رغم الدمار الذي لحق بقطاع غزة بسبب استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، والمشاهد المروعة لمربعات سكنية مدمرة بالكامل في مدن القطاع، إلا أن الشعب الفلسطيني يصر على البقاء في منازله وإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد التدمير الكبير الذي لحق بمنازلهم، ولسان حالهم “مش طالعين”، فقد قرر الفلسطينيون عدم تكرار نكبة 1948 وعدم مغادرة أراضيهم وسيبقون بتلك المنازل مهما كلفهم من مخاطر تصل إلى فقدان حياتهم.
وفقا لأخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامى الحكومي في غزة، فإن هناك 150 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال كليا في القطاع، بينما يوجد 80 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال وأصبحت غير صالحة للسكن، فيما يوجد 200 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئيا، وأصبح الغالبية العظمى من الفلسطينيين نازحين إما في مراكز إيواء الأونروا أو المستشفيات والأماكن العامة، إلا أن البعض الأخر أصر على إصلاح ما يمكن إصلاحه داخل المنزل من أجل أن يصبح قابل للعيش.
وفقا للصور التي نشرها الصحفي الفلسطيني يحيى يعقوبي، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، تظهر قيام عدد من الفلسطينيين بترميم أجزاء من منازلهم سواء عبر ترميم بعض الغرف، أو بناء بعض الأسوار التي تقيهم من حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف.
في هذا السياق يؤكد الصحفي الفلسطيني عماد زقوت، المقيم في شمال قطاع غزة، أن النسبة الأكبر من منازل القطاع أصبحت مدمرة بشكل كبير للغاية وبعضها مدمر بشكل جزئي، إلا أن المواطنين الفلسطينيين يحاولون بقدر الإمكان ترميم ما يمكن ترميمه من منازلهم كي يقون أنفسهم من حر الصيف وفي الحقيقة هي لا تقيهم حر الصيف ولكنها محاولة للهروب من جحيم الخيم في هذا الصيف.
ويضيف “زقوت”، في تصريحات له من غزة، :”الناس في القطاع تعيش معاناة شديدة بسبب شدة الحرارة واستمرار القصف التدمير وتدمير البنية التحتية والشوارع ونقص الغذاء والمياه، خاصة أن القصف الإسرائيلي مستمر حول محيط المنازل”، متابعا :”هناك إصرار للمواطن الفلسطيني أن يبقى على أرضه وفي منزله وترميم ما يمكن ترميمه من خلال استخدام النايلون أو الشوادر وما يستطيع جلبه من بعض الأشياء التي يستطيع من خلالها أن يستر بها نفسه وأسرته داخل منزله المدمر.
ويوضح أن المعاناة الأولى والكبرى للفلسطينيين في قطاع غزة هي معاناة الحصول على المياه، لأنها معاناة لحظية وليست يومية بل على مدار اليوم يحتاج المواطن في غزة المياه في كل لحظة الاغتسال والتنظيف والشرب، مضيفا :”ما يتعلق بالترميم نسبة كبيرة يعيشون في عيادات ومراكز إيواء وبعض المستشفيات والنوادي والأماكن العامة ومن يستطيع ترميم منزله يرممه من خلال إزالة مت يمكن من أنقاض بيته وترميم أجزاء منه يستطيع أن يعيش فيها لكن ترميم بشكل كامل لا يوجد نظرا لعدم وجود أي مواد أسمنتية يمكنه من خلال الترميم الكامل للمنزل”.