أكد وزير الدولة للإنتاج الحربي الدكتور محمد العصار اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف البيئة والحفاظ على صحة المواطنين، وأن وزارة الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع تقومان بإنتاج معدات تدوير المخلفات، بالإضافة إلى الصناعات المتقدمة الأخرى.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده الوفد الوزاري المصري المتواجد حاليًا في برلين، ويضم كلا من وزير الدولة للإنتاج الحربي واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، مع وزيرة البيئة وحماية الطبيعة الألمانية وقيادات الوزارة، لبحث سبل التعاون المشترك في مجال الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة في إطار زيارة الوفد الوزاري المصري إلى ألمانيا للاطلاع على التكنولوجيا الألمانية في هذا المجال.
تضمن اللقاء الذي حضره السفير الدكتور بدر عبد العاطي، سفير مصر في ألمانيا، وعدد من قيادات الوزارات الثلاثة؛ مناقشة أوجه التعاون حول سعي الحكومة المصرية لخلق نظام جديد متكامل ومستدام لإدارة المخلفات الصلبة في مصر من خلال تشجيع القطاع الخاص الألماني للاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي في مجال إدارة المخلفات الصلبة البلدية باعتباره قطاعًا واعدًا وموجها للشباب، خاصة في مشروعات إعادة التدوير وإنتاج الوقود البديل وتحويل المخلفات إلى طاقة وغيرها من المشروعات التي تهم القطاع الخاص، الأمر الذي سيسهم في توفير فرص عمل جديدة للشباب وتشجيع رواد الأعمال والابتكارات في هذا المجال.
واستعرض المشاركون بالاجتماع أوجه التعاون المصري الألماني من خلال البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة في مصر الذي يعد البرنامج الثنائي الوحيد بين مصر وألمانيا في مجال إدارة المخلفات الصلبة، بالإضافة إلى التعاون المشترك في مجال التدريب وتبادل الخبرات للتعرف على أفضل التقنيات الألمانية في مجال استخدامات الغاز الحيوي والتخلص الآمن من النفايات وإجراءات التخفيف من حدة تغير المناخ.
وتم خلال الاجتماع التطرق إلى العديد من قضايا البيئة الملحة فى كلا البلدين، ومنها الحد من التلوث من خلال استدامة الموارد وتوليد الكهرباء من الطاقة النظيفة.
وأوضح العصار أن مصر تسعى إلى نقل التكنولوجيا الألمانية وتوطينها من خلال شراكات أو عقود للاستفادة من التكنولوجيا الألمانية في هذا المجال.
بدورها، أشارت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد إلى العلاقات المصرية الألمانية الممتدة والنجاح التراكمي على مدار السنوات الماضية، خاصة في مجالات البيئة والسياسة.
ونوهت الوزيرة بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في ترؤس اجتماعات تغير المناخ ومساعدة أشقائنا في القارة الأفريقية، وأكدت أن الرئيس يقدم كل الدعم للملف البيئي ويدعم الملف على المستوى الدولي.
وأوضحت أن الرئيس يعطي توجيهات مستمرة بمراعاة البعد البيئي في جميع المشروعات العملاقة التي تقوم بها مصر على صعيد البنية الأساسية والمشروعات الصناعية العملاقة والحد من آثار تغير المناخ والمحافظة على إحداث التنمية المستدامة التي تتبناها مصر وفق رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة.
واستعرضت الوزيرة خلال اللقاء بالتعاون مع الجانب الألماني في مجالات الإدارة المتكاملة للمخلفات وتشجيع الشباب على الانخراط والمشاركة في منظومة النظافة الجديدة وتشجيع مشاريع التخرج التي تبحث مشاريع التدوير والصناعات المتعلقة باستغلال المخلفات، بالإضافة إلى التعاون في مجال دعم القطاع الخاص والصناعات الصغيرة والمتوسطة.
فيما أشادت وزيرة البيئة الألمانية خلال الاجتماع بجهود الدكتورة ياسمين فؤاد خلال اجتماعات مؤتمر الأطراف الذي عقد في بولندا، وتولي الوزيرة المصرية الرئاسة بند تمويل المناخ للوصول إلى توافق بين الدول المتقدمة والنامية، ما ساهم في نجاح مؤتمر تغير المناخ وإيجاد الحلول للبلدان النامية للحد من آثار التغيير المناخي، بالإضافة إلى نجاح مؤتمر التنوع البيولوجي في شرم الشيخ الذي عقد في نوفمبر الماضي.
وأكدت الوزيرة الألمانية استعدادها لدعم وزارة البيئة المصرية في مجال إعداد القوانين المتعلقة بإدارة المخلفات، لاسيما أنها عملية تحتاج إلى خبرات تراكمية، بالإضافة إلى أن ألمانيا تطبق سياسة “الملوث يدفع” والتعاون في مجال إنتاج الوقود البديل.
وأبدت استعدادها للتعاون مع مصر في مجال إنتاج الوقود البديل لأن هناك تغيرات إيجابية ستطرأ على سوق توليد الطاقة من المخلفات في مصر خلال الأعوام القليلة القادمة وآثارها على فرص الاستثمار في مصر.
بدوره، قال اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إنه تم عمل الدراسات اللازمة في جميع المحافظات على أرض الواقع، ومعرفة كميات المخلفات على مستوى كل محافظة وخصائصها وطريقة التعامل معها وأماكن تواجدها، وأشار إلى وجود حوار مجتمعي بمشاركة شباب الجامعات والشباب والمرأة لدورها المهم الذي تم تدعيمه بمبادئ التنمية المستدامة.
وأضاف شعراوي أن هناك تراكمات تاريخية للقمامة في بعض المحافظات، ولفت إلى تعليمات الرئيس السيسي بمراعاة البعد الاجتماعي ودعم الجهود بجمعيات المجتمع المدني والمشاركة المجتمعية، وهناك قصص نجاح كثيرة في هذا المجال.
وعرض الوزير بعض التحديات التي تواجه منظومة المخلفات في مصر، وسعي مصر لنقل المنظومة الألمانية، وشدد على أهمية توفير برامج التدريب للعنصر البشري الموجود في هذه المنظومة والتعرف على التكنولوجيا الحديثة في ألمانيا للوصول إلى نظام يمكن الاستفادة منه في المحافظات المصرية.
فيما قال الفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إن مصر تسعى إلى التعرف على التكنولوجيا الألمانية في مجال المخلفات الذي نجحت خلال 20 عامًا في القضاء على هذه المشكلة، بالإضافة إلى التعاون مع المصانع والشركات الألمانية والاتفاق معها على توطين الصناعة المشتركة، وأكد وجود تعاون وتنسيق مع الإنتاج الحربي لتنفيذ توجيهات الرئيس في هذا الشأن والاستفادة من المخلفات لتدوير الطاقة.
وأشار التراس إلى استعداد الهيئة إلى التعاون والاستثمار المشترك مع الجانب الألماني، وأضاف: “نحن قادرون على ذلك من خلال مصانع الفرز والتدوير لنقل التكنولوجيا وتوطينها في مصر وتوفير الكوادر البشرية للتعرف على تلك التكنولوجيا والتدريب عليها، ويمكن الاستفادة من التعاون المشترك بيننا وتطبيقه في الدول الأفريقية”.