قال الدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية، إن اعتبار الرئيس عبد الفتاح السيسي علماء الأمة بأنهم كتائب نور ستزيح الظلام “اعتبار مهم”؛ لأن العالم فى مجاله عندما يبتكر الحلول التى تعين على حل المشكلات والقضايا العامة هو جندى يعول عليه فى البناء؛ فالعلماء العلماء صمام الأمن والأمان الفكرى، ويقع على عاتقهم مسئولية محاربة دعاة التطرف والعنف والإرهاب.
وأضاف المفتى، خلال لقائه الأسبوعي على قناة “أون لايف” في برنامج “حوار المفتى”:”كما أن الجندى يدافع عن مقدرات الوطن وأرضه كذلك العالم ينير الطريق للناس حتى يسيروا على بصيرة بمنهجية صحيحة، فالعالم جزء من الحل فى قضايا الناس؛ لذلك يجب اتباع منهجية العلماء التى أرساها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة، حتى وصلت عبر المنهجية الأزهرية الرصينة والتى أدت إلى استقرار المجتمعات منذ 1060 عاما”.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن دور العلماء يكمن في محاربة الفكر المتطرف؛ لذا لابد من توضيح أن هذه الأفكار هدامة، كما أنه لا بد أن تتضح المعايير الراسخة والثابتة لمواجهة ومناقشة هذا الفكر، فعبد الله بن عباس ناقش الخوارج فى أفكارهم وعلى هذا ينبغى بذل الجهود من العلماء والمؤسسات الدينية.
وعن ثقة العامة والبسطاء في عالم الدين، أكد مفتي الجمهورية أن المجموعات المتطرفة ظلت ترسخ فى أذهان البسطاء أن هؤلاء العلماء هم علماء السلطان والدولة، والحمد لله بدأ المواطن يثق فى مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية من خلال الإحصاءات التى ظهر فيها ارتفاع نسبة الفتاوى التي ترد إلى دار الإفتاء؛ حيث نجيب عن 2400 سؤال فى اليوم الواحد، وهو دليل على ثقة المواطن في المؤسسة الدينية، بل إن هذه الثقة لم تقف عند حدود المحلية بل اكتسبت ثقة دولية أيضًا.
وطالب مفتى الجمهورية، العلماء بقوله :”لا بد أن نجتهد ونقول إن هذه المجموعات خارج المنهج والسياق فالجهد العلمى المبنى على حجة ومنهجية علمية هو دافع وطارد لهذه الأفكار الإرهابية”.
وبين المفتي أن أفكار المتطرفين كانت موجودة عبر التاريخ، لكن الفكر الصحيح ودور العلماء المقتدرون كانا طاردين لهذا الفكر المتطرف، لكن عندما يضعف دور العلماء ويكون وجودهم غير مؤثر يظهر مثل هذا الفكر.
وتابع:”هذه الأفكار بثت الشبهات حول الدين والسيرة النبوية، لكن عندما تصدى لها العلماء أصبحت في طي النسيان، فكلما نشط البحث العلمى المعتمد على منهجية وخبرة كلما كنا مدافعين وكتائب نور ندفع كل اعتداء على استقرار مقدرات المجتمعات”.
وأوضح أن المنهجية أساسية فى تفكيرنا، لأن الهدف هو استقرار المجتمع؛ فكل فكر يفتقد إلى هذه المنهجية الصحيحة هو فكر خاطئ، وكل فكر صحيح عدو لفكر فاسد، فالمنهجية تبنى ولا تهدم والمشكلة فى هذه الأيام تكمن فى الاتباع الأعمى التى رسخته الجماعات المتطرفة، مضيفا:” تتبعنا منهج المتطرفين فوجدناه يهدف إلى تحقيق مصالح سياسية، فهم يهدفون إلى السلطة، فالخطأ فى فكرهم أنهم لا يفهمون القرآن فهمًا صحيحًا ولا سنة النبي صلى الله عليه وسلم”.
وحول ما أثير مؤخرًا عن قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لأعمامه، قال فضيلته الحقيقة أن الرسول لم يقتل ولم يضرب أحدًا قط إلا فى ميدان الحرب.
وعن الجهاد، أكد مفتى الجمهورية أن الجهاد لا يكون إلا تحت راية وبأمر ولى الأمر، فالحرب المشروعة هي حرب بين دولة ودولة.