولة المصرية وعقيدتها الثابتة فى حربها ضد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التى انصهرت فى بوتقة ما يسمى داعش، بعدما قامت هذه التنظيمات على فلول التنظيمات الإرهابية فى كل مكان من خلال المبايعات التى كانت تتم لداعش، أما الآن وبعد أن فطنت الدولة المصرية الجديدة لدور الشباب وأهمية الاستفادة من طاقاتهم الكبيرة وأيضا من خلال التوعية من مخاطر الوقوع فى براثن هذا الفئة الضالة من كلاب النار وعدم استقطابهم، كانت الدولة المصرية سباقة للعالم كله فى إيجاد هذا الدور للشباب وإنقاذ شباب العالم وتوعيتهم وتوسيع مداركهم من خلال مثل هذا المنتدى الذى جعل الشباب من مختلف الأعمار والثقافات والألوان بمختلف القارات على اتساعها يتحاورون ويختلفون ويتفقون فى نقطة «تلاقى» هنا بمصر وتحت رعاية الرئيس.
نعلم أن هذه التنظيمات تعتمد على مبدأ التهويل فى قدراتها والمبالغة فى مقدرتها حتى ترهب عدوها قبل أن تقوم بإرهابه بالسلاح، والمعضلة هنا كانت فى مصر التى نجحت فى ضرب معاقل الإرهاب بمصر وخارجها عسكرياً وبالتالى فقد تنظيم داعش، كما تقول أبحاث الرصد الغربية، %83 فى مواقعه وحسابات له على مواقع التواصل بمعنى أنه فقد %83 من إعلامه، وبالتالى قوته الافتراضية، وإن كانت مدعومة من أجهزة مخابراتية على مستوى عالٍ.
ولكن نجحت أجهزة الأمن المصرية فى جعل التنظيم يعمل كرد فعل بعد الضربات الاستباقية له ولكوادره فى سيناء وغيرها، وأيضا التنسيق الدولى مع بعض الدول التى تساهم فى هذه الحرب، مصر أفقدت التنظيم كوادره الإعلامية فى سيناء وغيرها التى تواكبت مع انحساره فى العراق وسوريا فى نفس التوقيت، لكن بعد إعلانات منتدى الشباب وتكريسا لنجاح الدولة المصرية فى الهجوم والمبادأة فى جذب الشباب للتعمير والبناء وعدم تركهم فريسة لهذه الأفكار الهدامه لتنظيم داعش، وكالعادة يكشف كلاب النار بمجلتهم المزعومة لنا مدى جهلهم وضحالة ثقافتهم وصحة رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية.