انطلقت بمدينة باليرمو الإيطالية أعمال المؤتمر الدولى حول ليبيا، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد من المسئولين الدوليين البارزين.
وقالت تقارير إعلامية إيطالية، إن لقاء استمر لمدة نصف ساعة، على هامش مؤتمر باليرمو لأجل ليبيا، فى مقر إنعقاده (فيلّا إيجيا)، جمع الرئيس السيسى، ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، ورئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السرّاج، والقائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر، والمبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة.
وأكدت وكالة “آكى” الإيطالية، على أن الاجتماع حضره الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى، ورئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، رئيس الوزراء الجزائرى أحمد أويحى، رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك ووزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان.
وكان المشير خليفة حفتر قد وصل إلى مدينة باليرمو، الثلاثاء، حيث شارك فى أعمال اليوم الثانى للمؤتمر الدولى لأجل ليبيا.
وقال رئيس الوزراء الإيطالى، إن مؤتمر قمة باليرمو لأجل ليبيا يحظى بدعم قادة دوليين، وهو ليس مجرد فرصة لالتقاط الصور التذكارية التقليدية.
وأضاف رئيس الحكومة الإيطالية فى مقابلة مع صحفية:”مستعدون لهذه المبادرة بكل عزم وقناعة، وسوف نستمر بالروح نفسها بعد القمة أيضا”، مؤكدا أن بلاده لا تريد المؤتمر بوصفه مجرد واجهة أو فرصة لالتقاط الصور، بل أن الأهم من ذلك سيكون العمل الذى سنقوم به فى وقت لاحق لاستمرارية هذه العملية”
وفِى السياق ذاته، التقى الرئيس السيسى صباح الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإيطالى جيوسبى كونتى، حيث أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن ترحيبه بزيارة الرئيس إلى إيطاليا للمشاركة فى القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبى، مشيرًا إلى ما تمثله مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وأكد رئيس الوزراء الإيطالى حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائى مع مصر خاصة فى ظل ما تشهده من تطورات إيجابية على صعيد التنمية الاقتصادية، وما يتم تنفيذه من مشروعات كبرى تساهم فى تحقيق التقدم الاقتصادى والاجتماعى.
ومن جانبه، أعرب الرئيس عن ترحيبه بلقاء رئيس الوزراء الإيطالى، مشيرًا إلى ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، ومؤكدًا الأهمية التى توليها مصر لتلك العلاقات، والحرص على تطوير أوجه التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، فضلًا عن التنسيق مع إيطاليا إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد استعراضًا لعدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تطرق الجانبان إلى آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية فى مقتل الطالب الإيطالي”ريجينى”، والتعاون المشترك بين الجانبين للكشف عن ملابسات القضية وللوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
كما تم استعراض سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، لاسيما فى ظل ما تتيحه المشروعات القومية الجارى تنفيذها فى مصر من فرص متميزة خاصة مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروعات تطوير الموانئ والخدمات اللوجستية.
وأشار “راضى”، إلى أنه تم خلال اللقاء استعراض آخر تطورات الملف الليبى حيث أعرب رئيس الوزراء الإيطالى تقدير بلاده للدور الفعال الذى تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار والأمن ودعم المؤسسة العسكرية الوطنية فى ليبيا، موجهًا الشكر للرئيس على المشاركة فى القمة المصغرة بشأن ليبيا التى تهدف إلى التشاور بشأن سبل التوصل إلى استعادة الاستقرار والأمن فى ليبيا.
وأكد الرئيس السيسى على ثوابت الموقف المصرى القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة فى ليبيا بدعم من الامم المتحدة، يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسى الليبى، بالشكل الذى يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية ويُساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها وعلى رأسها الجيش الوطنى والبرلمان والحكومة، ويتيح الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات فى ليبيا بما يمكننا من طى هذه الصفحة وتحقيق مصالح الشعب الليبى فى عودة الاستقرار والأمن.
فى سياق متصل، أكدت مصادر من الحكومة الإيطالية، على أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه أمس الثلاثاء، بشأن ليبيا يتجاوز التوقعات.
جاء ذلك عقب اختتام القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبى والتى عقدت فى باليرمو.
ونقلت وكالة أنباء (آكي) الإيطالية عن المصادر قولها: أن الأمر يتعلق باتفاق قوى وملزم للغاية ويمثل خطوة كبيرة.
وفى هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى- فى تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”تحت عنوان: “لأجل ليبيا مع ليبيا”، أن إيطاليا تجمع اللاعبين الرئيسيين فى منطقة المتوسط وتعيد إطلاق الحوار لأجل ليبيا.
إلى ذلك، شدد النائب الأول لمدير جهاز الحكومة الروسية، سيرجى بريخودكو، على أنه لا يوجد بديل للعملية التفاوضية فى ليبيا، مشيرا إلى ضرورة مواصلة الحوار بين كافة أطراف الأزمة الليبية لإيجاد حلول وسط.
وقال “بريخودكو”حسبما أفادت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية:” نعتقد أنه لا بديل للعملية التفاوضية فى ليبيا، وينبغى على جميع الأطراف مواصلة الحوار لإيجاد حلول وسط والارتكاز على اتفاق الصخيرات، كونه الأساس الوحيد للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد”.
وأضاف النائب الأول لمدير جهاز الحكومة الروسية:” لابد من الارتكاز أيضا على قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2434 “، مؤكدًا أن بلاده تتواصل مع كل الأطراف فى ليبيا ولا تدعم أى طرف دون الآخر وتسترشد بمصلحة الحفاظ على سلامة الأراضى الليبية.
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن انعدام الأمن الغذائى فى ليبيا لا يزال يمثل تحديا، وذلك بسبب النزوح المطول، إضافة إلى تعطل الأسواق وانخفاض إنتاج السلع الغذائية فى البلاد.
بينما قال “هيرفيه فيرهوسل” المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، فى تصريح الثلاثاء- تزامنا مع استضافة إيطاليا اجتماعا وزاريا لدعم عملية الاستقرار فى ليبيا- أن ما يقرب من 60% من السكان الليبيين نازحون داخليا، إضافة إلى أن حوالى 1.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فى حين كان عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائى قد بلغ نهاية العام الماضى حوالى 630 ألف شخص.
وأشار المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، إلى أن برنامج الغذاء العالمى لديه عمليات محدودة داخل ليبيا، ويعمل مع شركاء محليين، منوها بأن البرنامج الأممى استهدف فى العام الجارى عددا محدودا من المحتاجين بلغ 175 ألف شخص؛ للحصول على المساعدات الغذائية، لكنه وصل بمساعداته حتى الآن إلى حوالى 84 ألفا و674 شخصا فقط.
وأوضح فيرهوسل، أن البرنامج يتعاون مع مفوضية شئون اللاجئين لتوفير الغذاء للمهاجرين فى مراكز الاحتجاز بطرابلس، لافتا إلى أن القتال المتجدد فى طرابلس أدى إلى موجة جديدة من النزوح، إضافة إلى محدودية الوصول إلى الموانئ وإغلاق الطرق ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل هائل.