اتهم أعضاء المجلس الأعلى لأبناء محافظة “صعده” شمالى اليمن (الموالى للشرعية فى البلاد)، الولايات المتحدة بالتساهل مع الحوثيين- الذين يسيطرون على العديد من المناطق والمواقع والمؤسسات الحكومية باليمن- وتجاهل إرهابها، جاء ذلك فى لقاء أعضاء المجلس مساء أمس الثلاثاء بالسفير الامريكى لدى اليمن ماثيو تولر فى العاصمة السعودية الرياض.
ونقل المركز الاعلامى للمقاومة فى اقليم أزال عن محمد شبيبة عضو المجلس الأعلى لأبناء محافظة “صعده” قوله ” أنه عرض على السفير الامريكى عدة نقاط من بينها تساهل واشنطن مع ارهاب الحوثيين وعدم الجدية فى دعم الشرعية واللعب بورقة الحوثيين من أجل مصالحهم فى المنطقة”.
وأضاف ” أن اللقاء كان ساخنا اذ أوضح أعضاء المجلس أن الولايات المتحدة تجاهلت تمثيل أبناء صعدة فى أى مفاوضات وتناست حقوقهم وكأن المحافظة إقطاعية للحوثى ومليشياته وهى التى هجرتهم من منازلهم منذ عشر سنوات واستولت على ممتلكاتهم وأموالهم”، وأكد أعضاء المجلس رفضهم المطلق فى أن تكون صعدة كبش فداء وورقة مساومة فى المفاوضات الجارية وأن تتجاهل أبناء المحافظة والقوى السياسية بها والتى اضطرت إلى المغادرة بعد مصادرة الحوثيين لممتلكاتهم.
يذكر أن الحوثيين كانوا قد سيطروا على مدينة مران معقلهم الرئيسى فى المحافظة خلال الحروب الستة التى شنتها القوات اليمنية عليهم فى الفترة من عام 2004 إلى 2010 وبعد ثورة 2011 سيطروا على كل المحافظة وطردوا منها المعارضين لهم- ومنهم أعضاء المجلس الأعلى لأبناء محافظة صعدة- فى الوقت الذى انشغلت فيه الدولة عن المحافظة.
يذكر أن أعضاء المجلس الاعلى لمحافظة صعدة والذى تأسس منذ فترة قصيرة قام بزيارة للرياض فى أواخر الشهر الماضى والتقى يوم 28 مارس مع الفريق على محسن الاحمر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى ذلك الوقت، وأكد لهم أن قوات الشرعية عازمة على تحرير صعدة من المتمردين وإعادتها إلى الدولة.. وبارك المجلس بعد ذلك تعيين الأحمر نائبا للرئيس.
والمجلس الاعلى لمحافظة صعدة هو تنظيم شعبى ويضم شيوخ قبائل ووجهاء وسياسيين وعسكريين وإعلاميين من أبناء المحافظة الذين أجبرتهم مليشيات الحوثيين على مغادرة المحافظة.
من ناحية أخرى أكد المجلس العسكرى اليمنى فى تعز أن قوات الجيش والمقاومة الموالية للشرعية استعادت زمام المبادرة فى المعركة التى تدور مع مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع على عبدالله صالح فى مديرية الوازعية غربى تعز والتى سيطرت عليها المليشيات قبل أيام؛ حيث سيطرت القوات على جبل الصيباره المطل على مركز مديرية الوازعية بعد معارك عنيفة.
وأوضح المركز الإعلامى للمجلس أن طائرات التحالف العربى قصفت فى الساعات الأولى من صباح اليوم/الأربعاء/، مواقع المليشيات فى الوازعية وغرب مدينة تعز، وكانت الطائرات قد قصفت أمس أماكن متفرقة فى المحافظة من بينها مطار تعز ومديرية حيفان فى الجنوب، كما شهدت جبهات شرق المدينة وشارع الأربعين فى الشمال اشتباكات بين الجانبين.
وأضاف أن 9 من عناصر المليشيات قتلوا فى الاشتباكات التى جرت أمس وفى قصف الطائرات لمواقعهم وأصيب العشرات، فيما أصيب 5 من قوات الشرعية و6 من المدنيين فى القصف على المناطق السكنية.
وفى محافظة الحديدة المجاورة لتعز على البحر الأحمر قصفت طائرات التحالف معسكر الدفاع الجوى بمنطقة الكيلو 16 جنوب مدينة الحديدة.
من جهتها أكدت مصادر المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية فى اليمن أن قوات الجيش والمقاومة استطاعت تحرير عدد من المواقع بمحافظة الجوف شمالى البلاد من المليشيات وسيطرت على منطقة العقبة بالكامل وتمشط بقية جيوب المليشيات الذين يفرون من المنطقة بصورة جماعية.
وأوضحت أن قتلى المليشيات بالعشرات كما تم أسر عدد منهم بعد السيطرة على العقبة القريبة من مديرة الحزم عاصمة الجوف كما أحكمت السيطرة على وادى العقبه ونقطة الزلاق والجبال والتبات القريبه من العقبه وصولا إلى أول أجزائها فى عملية لفك حصار مديرية خب والشعف أكبر مديريات المحافظة واستكمال تحرير المديرية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه وسائل الإعلام الموالية للمليشيات الحوثية أن القوة الصاروخية التابعة لها أطلقت صاروخا من طراز توشكا على المجمع الحكومى بالجوف أثناء زيارة وفد (حكومى موال للشرعية) مما اسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.. ولكن مصادر المقاومة المؤيدة للشرعية تؤكد أن الصاروخ سقط فى منطقة صحراوية دون أن يؤدى إلى خسائر بشرية أو مادية.
ويجىء اطلاق الصاروخ على الرغم من تصريح محمد عبد السلام المتحدث الرسمى لجماعة الحوثيين أمس بأنه تم التوافق مع السعودية على تهدئة الأوضاع فى المحافظات الحدودية، ومنها الجوف، بين البلدين وجبهة ميدى على البحر الأحمر تمهيدا لوقف الأعمال العسكرية قبل موعد الهدنة المتفق عليه فى العاشر من الشهر الحالى.