أخبار عربية و إقليمية

المملكة المغربية تحتفل بالذكرى الـ74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال

تحتفل المملكة المغربية اليوم الخميس، بالذكرى الـ74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وهى المناسبة التى يعتبرها المغاربة منعطفا حاسما ومحطة مشرقة فى مسلسل الكفاح الوطنى، الذى خاضه الشعب المغربى بقيادة الملك الراحل، محمد الخامس من أجل الحرية والاستقلال.

وقدمت وثيقة المطالبة بالاستقلال للسلطان محمد الخامس بتاريخ 11 يـنـايـر 1944، وسلمت نسخة منها للإقامة العامة ولممثلى الولايات المتحدة وبريطانيا بالرباط، كما أرسلت نسخة منها إلى ممثل الاتحاد السوفيتى حينها، قبل أن يصيغ رموز الحركة الوطنية المغربية، الوثيقة، فقد خاض الشعب المغربي مجموعة من المواجهات والمعارك ضد الوجود الاستعمارى على أرض المغرب، كل تلك المعارك كانت محطات استغلتها الحركة الوطنية من أجل تنظيم نفسها والعمل على تقوية قواعدها عبر تعبئة المواطنين وتعميق الشعور الوطنى لديهم فى أفق الكفاح من أجل نيل الحرية والاستقلال، وفي خضم هذا الإجماع على مواجهة الاستعمار، شهد المغرب عدة مظاهرات شعبية كانت كافية لتوجيه رسائل واضحة إلى السلطات الاستعمارية بأن المغرب ملكا وشعبا قد صمما على النضال للدفاع عن الوطن والمواطنين من بطش المستعمر.

وكان مؤتمر “أنـفـا” فى شهر يناير 1943 مناسبة التقى خلالها بطل التحرير الملك محمد الخامس، مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرنكلين روزفيلت، ورئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل، حيث طرح خلال هذا المؤتمر قضية استقلال المغرب تماشيا مع مبادئ ميثاق الأطلسى فى ذلك الوقت.

وجاءت اللحظة التاريخية المناسبة، التى عكست ذكاء الحركة الوطنية المناضلة ضد الاستعمار، التى أكدت التحام العرش والشعب، حيث قرر فيها الجميع خوض غمار النضال السياسي لاستقلال المملكة المغربية، تلك اللحظة التى عمل فيها الوطنيون المغاربة على التقاط الفرصة المواتية عندما تأكد فيها بأن النظام النازى لهتلر لا يمكن المراهنة عليه ولا يمكن قبوله، لأنه ماض نحو الزوال، وما رافق ذلك من متغيرات سياسية كبيرة على صعيد القارة الأوروبية.

وما إن حلت السنة الموالية لانعقاد مؤتمر أنفا، أي سنة 1944، حتى هيأت نخبة من الوطنيين وثيقة ضمنوها المطالب الأساسية المتمثلة في استقلال البلاد، وذلك بتشجيع وتزكية من محمد الخامس الذى كان يشير عليهم بما يقتضيه نظره من إضافات وتعديلات وانتقاء الشخصيات التي ستتكلف بتقديمها مع مراعاة الشرائح الاجتماعية وتمثيل جميع المناطق في بلورة هذا الحدث المتميز في تاريخ البلاد.

كان لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال الأثر العميق في مختلف جهات المملكة، إذ تلتها صياغة عرائض التأييد، كما نزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944، التي تصدت لها قوات الاحتلال بالرصاص مخلفة العديد من الشهداء.

وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة، تحقق أمل الأمة المغربية قاطبة في عودة بطل التحرير ورمز المقاومة محمد الخامس من منفاه الذي فرضته سلطات الحماية حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد الحر والمستقل.

زر الذهاب إلى الأعلى