مقال للكاتب حمدي رزق بعنوان :«المريضة لا تعلم شيئًا عن زوجها»!
على باب غرفة الفنانة «دلال عبدالعزيز» فى العناية المركزة، ورقة دالّة على حرج حالتها الصحية «المريضة لا تعلم شيئًا عن زوجها».
الصورة المؤلمة التى تستوجب الصلاة والدعاء لها بالشفاء نشرتها حبيبة قلب دلال «إيمى سمير غانم»، وعلقت على الصورة من أعماق قلبها الحزين: «يا رب»، ما استجلب دعاء الطيبين وصلوات المُحِبِّين.. يا رب كرمك علينا.
ورفقًا بدلال، الأسرة المحزونة قررت ألا تخبرها بوفاة زوجها الفنان الراحل «سمير غانم» حتى لا تتدهور حالتها الصحية أكثر، صعب على السيدة «دلال» تحمل رحيل شريك الحياة، المرحوم لم يكن زوجًا راقيًا فحسب، بل ابتسامة الحياة فى وجه دلال، قصة حبيبين، دلال وسمير، يعرفها الوسط الفنى ويتحاكون بها محبة، «إيمى» الحزينة إن حكت عن قصة حب سمير ودلال فستروى خيالًا جميلًا.
ربنا يشفيها ويعافيها، سيصعب عليها تحمل الخبر وهى واهنة ضعيفة، الفراق صعب، من مقولات جورج إليوت: «لا نرى مدى عمق الحب إلا وسط ألم الفراق»، وفى سياق الفراق يقول طيب الذكر الروائى الكبير نجيب محفوظ: «أكثر ما يوجع فى الفراق أنه لا يختار من الأَحِبّة إلا الأجمل فى العين والأغلى فى القلب».
للعظيم «وليام شكسبير» عبارة دالّة على وجع الفراق، يقول: «لا مرارة فى الموت إلا مرارة هذا الفراق»، ولأحلام مستغانمى، (روائية جزائرية)، عبارة مُوحِية مع كلّ حبّ، علينا أن نربّى قلوبنا على توقّع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه، ذلك أنّ شقاءنا يكمن فى الفكرة
الشقاء.
وفى المعجم توصيف لحالة الشقاء بعد فراق الأحباب، شِدَّة وعُسْر وتَعاسة حياةُ شَقاء، بُؤْس وحِرمان، ويَعِيشُ فِى حِرْمَانٍ، أى فِى بُؤْسٍ، وتقلَّب على رَمْضاء البُؤس، اكتوى بنار الفقر وعانى من مرارته وشقائه.
أخشى بعد تمام العافية، أن تسأل دلال يومًا قريبًا عن سمير، ولسان حالها يقول بمثله الشاعر ابن قلاقس الإسكندرى الأزهرى: «خبّرانى بهولِ يومِ الفراقِ، أى صبرٍ يكون للمُشتاقِ، فلقد أصبحَ الفؤادُ كئيبًا»..
ويقول العباس بن الأحنف
يا وَيْحَ هَذا الفِراقِ ما صَنَعا
بَدَّدَ شَملى وَكانَ مُجتَمِعا
مَن لَم يَذُق لَوعَةَ الفِراقِ فَلَم
يُلفَ حَزينًا وَما رَأى جَزَعا
وَكلُّ شَىءٍ سِوى مُفارَقِة الأحباب
مُستَصْغَرٌ وَإِن فَجَعا
وفى الأخير دعاء، اللهمّ أَلْبِسها ثوب الصحّة والعافية عاجلًا غير آجل يا أرحم الراحمين.