هل جربت أن تضطر للاستدانة أو توقيع شيك على بياض ، أو إيصال أمانة، حتى توفر طعامك أو كساء أبنائك، أو تجهز ابنة على وشك الزواج، أو توفر تكلفة علاج أو دواء؟ إن لم تكن الظروف قد اضطرتك لهذا فاحمد الله، هناك رجال ونساء كثيرون دفعتهم الظروف لهذا الطريق، ودفعهم هذا الطريق إلى غياهب السجون، لقاء جنيهات ومبالغ قليلة بالرقم ، كبيرة ومرهقة بالنسبة لحالاتهم، وظلوا هكذا على أمل نظرة عون ومساعدة.
هنا، داخل السجون ، عديد من قصص وحواديت الغارمات ، يمل القلم من سردها، قصص لأمهات دخلن السجن بسبب ثمن ثلاجة أو تليفزيون، “حواديت الصبر” منقوشة على جدران الزنازين، تلعن البشرية، وتلعن القسوة، تتلهف إلى قلوب رحيمة لانتشالها من غيابات السجون، ووسط هذا الظلام، تخرج إلى النور مبادرات من ضباط صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إذ تحول اقتراح من نقيب الشرطة محمد جمال، بجمع زكاة أموال زملائه وسداد ديون الغارمات، إلى حقيقة وواقع، لتخرج عشرات الغارمات والغارمين بعد سداد ديونهم، ثم تنطلق مبادرات أخرى من الداخلية لسداد ديون الغارمات، كان آخرها سداد المبالغ المستحقة عليهم من أموال جميعة “أمان” التابعة لوزارة الداخلية.
وزارة الداخلية تنحاز للغارمات.. وتسد ديوان عشرات المحتجزين
لجأت وزارة الداخلية، من خلال “لجنة الانضباط الأمنى”، التى شكلها الوزير اللواء مجدى عبد الغفار خلال الفترة الأخيرة، لتفعيل مبادرات سداد ديون الغارمات والغارمين، وخروجهم لذويهم، إذ تهدف استراتيجية الوزارة لتفعيل المبادرات الإنسانية الاجتماعية التى تدعم ثقة المواطنين فى أجهزة أمنهم وتدعم علاقات التواصل معهم ، وفى ضوء جهود الوزارة لاتخاذ كل الإجراءات القانونية للإفراج عن النزلاء الغارمين المودعين بالسجون، من خلال التفاوض المباشر مع الدائنين ، وسداد مديونياتهم، والتصالح فى القضايا المودعين على ذمتها .
وخصصت جمعية “أمان” التابعة لوزارة الداخلية، بإشراف اللواء أشرف محمود، مساعد وزير الداخلية للبحوث والاستثمار، مبلغًا ماليًا للتصالح فى القضايا المودع على ذمتها عدد من النزلاء الغارمين، تماشيًا مع سياسة الدولة فى الإفراج عن كل النزلاء الغارمين، كنموذج للتكافل الاجتماعى، وتم تشكيل لجان فنية وقانونية بالسجون لفحص ملفات الغارمين والغارمات، وفحص المحكوم عليهم فى قضايا تتعلق بعجزهم عن سداد ديونهم، إذ تمّت تسوية ديون (60) من الغارمين والغارمات، وسداد الأموال المستحقة عليهم بالكامل ، وخروجهم من السجن فعليًّا ، تمهيدًا لخروج دفعات أخرى لاحقًا.
مساعد سابق للوزير: الوزارة تهدف لأن تكون مصر بلا غارمين
فى هذا الإطار، قال اللواء صلاح الدين فؤاد، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان السابق، إن الوزارة تهدف من هذه الإجراءات لخروج كل الغارمين من السجون عقب سداد ديونهم، حتى تصبح مصر بلا غارمين أو غارمات.
https://www.youtube.com/watch?v=dDKNy4PEbqw&ab_channel=youm7egypt
حقوقيون يشيدون بمبادرة الداخلية لخروج الغارمات من السجون
وأشاد حقوقيون بمبادرات وزارة الداخلية الإنسانية للمساهمة فى خروج الغارمات من السجون، فبمجرد أن تطأ قدماك السجون ستجد الغارمات يتحركن بملابسهن البيضاء، ملامح الحزن والحسرة مرسومة على الوجوه، قبل أن تسأل السجينة الغارمة عن سبب سجنها، تبادرك بالإجابة: “أنا مسجونة فى قضية شيكات بدون رصيد، أنا غارمة، تهمتى الفقر، لا سرقت ولا قتلت ولا مشيت بطال لا سمح الله، أنا موجودة هنا جوا السجن، عشان فيه ناس بره مش حاسة بينا”.
الغارمون والغارمات قبل خروجهم
الغارمون يستلمون مبالغ مالية وهدايا من قطاع السجون
الغارمون يستعدون للخروج
إحدى السيدات تستلم مبلغا ماليا من مسؤولى قطاع السجون
خروج الغارمات
الغارمات يودعن السجن
لحظة خروج الغارمات من أبواب سجون طرة
