نشر العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، بيانا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، اليوم الأربعاء، يتناول جهود المركز الوطنى لعلاج مرضى الإدمان فى مصر.
وقال المتحدث العسكرى فى تقريره، إن الاهتمام بصحة المواطن المصرى وتوفير الخدمات العلاجية والوقائية لجميع المصريين، أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لتطوير قطاع الصحة فى مصر، فالتأمين الطبى ركيزة أساسية لتكوين مجتمع متقدم، ومن هنا جاء اهتمام القوات المسلحة بتطوير مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لأبناء الشعب المصرى، من العسكريين والمدنيين على حد السواء، وقد شهدت الخدمات الطبية فى القوات المسلحة طفرة هائلة، من حيث أعداد المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية، التى بلغت أكثر من 120 مجمعا ومستشفى ومركزا طبيا وعيادة خارجية، تم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والكوادر المؤهلة لمعاونة القطاع الطبى للدولة فى تنفيذ خطط وبرامج الرعاية الصحية والعلاجية المقدمة لأبناء الشعب المصرى.
وحظيت المجمعات الطبية والمراكز التخصصية باهتمام بالغ من القيادة العامة للقوات المسلحة، وامتد التطوير ليشمل كل أقسامها، من عيادات خارجية وأقسام تخصصية ومعامل وغرف عمليات مجهزة على أعلى مستوى، وكذلك أقسام الرعاية المركزة لتقديم الرعاية الطبية للحالات الدقيقة والحرجة، بما يحقق أفضل درجات الأمان للمريض وفقًا لمعايير الجودة العالمية، وامتدت جهود القوات المسلحة، ممثلة فى الهيئة الهندسية، لدعم القطاع الطبى بالدولة، عبر الانتهاء من إنشاء وتطوير 186 مستشفى ومركزا طبيا ووحدة صحية على مستوى الجمهورية، ويجرى حاليًا إنشاء وتطوير 19 مستشفى ومركزا طبيا بمختلف المحافظات.
وأضاف تقرير المتحدث العسكرى، أن القوات المسلحة أخذت على عاتقها مهمة المشاركة فى دعم البرنامج القومى لمكافحة الفيروسات، من خلال علاج شباب التجنيد والشباب المتقدمين للتطوع أو الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، ممن تُكتشف إصابتهم بـ”فيروس سى” خلال مراحل الانتقاء والكشف الطبى، بحيث يتم الاكتشاف المبكر للمرض فى مراحله الأولية، ما يساهم فى سرعة الشفاء ويقلل من تأثيره على الصحة العامة للشباب، الذين يمثلون الركيزة الأساسية لبناء مصر المستقبل، إذ تم إنشاء 7 مراكز تخصصية لعلاج “فيروس سى” على مستوى الجمهورية، ساهمت فى علاج أكثر من 21 ألف مواطن، منهم 1700 من شباب التجنيد.
كما شاركت القوات المسلحة فى البرنامج الطموح لعلاج الشباب الذين سقطوا فى براثن إدمان العقاقير والمواد المخدرة، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، وذلك انطلاقا من دورها الوطنى فى دعم مقومات التنمية الاجتماعية والبشرية، إذ عالجت مئات المدنيين والحالات التى تظهر بين الشباب المتقدمين للتجنيد، على غرار تجربة علاج “فيروس سى”، وذلك فى مراكز علاج الإدمان بمستشفى أحمد جلال فى “الهايكستب”، ومستشفى الإسماعيلية العسكرى، والمجمع الطبى للقوات المسلحة بالمعادى .
يعد المركز الوطنى لعلاج الإدمان بمستشفى القوات المسلحة بالإسماعيلية، أحد أحدث الصروح الطبية المتخصصة، التى تم إنشاؤها لعلاج الإدمان فى مصر، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين القوات المسلحة والصندوق القومى لمكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء، كممول للتكلفة المالية لعلاج الحالات المرضية بنظام التأمين الصحى، ويتكون المركز من خمسة أقسام رئيسية، وتبلغ الطاقة الاستيعابية 108 أسرّة، بواقع 36 سريرا لكل دورة علاج، وتم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، الأول يخص عمليات سحب العينات، وقسم التأهيل المتقدم، ويضم أيضًا وحدة رعاية نهارية ومجموعة من العيادات الخارجية، ونجح المركز فى علاج 751 حالة منذ الافتتاح التجريبى له حتى الآن، وتماثلت جميع الحالات للشفاء من آثار الإدمان بشكل كامل .
وعن الجهد الذى يبذله المركز، وما يمثله من قيمة مضافة يقدمها لعلاج حالات الإدمان من الذكور، خاصة بمحافظات القناة، أشار العقيد دكتور محمد دياب، مدير المركز وأحد الأطباء المعالجين لمرضى الإدمان، إلى أن المساحة الكلية للمستشفى تصل إلى 20 فدانًا، بما يعادل 80 ألف متر مربع، وأن القوات المسلحة اتخذت كل السبل لتوفير مكان مؤهل لخدمة المرضى، يضم كل المقومات الأساسية، لتقديم خدمة طبية متكاملة، انطلاقا من مسؤوليتها الوطنية لعلاج هذه الفئة من أبناء مصر.
وأشار “دياب” إلى وجود برنامج علاجى وتأهيلى متكامل، وفق طبيعة كل حالة من الحالات، إذ تستقبل العيادات الخارجية 30 مريضًا يوميًّا، يتم علاجهم دون إقامة فى المركز، من خلال الإشراف الخارجى بناء على جدول زمنى محدد، أما الحالات التى يتم علاجها من خلال الإقامة فى المركز، فتبدأ مع وصولها للمركز، إذ يتم سحب المخدر خلال الأسبوع الأول من الإقامة، ثم تبدأ مرحلة التأهيل الأولى فى 4 أسابيع، وبعدها التأهيل المتوسط فى فترة زمنية مداها 8 أسابيع، كما يتم بعد ذلك إجراء المتابعة الدورية لحين الخروج من المركز، وبعد ذلك تجرى متابعة دورية مستمرة لحين الشفاء الكامل، كما يشمل المركز وحدة تضم عديدًا من الأنشطة المختلفة والأجهزة الرياضية، وتنظم رحلات ترفيهية خارجية، لاستعادة البناء الفكرى والجسمانى السليم للمريض.
وأوضح مدير المركز الوطنى لعلاج الإدمان بمستشفى القوات المسلحة بالإسماعيلية، أن المركز به تجهيز هندسى لتأمين المرضى خلال مرحلة سحب المخدر والتأهيل الأولى، وهى خطوة من أصعب الخطوات التى يواجهها المريض فى رحلة العلاج، مشيرًا إلى أن هناك بعض الحالات التى تكون فى انفعال زائد، ويمكنها تعريض نفسها أو غيرها لأمور خطرة وخارجة عن إرادتها، لذلك تُراعى هذه الحالات عند التجهيز، إذ يتم تركيب بدائل للزجاج فى الغرفة، وعزلها من أى مواد حادة أو ذات تأثير عليها أو على غيرها.
وأشار الدكتور محمد دياب، إلى برتوكول التعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، الذى يتحمل كل تكاليف العلاج، إذ لا يتحمل المريض الذى يتقدم لطلب العلاج أى تكلفة من بداية علاجه حتى الانتهاء والشفاء الكامل، كما يتم بتحويل المرضى للمركز مباشرة، لبدء علاجهم، حال إقبالهم على الصندوق، مشيرًا إلى أن هناك كثيرين من المرضى الذين يلجأون للمركز مباشرة ودون وسيط، ويتم العلاج فى سرية تامة.
وفيما يتعلق بتدريب الأطقم الطبية والتمريض والمشرفين المتعاملين مع المرضى، أوضح الدكتور محمد دياب، مدير المركز الوطنى لعلاج الإدمان بمستشفى القوات المسلحة بالإسماعيلية، أنه يتم تخصيص يوم من كل أسبوع لإجراء محاضرات وتدريبات عملية لمجموعة عمل المركز وتعريفهم على خطوات التعامل مع المريض وكيفية مساعدتهم، وتوعية أسرهم بكل ما يتعلق بالإدمان من خلال جدول معد مسبقا .
وتحدث عدد من المرضى الذين تماثلوا للشفاء، عن تجربة الإدمان والعلاج، مؤكدين فى حديثهم لـ”اليوم السابع”، أن تعاطى العقاقير والمواد المخدرة حطم إرادتهم، وجعلهم منحرفى المزاج وفاقدين للقيم، فمنهم من تخلف عن مراحل التعليم، ومن فقد عمله، وتحولوا بفعل المخدرات إلى أشخاص مهملين وغير موثوق فيهم، لا يتعامل معهم الآخرون، ويفقدون ثقة من حولهم، ويدمرون حياتهم بأيديهم، ويخسرون أقرب الناس إليهم.
وأكد المتعافون من الإدمان، الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن تجربة العلاج أعادت لهم القدرة على الحياة مرة أخرى، والاندماج داخل المجتمع، بفضل البرنامج العلاجى الذى تلقوه داخل المركز، وأنهم بالإرادة الحقيقية استبدلوا يأس المخدرات، واستطاعوا مواجهة هذا التحدى، مشددين على أهمية التماسك الأسرى والمتابعة لأبنائهم ومراقبة سلوكياتهم لحمايتهم من تأثير أصدقاء السوء .
ونظرًا لما تمثله العقاقير والمواد المخدرة من آثار مدمرة على الشباب، الذين يمثلون القوة والعماد الحقيقى لبناء المجتمع والانطلاق به نحو آفاق المستقبل، فقد بذلت القوات المسلحة والأجهزة المعنية بوزارة الداخلية جهودا مضنية لملاحقة واستهداف المهربين وتجار المواد المخدرة، إذ تشير الإحصاءات الرسمية لعام 2016 إلى نجاح قوات حرس الحدود فى ضبط 118 طنا من مخدر البانجو الجاف، و17 طنا من جوهر الحشيش المخدر، و32 مليون قرص من العقاقير المخدرة، و413 كيلو جراما من مواد الهيروين والكوكايين والأفيون، وحرق وتدمير 175 فدانا من الزراعات المخدرة بالبانجو والخشخاش، التى بلغت قيمتها التقديرية ما يوازى 1,8 مليار جنيه مصرى.
كما أسفرت جهود وزارة الداخلية، ممثلة فى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومناطقها وفروعها، ومن خلال الحملات الأمنية المكثفة لضبط المتاجرين فى المخدرات ومتعاطيها، خلال عام 2016، عن ضبط 57506 قضايا اتجار وتعاطٍ للمواد المخدرة، بلغ عدد المتهمين فيها 72741 متهمًا، وضُبطت خلالها كميات من نبات البانجو المخدر قدرها 78176 كيلو جراما، وكميات من جوهر الحشيش المخدر وزنها 23102 كيلو جرام، وكمية من مخدر الأفيون وزنها 66 كيلو جراما، وكمية من مخدر الهيروين وزنها 709 كيلو جرامات، وكمية من مخدر الكوكايين قدرها 26 كيلو جراما، وكمية من مخدر “آيس” بلغت 507 كيلو جرامات، وكمية من مخدر “الفودو” بلغت 15 كيلو جراما، و705 طوابع مخدرة، وضبط 245 مليونا و267 ألف و718 قرصا مخدر مختلفة الأنواع، فضلاً عن إبادة 114 فدانا و11 قيراطا و17 سهما من الزراعات المخدرة، وكمية من بذور النباتات المخدرة بلغت 434 كيلو جراما، بزيادة قدرها 7% فى مجال ضبط قضايا المخدرات مقارنة بعام 2015.