وفور إعلان اللجنة تأكيد إعادة الانتخابات في 23 يونيو القادم، انتفضت الأحزاب المعارضة غضباً معتبرة أن مبررات اللجنة بعيدة عن إقناع الرأي العام، وتدل على انحياز تام لأردوغان.
وتفاقمت الأزمات منذ إعلان نتائج انتخابات البلدية في أبريل الماضي، حيث فاز الحزب المعارض في العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ما أثار غضب الرئيس التركي وحزبه، بعد أن فشل في تحقيق الفوز الذي كان يتمناه.
وأدى ذلك إلى الطعن في نتائج الانتخابات بإسطنبول، المدينة الأقرب إلى قلب أردوغان، من قبل حزب العدالة والتنمية بسبب “مخالفات” هائلة ارتكبت بأسلوب “منظم” ضد الحزب، على حد قوله.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات زعمت أن هناك رؤساء في 225 لجنة انتخابية لا يعملون كموظفين في قطاع الدولة، وأن هذا مخالف للمادة الـ22 من قانون الانتخابات مما يستوجب إلغاء النتائج في إسطنبول. إلا أنه تبين أن هناك 3 آلاف و500 عضو لجنة انتخابية لا يعملون في القطاع العام.
عراقيل جديدة
ويبدو أن الانتخابات القادمة لن تخلو أيضاً من العراقيل، حيث صعّد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، في تصريحاته أمام أردوغان، قائلاً إن “اللجنة قامت بمصادرة الإرادة الشعبية، إلا أنها عجزت عن إيجاد ذريعة قانونية مناسبة مقنعة.. نحن أمام قرار سياسي لا يتلاءم بأي حال من الأحوال مع القانون”، بحسب صحيفة “زمان” المعارضة.
ولم يكتف الحزب المعارض بهذه التصريحات، بل تقدم باعتراض على تعيين مراقبين لانتخابات الإعادة في إسطنبول من خارج موظفي القطاع العام، مشيراً إلى أن السبب نفسه كان حجة اللجنة العليا للانتخابات لإلغاء نتائج التصويت في المدينة.
وفيما أعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الأربعاء، إطلاق حملته الجديدة، وسط حشد كبير من مؤيديه، وجه تصريحات حادة للرئيس التركي وحزبه، مديناً “الأكاذيب والأعذار التي ساقها “العدالة والتنمية” الحاكم والذي تحدث عن تجاوزات واسعة خلال الاقتراع.
وقال أوغلو، في لهجة تهديدية غاضبة، إنه في الانتخابات القادمة سيظهر لتركيا جمعاء أنه لا طريق غير الديمقراطية وصناديق الاقتراع، وأن موارد بلدية إسطنبول تُنهب.
مصير مجهول
ويبقى مصير نتائج الانتخابات مجهول، حيث فقد أردوغان الكثير من شعبيته إثر الأزمة الاقتصادية التي تعصف في بلاده منذ عدة أعوام بسبب سياساته الداخلية والخارجية، وهذا ما أدى إلى نشوب خلافات داخلية أيضاً في حزبه.
فبحسب موقع “أحوال تركية”، أكدت مصادر عن اعتزام رئيس الوزراء التركي السابق، والقيادي بحزب أردوغان أحمد داود أوغلو، المشاركة في مأدبة إفطار الإثنين القادم، بمدينة ديار بكر، وإجرائه سلسلة لقاءات خلالها، وقبيل زيارته أصدرت مؤسسة مبادرة معماري القلوب في مدينة ديار بكر والمعروفة بقربها من حزب العدالة والتنمية الحاكم تصريحات انتقدت خلالها أحمد داود أوغلو.
وتبقى التساؤلات حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية الحاكم قادر على المقاومة في ظل تصاعد التوتر بين الأحزاب السياسية المتنافسة، ناهيك عن أزمة الليرة المنهارة، والأوضاع المعيشية الصعبة، كل ذلك من الممكن أن يقف أمام تحقيق حلم أردوغان في استعادة قبضته على البلاد.