“نحن قادة السكان الأصليين والحلفاء من مختلف الثقافات والتقاليد والمناطق في جميع أنحاء العالم، متحدون في الدعوة إلى أن يكون COP28 منصة لمناقشة حقوق الشعوب الأصلية”.
رسالة من الشعوب الأصلية لمؤتمر الأطراف cop28 الذي مدينة إكسبو دبي، أكدت على هويتهم وخصوصية ثقافتهمـ رافضة استغلال أراضيهم دون موافقة مسبقة منهم في أغراض التعدين والطاقة.
وخصصت الإمارات البلد المضيف لمؤتمر المناخ يوماً للشعوب الأصلية، وجناحاً مخصصاً لها حيث تشكل تلك الشعوب 5% من سكان العالم في حين تحمي 80% من تنوعه البيولوجي.
الرسالة التي حملت توقيع أكثر من 100 مجموعة من الشعوب الأصلية والمنظمات غير الحكومية تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى أن 54% من المعادن التي تنتقل إليها الطاقة على الصعيد العالمي تقع على أراضي الشعوب الأصلية أو بالقرب منها.
الرسالة كانت بمثابة “صرخة” من تلك الشعوب سعت لإبراز حقائق عديدة وعلى راسها أن السكان الأصليين يسعون ويدافعون عن حلول الطاقة النظيفة والنقل على أراضيهم التي تتوافق مع احتياجاتهم وأهدافهم التي يحددونها بأنفسهم.
علاوة على ذلك أكدت الشعوب الاصلية في رسالتها أن وهذه الحلول التي تقودها الشعوب الأصلية تحتاج إلى الاعتراف بها وتعزيزها وتمويلها من قبل الدول والكيانات الخاصة.
رفض استغلال موارد الشعوب الاصلية
أكدت الشعوب الاصلية في رسالتها لمؤتمر المناخ أن الطلب المتزايد على المعادن المستخرجة لتخزين الطاقة وبطاريات النقل المكهربة وتقنيات الطاقة الخضراء الأخرى، لا يعني عدم احترام وحماية وإعمال حقوق الشعوب الأصلية، وتحديدا الحق في الموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة على الاستفادة من مواردها في هذا النطاق.
وأشارت إلى إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP) واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169، اللذين نصا على ضمان الممارسات البيئية والاجتماعية العادلة والمسؤولة على أراضي تلك الشعوب.
واعتبرت الرسالة أن الانتقال الأخضر وانتهاج حلول الطاقة النظيفة والنقل النظيف، والتخلص من الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز، يجعل السكان الأصليين بما لديهم من روابط أسلاف وثقافية وروحية بأراضيهم فاعلا أساسيا في العمل المناخي العالمي.
وأوضحت الشعوب الأصلية أنها قادرة على ضبط ممارسات الإشراف المناسبة للطبيعة المتجذرة بما يعمق من أساليب حياتهم ولا يلغي هذا الموروث الثقافي والتاريخي لتلك الشعوبن في حين تحتاج حلول التحول التي يقودها قادة السكان الأصليين إلى الاعتراف بها وتعزيزها وتمويلها من قبل الدول والكيانات الخاصة.
في المقابل، يمكن أن تؤدي إلى النزوح؛ الهجرة; وفقدان سبل العيش والثقافة واللغة، وتؤكد الشعوب الأصلية أن عمليات التعدين يجب أن تلتزم بالممارسات المسؤولة التي تسترشد بإطار الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة، الذي يدعم حق الشعوب الأصلية في تقرير المصير. فالشعوب الأصلية لديها حق متأصل وغير قابل للتصرف في اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أراضيهم وأقاليمهم ومواردهم.
– الشعوب الاصلية والعمل المناخي
أكدت الشعوب الأصلية أن ارتباطها العميق بأراضي أجدادهم يضعهم أيضا في الخطوط الأمامية لضمان ألا تكون هذه الأراضي مناطق تضحية لتلك الشركات والسياسيين الذين يسعون إلى حل سريع باسم الحلول المناخية ويجعلهم في طليعة العمل المناخي.
ودعت إلى الالتزام بالانتقال العادل لا يلغي الموقف الحازم ضد ممارسات التعدين التي تحدث دون الحصول على الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة للشعوب الأصلية هي رؤية تلك الشعوب .
وأكدت لقادة العمل المناخي في COP28 أن الاستغلال التاريخي للشعوب وأراضيها من قبل شركات النفط والغاز والتعدين يعرض إرثا من وضع الأرباح على حساب رفاهية وصحة وسلامة وثقافة وتقاليد وأراضي الشعوب الأصلية المقدسة ومياهها وهواءها.
وهنا يأتي مضمون دعوة الشعوب الأصلية بأن تشارك مجتمعاتها بشكل هادف في صنع القرار وأن تكون قادرة على ممارسة حقها في منح أو حجب الموافقة على هذه المشاريع التي ستؤثر على حياتهم وسبل عيشهم وثقافتهم.
وشددت على أن تجاهل أصوات الشعوب الأصلية لن يؤدي إلا إلى إدامة الوضع الراهن لصناعة الوقود الأحفوري والتعدين، وعليه يجب إشراك الشعوب الأصلية منذ البداية، وأن تكون معيشتهم وممارساتهم الثقافية وأولوياتهم في قلب المفاوضات بشأن المناجم المقترحة على أراضيهم.
والشعوب الأصلية بحاجة إلى المشاركة في السياسات وتعزيز مستويات المشاركة والشفافية في كل خطوة من خطوات العملية. ويجب أن يتم تطويرها بشكل مشترك بمشاركتنا ووفقا لقيادتهم وهياكلها الإدارية.
الطريقة الأكثر حماية لتحقيق ذلك هي أن تضمن الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم أعلى معايير الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة لكل مشروع تعدين معادن مقترح يؤثر على الشعوب الأصلية.
يشار إلى أن إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2007 وأقرته العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، والذي جاء في 46 ماده أكد على احترام معارف الشعوب الأصلية وثقافاتها وممارساتها التقليدية بما يساهم في تحقيق تنمية مستدامة ومنصفة للبيئة وفي حسن إدارتها.
كما أكد الإعلان على أنه على الدول أن تتشاور وتتعاون بحسن نية مع الشعوب الأصلية المعنية من خلال المؤسسات التي تمثلها للحصول على موافقتها الحرة والمسبقة والمستنيرة قبل اتخاذ وتنفيذ أي تدابير تشريعية أو إدارية يمكن أن تمسها.
وللشعوب الأصلية الحق في الأراضي والأقاليم والموارد التي امتلكتها أو شغلتها بصفة تقليدية، أو التي استخدمتها أو اكتسبتها بخلاف ذلك، كما أنه لها الحق في امتلاك الأراضي والأقاليم والموارد التي تحوزها بحكم الملكية التقليدية أو غيرها من أشكال الشغل أو الاستخدام التقليدية، والحق في استخدامها وتنميتها والسيطرة عليها، هي والأراضي والأقاليم والموارد التي اكتسبتها بخلاف ذلك.