قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الشماتة في الموتى ليست من أخلاق الأسوياء، لأن الموت فى حد ذاته مصيبة، علينا أن نستقبلها برهبة والعودة إلى الله، ولكن ما يحدث حاليا من شماتة في الأموات نتيجة تفسيرات خاطئة عن فكر وافد على المجتمع المصرى.
أضاف مفتي الجمهورية في لقائه الأسبوعي مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج “نظرة”، أن الشماتة هو خُلق مذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار، متابعا تعليقًا على قيام البعض بإظهار الشماتة على بعض المشاهير من الإعلاميين والفنانين والسياسيين: الموت مصيبة كما قال الله عز وجل (فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) [المائدة: 106] وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ لا الفَرَح والسرور؛ فالشماتة والفرح بما ينزل بالغير من المصائب والابتلاءات التي تقع للغير ومنها الحوادث والموت؛ من الأخلاق الذميمة والصفات القبيحة التي ينبغي للمسلم ألا يتصف بها؛ كما أنها تتنافى مع المودة والرحمة التي يفترض وجودهما بين المسلمين؛ فإنَّ من أخلاقهم أن يتألم بعضهم لبعض، ويفرح بعضهم لفرح البعض الآخر.
وشدد مفتي الجمهورية، على أن الشماتة ليست خُلُقًا إنسانيًّا ولا دينيًّا، والشامت بالموت سيموت كما مات غيره؛ فالعاقل هو الذي لا يشمت بما ينزل بغيره من المصائب؛ لأنَّ سُنَّة الله الجارية في خَلْقه أنَّ الأيام تدور، فلا يدوم لأحد حزن ولا يستمر لأحد سرور.
ولفت المفتي النظر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى طي صفحة الخلاف في الرؤى والعقائد وخاصة عند موت المخالف، فقد مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» متفق عليه.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الشماتة والتشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيًّا كان أمر مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة، وكذلك التعليق على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة.
وأردف: والموت ليس مناسبةً ولا فرصة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازنًا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء.
وأكد مفتي الديار المصرية، على أن الشماتة في الموتى والمصابين المخالفين في الرؤى والفكر والعقيدة لا يساندها أي نص شرعي، وهي سلوك خارج عن نطاق الشهامة المصرية، بل هي فكر وافد على المجتمع، والدين منه بريء.