تفوقت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على غيرها من الإدارات الأمريكية بعدد المسئولين الذين غادروها فى الفترة الأولى من رئاسة ترامب، حيث استقال 28 مسئولا فى أقل من عامين.. ولكن كان التركيز الإعلامى يزداد على المسئول المستقيل إذا كان امرأة، حيث كانت الصحف الأمريكية تحاول معرفة مصير النساء فى إدارة ترامب المتهم بمعاداة المرأة وهل حقا كان من الصعب على النساء العثور على وظائف إذا ارتبط اسمهن باسم ترامب.
مديرة الاتصالات السابقة فى البيت الأبيض، أو كما يصفها الإعلام الأمريكى بالطفلة المدللة فى إدارة ترامب، نظر لصغر سنها مقارنة بباقى المسئولين حيث تبلغ 29 عاما فقط، وبحسب مجلة “فارايتى” فإن هوب هيكس يعتبرها ترامب بمثابة ابنة له وكان يمنحها الكثير من الصلاحيات بما هو أكثر من منصبها وهى صديقة مقربة من إيفانكا وكانت عارضة أزياء لبعض خطوط الموضة التى أنتجتها، وقالت هوب هيكس فى تصريحات إعلامية أكثر من مرة، إنها تريد ناجحا سياسيا وإذا لم يحدث هذا فهناك الموضة والإعلام.. ولذا ليس غريبا أنها بعد استقالتها تمكنت من الحصول على وظيفة مرموقة أخرى فى مجال العلاقات العامة بشبكة “فوكس”.
وقالت صحيفة “ديلى ميل”، إن ترامب نفسه توسط لدى روبرت مردوخ حتى تحصل هيكس على راتب من 7 أرقام، وقال ترامب فى تصريحات للصحيفة عن هوب هيكس: “إنها الأفضل.. أنا سعيد من أجل فوكس لأن هوب ناجحة وأنا فخور بهوب كثيرا”.
متسابقة سابقة فى برنامج تلفزيون الواقع The Apprentice الذى كان يقدمه ترامب وهناك كان التعارف بينهما، وبعد وصول ترامب للرئاسة تمكنت من الحصول على منصب مساعدة فى البيت الأبيض فى مكتب الاتصالات.
لكن فجأة خرجت أوماروسا من البيت الأبيض بإقالتها من منصبها، الأمر الذى جعلها تنقلب على الرئيس الأمريكى، وتوجه ضربة إعلامية لترامب عبر كتاب ألفته ويحمل عنوان “المختل” والأسوأ من ذلك ذكر موقع “ديلى بيست” أن أوماروسا تمثل خطرا على الإدارة الأمريكية لكونها صرحت علنا بأنها سجلت تقريبا كل محادثات ترامب.. لكنها حتى اليوم لم تكشف عنها واكتفت بما ذكرته فى كتابها من هجمات على الرئيس الأمريكى تظهره فى صورة رجل غير مؤهل للرئاسة وكل من حوله يخدعه ويحتقره وأنه يعانى تدهور فى قدراته العقلية نتيجة عاداته الغذائية الخاطئة، بدون تقديم تسجيلات على هذه المحادثات المذكورة فى الكتاب.
كان لديها مقعد فى مجلس الأمن القومى الأمريكى لكنها استقالت من منصبها أواخر العام الماضى وانتقلت لنيويورك قائلة إنها تفضل البقاء مع عائلتها هناك، لكن عاد اسمها للأضواء مرة أخرى مع تقارير إعلامية عن كونها المرشحة التى يريدها ترامب أن تحل مكان نيكى هيلى، لكن بحسب موقع “بيزنس انسيدر” فإن باول التى عادت لوظيفتها القديمة بالفعل فى مجلس إدارة بنك “جولدمان ساكس” اعتذرت عن الترشيح وقالت إنها تريد الاستمرار فى عملها.
أما نيكى هيلى نفسها والتى ستغادر الأمم المتحدة نهاية العام الجارى فإن التوقعات تشير لكونها ستتولى منصبا رفيعا فى الإدارة الأمريكية فى 2019 بعد استقالتها رسميا وبعد انتخابات الكونجرس الأمريكى.
إذا كانت النساء فى الإدارة الأمريكية أفضل حظا من الرجال فى العثور على مناصب، ويكفى النظر إلى ستيف بانون الذى خسر عمله فى الإدارة الأمريكية وخسر منصبه كرئيس تحرير موقع بريتبارت فى شهر واحد.
أما ريكس تيلرسون فاختفى بعيدا عن الأضواء وكان أخر خبر عنه هو عرض منزله فى واشنطن للبيع لأنه لم يعد يحتاجه، وعاد لموطنه الأصلى فى تكساس.
بينما كان شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، والذى خرج العام الماضى من منصبه بشكل مذل، حيث استقال مضطرا بعدما طلب مدير اتصالات البيت الأبيض أنتونى سكاراموتشى إقالة سبايسر، قبل أن تتم إقالة سكاراموتشى أيضا بعد 10 أيام فى المنصب.
وفى كل الأحوال اختفى سكاراموتشى بعيدا عن الأضواء أما سبايسر فحاول استرضاء الإعلام الأمريكى بالسخرية من منصبه فى إدارة ترامب خلال حفل توزيع جوائز إيمى لكن لم يلق ترحيبا كثيرا وإن كان الممثل أليك بالدوين التقط صورا معه ورحب به ثم دافع عن سبايسر أمام الإعلام قائلا: “كلنا عملنا فى وظائف لا نفخر بها فى حياتنا”.