السياسة والشارع المصريتحقيقات و تقاريرعاجل

بابا السلام في مصر السلام … تفاصيل أول يوم لزيارة بابا الفاتيكان لمصر

وصل بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني  للقاهرة ظهر أمس ، في إطارة زيارة تستغرق يومين  تنتهي اليــوم  ، حيث كان في استقباله بمطار القاهرة رئيس الوزراء  شريف إسماعيل .. وفيما يلي أبرز فعاليات الزيارة :

استقبل الرئيس  السيسي البابا  فرانسيس  بقصر الاتحادية ، حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمية ، أعقبها جلسة مباحثات ثنائية ضمت وفدي البلدين ، حيث رحب الرئيس بقداسة بابا الفاتيكان ، معرباً عن التقدير لشخصه ولمواقفه الدولية المستندة للقيم والمبادئ الروحية والإنسانية ، واستعرض الرئيس خلال اللقاء عدداً من القضايا الوطنية ، حيث أشار إلى ما يتحمله الشعب المصري بكل شجاعة من أعباء في إطار مواجهة التطرف والإرهاب ، مؤكداً أن المصريين المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري ، وأن الدولة تتعامل مع كافة أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية .

من جانبه أعرب البابا فرانسيس  عن سعادته بزيارة مصر ، مؤكداً أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط ، مشيداً بجهودها من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة ، معرباً عن دعمه لجهود مصر في وقف العنف والإرهاب ، مشيراً إلى أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر و الفاتيكان .

كما تبادل الجانبان في ختام اللقاء الميداليات التذكارية ، حيث قدم البابا  فرانسيس  ميدالية تذكارية أصدرها الفاتيكان بمناسبة زيارته لمصر ، تم فيها إبراز لجوء العائلة المقدسة لمصر ، بينما قدم الرئيس  السيسي  لوحة تذكارية تمثل احتفاء مصر بالعائلة المقدسة على أرضها .

مشاركة البابا  فرانسيس بمؤتمر الأزهر العالمي للسلام بمشيخة الأزهر الشريف

استقبل شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب البابا  فرانسيس والوفد المرافق له ، حيث أعرب  الطيب عن شكره لـ  فرانسيس  لحضوره فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي للسلام تلبية لدعوة الأزهر الشريف ، وأكد  الطيب  – خلال كلمته بالمؤتمر أن  الانحرافات عن نهج الأديان لم يسلم منها دين ولا نظام ولا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب وأن زيارة بابا الفاتيكان تأتي في وقت هام ، ضاع فيه السلام في العديد من الدول التي تشتعل بالصراعات ، وان عصر حقوق الإنسان يشهد من الأزمات والأعمال همجية غير مسبوقة ، كما أن الأرض الآن أصبحت ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها لإبراز قيم العدل والمساواة ‏، وأضاف انه يجب العمل على تنقية الأديان مما يؤجج الصراع ويساعد على العنف ، كما انه لا يجب محاكمة الأديان على جرائم ارتكبتها قلة من المنتسبين لها ، وان الحضارة الأوروبية ليست حضارة إرهاب ‏، و ان لابد من السعي للتعاون من أجل ترسيخ فلسفة التعايش المشترك  .

من جانبه صرح  فرانسيس بأن مصر أرض التاريخ والحضارة منذ قدم التاريخ ، وان لجنة الأزهر ولجنة الفاتيكان تعرضان لنا مثلاً يجب أن يحتذى به ، كما انه لابد من رفض البربرية التي تدعو إلى العنف ولابد من الحوار ، وان الدين ليس مشكلة بل إنه جزء من حل المشكلة ‏، واضاف يجب التعاون من أجل إنهاء الفقر والاستغلال اللذين يسهمان في تجذير العنف والأصولية  .

الرئيس السيسي و البابا فرانسيس  يلقيان كلمة خلال لقاء بفندق الماسة

جدد الرئيس السيسي ترحيبه بالبابا  فرانسيس  ، مؤكداً أن مواقف  فرانسيس ” التي تقوم بتشجيع التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم هي موضع إعجاب واحترام .. وأضاف قائلاً : ( أذكر بكل تقدير لقائي الأول بقداستكم في الفاتيكان في نوفمبر 2014 وأتذكر بامتنان أنني استمعت لرؤيتكم التي تدل على بصيرة ثاقبة ) .

أكد الرئيس السيسي أن القضاء نهائياً على الإرهاب يستلزم مزيداً من التنسيق والتكاتف بين كافة القوى المحبة للسلام في المجتمع الدولي ، كما يتطلب جهداً موحداً لتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله ، سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح .

أكد أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة ، حيث يعلو صوت العنف والكراهية والإرهاب ، موضحاً أن الوحدة الوطنية هي خط الدفاع الأساسي ، وأن الشعب المصري عاقد العزم على القضاء على الإرهاب ، مشيراً إلى أن مواجهة الإرهاب لا تتطلب المواجهة العسكرية والأمنية فقط ، ولكن تتطلب استراتيجية متكاملة ‏.

أعرب عن تقديره  لمشاركة البابا فرانسيس  في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام ، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف يقوم بدور لا غنى عنه في التصدي لدعوات التطرف والتشدد .

من جانبه وجه البابا فرنسيس الشكر للرئيس  السيسي  على دعوته لزيارة القاهرة ‏، وأعرب عن سعادته بوجوده في مصر أرض الحضارة النبيلة والعريقة .

أشار إلى أن مصر تستضيف على أرضها ملايين اللاجئين وتحاول دمجهم في المجتمع ، وتلعب دوراً لا غنى عنه في الشرق الأوسط وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشاكل الملحة والمعقدة التي تحتاج لمعالجة فورية لتفادي الانحدار في دوامة عنف أكثر خطورة .

 وأضاف أقدم التعازي لأقارب ضحايا الأحداث الإرهابية الأخيرة ، كما عبر عن امتنانه للسلطات المدنية والدينية ولكل من قدموا يد العون لأسر أقباط سيناء ‏.

شدد على ضرورة دحر الأفكار القاتلة والأيديولوجيات المتطرفة والتأكيد على عدم الجمع بين الإيمان الحقيقي والعنف . 

أعرب عن دعمه للعديد من المساعي التي تُبذل لتحقيق العديد من المشروعات الوطنية ، وكذلك الكثير من المبادرات التي تم اتخاذها لصالح السلام في البلاد وخارجها ، بهدف الوصول للتنمية والازدهار والسلام المنشود ، التي يريدها الشعب ويستحقها .

أشار إلى أنه يحتفل هذا العام بذكرى مرور (70) عام على العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي وجمهورية مصر العربية ، مشيراً إلى أنها علاقات اتسمت بالصداقة والتقدير والتعاون المتبادل ، متمنياً أن تسهم زيارته الحالية في تدعيمها وتعزيزها .

البابا  فرانسيس  يلتقي بالبابا تواضروس الثاني بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية 

رحب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا  تواضروس الثاني   بـ  فرانسيس  ، مؤكداً أن مصر بلد الأمن والأمان والتاريخ وملتقى الحضارات منذ فجر التاريخ ، مضيفاً أن زيارة بابا الفاتيكان خطوة جديدة على طريق المحبة والتآخي بين الشعوب ، ووجه حديثه للبابا ” فرانسيس ” ، قائلاً ( أنتم رمز من رموز المحبة والسلام في عالم صاخب بالصراعات والحروب .. عالم يتوق لجهود مخلصة لنشر السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف ) .

أعرب  فرانسيس عن سعادته بهذا الاستقبال الذي تلقاه ، مضيفاً ( لدى إحساس وذكرى زيارتكم إلى روما وكأنها حدثت في هذه الأيام ، وكانت هناك فرصة لأن نقضي يوماً معاً في صداقة ومحبة ) ..

جدير بالذكر أنه عقب انتهاء لقاء فرانسيس و تواضروس  بالكاتدرائية توجه  فرانسيس  بصحبة البابا  تواضروس  للكنيسة البطرسية التي كانت قد شهدت عملاً إرهابياً .

وفي ذات السياق أكدت القوات المسلحة في بيان لها أنه بتوجيهات من الرئيس ” السيسي ” أتمت القوات المسلحة اتخاذ كافة إجراءات التنسيق والتعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية لاتخاذ جميع التدابير والإجراءات الأمنية لتأمين زيارة بابا الفاتيكان والوفد المرافق له إلى مصر ، ورفعت عناصر القوات المسلحة درجة الاستعداد والانتشار لمعاونة أجهزة وزارة الداخلية لتأمين زيارة البابا ، وتنفيذ الكمائن والداوريات الأمنية الثابتة والمتحركة ، لتهيئة المناخ الملائم للأمن والاستقرار خلال الأنشطة والفعاليات التي يشارك بها البابا .

فعاليات اليوم الثاني للزيارة

من المقرر أن يترأس بابا الفاتيكان اليوم صلاة القداس الإلهي ، فضلاً عن عقد لقاء مع رجال الدين المسيحي من الطائفة الكاثوليكية ، كما سيحضر اليوم في الـ (10) صباحاً باستاد الدفاع الجوي بالقرية الأوليمبية القداس الذي يترأسه تحت شعار ( بابا السلام في مصر السلام ) ، وذلك بمشاركة الطوائف الـ (6) للكاثوليك في مصر ، وبحضور (25) ألف من الأقباط بكل محافظات الجمهورية ، وسينقل الحدث التاريخي جميع القنوات العالمية والإقليمية والمحلية .. في هذا السياق أنهت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية استعداداتها لحفل صلاة القداس ، وخلال الاحتفالية سيتم عرض فيلمين تسجيليين عن حياة البابا ” فرانسيس ” منذ النشأة وحتى توليه رئاسة الفاتيكان ، كما تعرض الشئون المعنوية مادة عن الكنائس التي تضررت من العمليات الإرهابية السابقة ، والتي رممتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، ورفعت كفاءتها وتطويرها .

زر الذهاب إلى الأعلى