«المخدرات».. السر في إقالة ولي العهد السعودي محمد بن نايف
"احتجز بدون إرادته، وتم الضغط عليه للتخلي عن العرش".. بهذه الكلمات وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقريرها، كواليس ليلة إقالة ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، وتعيين ابن عمه محمد بن سلمان مكانه.
وقالت الصحيفة إنه منذ أن تمت ترقية محمد بن سلمان، في الحادي والعشرين من يونيو، ظهرت مؤشرات تدل على أنه قد خطط لاستبعاد ابن عمه، وأن عملية التغيير كانت غير مما تم تصويره للعامة، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون سابقون ومقربون من العائلة المالكة.
ولكي تكتمل عناصر المسرحية، وتختتم بشكل جيد كان لا بد من كسب التأييد داخل العائلة المالكة، لكي يسير التغيير المفاجئ بكل سلاسة، فتم إخبار بعض كبار الأمراء في العائلة الحاكمة أن محمد بن نايف لم يكن مؤهلاً لأن يصبح ملكاً بسبب مشكلة مخدرات يعانيها.
بدأت الحكاية، وفقاً للصحيفة الأمريكية، في ليلة 20 يونيو، قبل نهاية شهر رمضان، وذلك عندما التقت مجموعة من الأمراء الكبار والمسؤولين الأمنيين في قصر الصفا في مكة، بعدما علموا أن الملك سلمان يريد مقابلتهم.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن محللين قولهم، إن "هذا التوقيت كان مناسباً للتغيير، ففي شهر رمضان ينشغل فيه السعوديون بشعائرهم الدينية، حين تجمع الكثير من أفراد العائلة المالكة في مكة قبل السفر في عطلة عيد الفطر".
وقبل حلولِ منتصف الليل، أخبر محمد بن نايف أنه سيلتقي بالملك، وتم تجريده من هواتفه المحمولة، وضغطوا عليه من أجل التخلي عن منصبه كولي للعهد ووزير للداخلية.
في البداية رفض بن نايف الاستسلام، لكن مع تأخر الليل انتابه التعب، وفي هذه الأثناء، استدعى مسؤولو الديوان الملكي أعضاء هيئة البيعة -وهي هيئة تتألف من أمراء يفتَرض بهم التصديق على التغييرات في التتابع الملكي- وقيل للبعض إن محمد بن نايف لديه مشكلة في تعاطي أدوية مخدرة، مما يجعله غير مناسب لاعتلاء العرش.
وفي وقت ما قبل الفجر، وافق محمد بن نايف على الاستقالة، والتقط فيما بعد مقطع فيديو يظهِر محمد بن سلمان يقبل يده، ثم عاد محمد بن نايف إلى قصره في مدينة جدة، وحظر عليه مغادرته.
وكان محمد بن نايف قد عانى بسبب محاولة اغتيال له من آلام دائمة، وأظهر علامات لاضطرابات ما بعد الصدمة، وقاده ذلك إلى تعاطي أدوية مخدرة أثارت قلق أصدقائه من أن يكون قد أدمنها.