الأسئلة المنطقية تفرض نفسها، وربما تطل برأسها وتقتحم أدمغة من يقعون داخل مطبخ الحدث أو بالقرب منه، ومع ظهور الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء إبان ثورة 25 يناير، عبر شاشة الجزيرة القطرية مدعيا منعه من مغادرة الإمارات، سار كثيرون من داعمى قطر والإخوان فى إطار هذه الرؤية واحتفوا بها وروجوها، ولكن ظل السؤال المنطقى عن السبب والكيفية قائما، وطرق عقولا وأدمغة كثيرة، منها بعض موظفى الجزيرة أنفسهم.
المذيعة روعة أوجيه، العاملة فى القناة القطرية، شككت فى رواية أحمد شفيق وما ادعاه بشأن منعه من السفر ومغادرة دولة الإمارات العربية المتحدة، طارحة سؤالا مهما عن منطقية أخذ موضوع منعه من السفر على محمل الجد فى الوقت الذى سُمح له بالتصريح والظهور الإعلامى، وهو ما ينفى الرؤية التى حاولت الجزيرة والإخوان إشاعتها وتأكيدها.
وكتبت مذيعة الجزيرة روعة أوجيه، عبر حسابها الرسمى على تويتر، مشككة فى رواية الجزيرة وأحمد شفيق بشأن منع الأخير من السفر ومغادرة الإمارات عقب إعلانه الترشح للرئاسة: “لماذا مُنع أحمد شفيق من السفر لكن لم يُمنع من التصريح؟ وما الذى يريده من هكذا إعلان؟ ولماذا اختار الجزيرة تحديدا؟”.
وبينما لم تُجب روعة أوجيه على الأسئلة التى طرحتها، كان جانبا منها يحمل إجابته داخله، فالتناقض الذى ينطوى عليه السؤال الأول يكشف حقيقة الأمر، فإذا كان هناك منع من السفر، كان بالضرورة سيتبعه منع من الظهور الإعلامى والتصريح لوسائل خارجية، خصوصا الجزيرة التى تتبع نظام الدوحة الداعم للإرهاب والواقع فى دائرة مقاطعة عربية واسعة جراء هذا الموقف.
كان المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق، قد خرج فى شريط مصور عبر شاشة قناة الجزيرة القطرية، أمس الأربعاء، مهاجما دولة الإمارات العربية التى استضافته بعد هروبه من مصر فى العام 2012، متهمًا إياها بمنعه من السفر، وذلك عقب ساعات قليلة من إعلان نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المنتظر إجراؤها صيف العام المقبل.