رأى المجلس الأطلنطى، وهو مركز بحثى أمريكى مرموق، أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعمل على قائمة مهامها منذ سبعة أشهر، ومع ذلك فإن عقيدتها فيما يتعلق بالسياسة الدولية ما زالت غير معروفة، فالوظائف الكبرى فى وزارة الخارجية ما زالت شاغرة، وهناك كثير من الوظائف فى سفارات حساسة خالية، وكل ذلك يحدث فى ظل ظهور الأزمة تلو الأزمة.
وقال المجلس الأطلنطى، فى تقرير صادر عنه، إن القرارات المتتابعة تؤكد عدم فاعلية إدارة ترامب بشكل عام، خاصة أنها عانت من استقالات تلو استقالات فى الآونة الأخيرة، ما أثر بشكل واسع على مجالات عدة، ومنها السياسة الخارجية، مشيرا إلى حالة الارتباك التى تشهدها واشنطن بعد تصريحات دونالد ترامب حول ما حدث من عنف فى تشارلوتسفيل، والتصعيد الكلامى مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووى، والإعلان عن خطة جديدة فى أفغانستان، وغير ذلك من الأمور، ويبدو أن الرئيس الأمريكى أبى أن ينهى الشهر دون قرار مربك جديد يتعلق هذه المرة بحليف قوى لواشنطن.
وعن قرار تقليص المساعدات المصرية، قال المجلس الأطلنطى إن القرار الأخير بشأن إلغاء مساعدات تتعلق بمصر بقيمة 95.7 مليون دولار، وتأجيل مساعدات أخرى قيمتها 195 مليون دولار، أعقبه بيان صارم من الخارجية المصرية يؤكد أن تحديات مصر الاقتصادية والأمنية لم تؤخذ بجدية من جانب واشنطن.
وأضاف المركز المعنى بالأبحاث السياسية، أنه حين يُطرح السؤال حول كيفية تعريف وتحديد ملامح العلاقات الأمريكية مع مصر، فإن الإجابة ستأتى مرتبكة، لأن هذه هى طبيعة الإدارة فى واشنطن، إذ لا توجد سياسة شاملة فيما يتعلق بمصر، كما أنه لا توجد سياسة شاملة فيما يتعلق بالشؤون الدولية بشكل عام، ولا بأى دولة أخرى، لافتا إلى أن تقليص المساعدات يمكن أن يكون متماشيا مع سياسة ترامب الخاصة بتقليص ميزانية الخارجية والمساعدات، وخلص التقرير إلى القول إن ترامب هو مزيج من أشياء عديدة غير متوقعة أو متسقة، وأن “الارتباك هو الاستراتيجية الوحيدة فى هذا البيت الأبيض”.