الإنتخابات البرلمانيةالسياسة والشارع المصريتحقيقات و تقاريرعاجل

انتخابات النواب في عيون الإعلام الأجنبي والعربي

تناولت الصحف والوكالات الأجنبية والعربية أخبار الانتخابات البرلمانية في مصر، التي بدأت المرحلة الثانية منها، الأحد، مبرزة مشهد خلو لجان التصويت من الناخبين، على غرار ما حدث في المرحلة الأولى، قبل أكثر من أسبوعين.

ولم تعط الصحف الأجنبية اهتمامًا كبيرًا لتلك المرحلة في الانتخابات، مثلما أفردت لها مساحات أكبر في المرحلة الأولى، موضحة أن الأمر لم يختلف كثيرًا وأن اللجان في مصر مازالت خالية من المصوتين.

ونشرت جريدة «الواشنطن بوست » الأمريكية تقريرًا عن الانتخابات البرلمانية، تحت عنوان «تصويت المصريين في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية»، قائلة إن مراكز الاقتراع كانت فارغة، بينما كان هناك آلاف الجنود من الجيش والشرطة يحيطون بالمراكز الانتخابية، حفاظًا على الأمن، خاصة في محافظة شمال سيناء، التي شهدت سقوط طائرة روسية، قبل 3 أسابيع.

واعتبرت الجريدة أن نسبة التصويت ستكون أدنى نسبة في الاستحقاقات الانتخابية التي صوّت فيها المصريون، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك عام 2011، ما عدا انتخابات مجلس الشورى التي أقيمت عام 2012.

ووصفت الجريدة الأمر في مصر بـ«لامبالاة واسعة النطاق منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام الأمور في مصر»، قائلة إن البرلمان المقبل ستسيطر عليه قوى مؤيدة للرئيس، ومن غير المتوقع أن يكون هناك معارضة حقيقية داخله، خاصة بعد «القبض على آلاف من الإخوان المسلمين والنشطاء الليبراليين غقب عزل محمد مرسي، الرئيس الأسبق»، على حد قول الصحيفة.

من جهتها، نشرت «الأسوشيتد برس » تقريرًا أكثر عمقًا، قائلة إن معظم المرشحين للبرلمان إما أعضاء في تحالفات انتخابية داعمة للسيسي، أو مستقلين عبارة عن رجال أعمال أو مؤيدين بطريقة ما، موضحة أن الكثير من المرشحين شغل مناصب برلمانية في عهد مبارك.

ورصدت آراء عدد من المصريين، الذين قالوا إنه «لا توجد حياة سياسية في مصر، وإن ما يحدث في مصر يدل على أن النظام يريد بقاء الناس بعيدًا عن السياسة، ومن لا يستمع إلى ذلك يتم سجنه»، وفقًا لقول موظفة حكومية تدعى «داليا»، مضيفة: «الحكومة يجب ألا تشكو من ضعف الإقبال، أعطونا السياسة الحقيقية، نقدم لك المشاركة الحقيقية».

وأرجع أحد الأشخاص، الذين نقلت «الأسوشيتد برس» أقوالهم، ضعف المشاركة في الانتخابات البرلمانية إلى سوء المستوى الاقتصادي في مصر، قائلًا: «لا يمكنك التفكير في الأمر حين تكون جائعًا، الناس يجلسون على المقاهي يدخنون السجائر والشيشة، وإذا تعرضت إلى عدم الأكل يومًا واحدًا، فهل ستفكر في الانتخابات؟».

«انتخابات تهدف إلى استعادة البرلمان بعد 3 سنوات من القمع»، هكذا قالت وكالة «رويترز »، نقلًا عما وصفتهم بـ«منتقدين للعملية الانتخابية»، مبرزة حضور السيسي إلى لجنته الانتخابية بعد دقائق من فتح لجان الاقتراع في التاسعة صباحًا.

وذكرت الوكالة إن مصر تحاول تشجيع الناخبين، من خلال إعطاء العاملين بالدولة نصف يوم إجازة، من أجل المشاركة في التصويت، لكن عدد من الذين امتنعوا عن التصويت- وفقًا للوكالة- يؤكدون أنه «لا يوجد اختيار حقيقي في الانتخابات بعد غياب المعارضة الرئيسية المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين».

ونقلت الوكالة رأي شاب، ويدعى حسن، 21 عامًا، الذي قال إنه «لا يوجد مبرر للتصويت، هذه الانتخابات لا تعني شيئا، هؤلاء المرشحين يفعلون ذلك من أجل الحصول على امتيازات»، وأبرزت الوكالة تصريح أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي شبه مقاطعة الانتخابات بـ«عقوق الوالدين»، الذي تعد من «الكبائر في الإسلام».

أحد الآراء التي رصدتها الوكالة، وهو لرجل يدعى أحمد العباسي، 44 عامًا، يعمل كهربائي، رأى أن أكبر استفادة من الانتخابات هو خلو الشوارع من الازدحام المسيطر عادة على شوارع القاهرة، ناقلًا رغبته في أن تشهد مصر انتخابات يوميًا حتى لا يرى زحام الشوارع في منطقة الزمالك، وسط القاهرة.

أما جريدة «وول ستريت جورنال » فإنها أبرزت قضية الانفلات الأمني الذي تعاني منه مصر منذ سنوات، قائلًا إن الانتخابات تواجه خطورة أمنية محتملة، خاصة أن تلك المرحلة تشهد التصويت في محافظة شمال سيناء، التي أطلق فيها النار على مرشح برلماني قبل أكثر من شهر، كما شهدت سقوط طائرة روسية منذ 3 أسابيع.

وذكرت الجريدة أن البرلمان سيشهد وجود مرشحين ذوي خلفيات عسكرية، ورجال أعمال وشخصيات يدعمون سياسات الئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدة أنه رغم تحذيرات الحكومة وتهديدها بتوقيع عقوبة على المقاطعين للانتخابات فإن نسبة التصويت لم تتعد 27% في المرحلة الأولى.
ووصفت الجريدة المشهد بـ«المتناقض»، إذ أنه رغم وجود أكثر من 5 آلاف و400 مرشح، إلا أن عدد قليل من المصريين يرون أن هؤلاء قادرين على معارضة النظام، بينما يرى كثيرون أنه لا توجد معارضة.

شبكة abc news قالت إن مشهد الانتخابات في مصر يتناقض تمامًا مع المشاهد الانتخابية التي حدثت بعد الإطاحة بمبارك، ورصدت آراء عدد من المصريين الذين قالوا إنهم ذهبوا للتصويت بعد إلحاح بعد المرشحين عليهم، فاضطروا إلى ذلك.

ونقلت الشبكة قول شاب يدعى ياسين هاني، 22 عامًا، قال ساخرًا إن «الطوابير عندما كانت الحكومة تطلب من الناس التبرع بالمال كانت أطول من ذلك بكثير»، مضيفًا: «الحكومة ترانا فقط عندما تحتاجنا للتصويت، وغير ذلك فنحن غير مرئيون لها».
أما شبكة euronews ، فقد عقدت حوارات مع عدد من المصوتين أمام اللجان الانتخابية، الذين قالوا إنهم جاءوا إلى التصويت من أجل مستقبل مصر، وأملًا في عدم انهيارها وبقائها قوية.

وأوضحت الشبكة أن هذا البرلمان يقابل العديد من التحديات أبرزها «القضاء على الجوع والفقر، وتدهور الخدمات الأساسية للمواطنين، الذين ما زالوا ينتظرون لتحقيق أهداف ثورتهم التي بدأت قبل نحو 4 سنوات».

ووصفت الشبكة المشهد الانتخابي بـ«هيمنة المؤيدين للسيسي بعد انسحاب الأحزاب الاشتراكية والليبرالية، وحظر جماعة الإخوان المسلمين».
عربيًا، وصفت جريدة الشرق الأوسط العملية الانتخابية بـ«إقبال ضعيف واقتراع هادئ»، ناقلة عن بعض الناخبين في شمال سيناء قولهم إن الإجراءات الأمنية التي اتبعتها الدولة في المحافظة خلال اليوم الانتخابي «مبالغ فيها».

أما جريدة «الحياة» فوصفت المشهد بـ«حياة نيابية هادئة في مصر»، مبرزة بيانات بعض المنظمات التي راقبت الانتخابات، والتي أمدت تنامي ظاهرة المال السياسي وشراء الأصوات أمام اللجان، وخرق الصمت الانتخابي.

زر الذهاب إلى الأعلى