“إنهاء ناسور خلال جيل واحد” هو شعار هذا العام لليوم الدولى للقضاء على (ناسور الولادة) والذى يحل غدا حيث اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 مايو من كل عام للاحتفاء به. قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ـ فى رسالته بهذه المناسبة ـ”فى زيارتى الأخيرة إلى موريتانيا أتيحت لى الفرصة لزيارة المريضات بالناسور فى أحد مستشفيات نواكشوط، وآلمنى أشد الألم أن هذه الحالة التى يمكن الوقاية منها وعلاجها لا تزال تصيب النساء فى عالم اليوم، فيتضرر منها خصوصا أشد النساء والفتيات فقرا وأكثرهن تعرضا للتهميش”.
ولفت مون إلى أن استمرار الإصابة بالناسور فى بعض البلدان والمناطق يعد مؤشرا على التدنى الشديد فى إمكانية الوصول إلى خدمات جيدة النوعية فى مجال صحة الأم..مؤكدا ضرورة تعزيز نظم الرعاية الصحية، والتصدى لمسائل التنمية، وحقوق الإنسان الأعم التى تتأثر بها النساء والفتيات مثل الفقر، وانعدام المساواة بين الجنسين، والزواج المبكر، والحمل المبكر، والافتقار إلى التعليم. وأشار إلى أن كل هذه الأهداف تشكل جزءا من خطة التنمية المستدامة للعام 2030 التى وافق عليها قادة العالم بالإجماع فى شهر سبتمبر 2015.. مضيفا “لقد شهدنا فى السنوات الأخيرة تقدما هائلا فى صحة الأم والوليد، وعولج منذ العام 2003 ما يزيد على 70 ألف امرأة وفتاة خضعن لجراحة لإصلاح الناسور بعد إطلاق صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه الحملةَ العالمية للقضاء على الناسور”.
وقال “إن هناك مليونى امرأة وفتاة من جميع أنحاء العالم لا يزلن مصابات بالناسور، وتحدث كل عام إصابات جديدة تتراوح ما بين 50 ألفا و100 ألف حالة، وفى ضوء المعدلات الحالية، سيموت أغلب هؤلاء دون تلقى العلاج أبدا، وهو وضع مفجع وغير مقبول..مشيرا إلى أنه قضى على الإصابة بالناسور بصورة شبه تامة فى معظم بلدان العالم ذات الدخل المرتفع والمتوسط”.
ودعا مون، فى رسالته، إلى إنهاء الإصابة بالناسور فى غضون جيل واحد.. قائلا “فلنغتنم هذه الفرصة للاستفادة من الزخم المتولد عن أهداف التنمية المستدامة، ونوظفه إلى جانب القيادة السياسية القوية والاستثمار وجهود الرعاة المتقدى الحماسة والعزيمة من أجل بلوغ هذا الهدف التاريخى الذى من شأنه أن يحدث تحولا عميقا فى حياة الناس”.
والناسور هو خرق بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم بسبب الولادة الطويلة والمتعسرة، وتتسبب هذه الحالة فى سلسل البول؛ ما يؤدى إلى نبذ مجتمعاتهن لهن، وتعانى المصابات بالناسور من الاكتئاب والعزلة الاجتماعية واشتداد الفقر، وربما عانت بعض النساء من هذه الحالة لسنوات طويلة وربما لعقود بسبب عجزهن عن السعى للعلاج. وتقول ماريانا فيدمر بإدارة بحوث الصحة الإنجابية بمنظمة الصحة العالمية، أن الوصم الاجتماعى قد أدى إلى قصور شديد فى التبليغ عن هذه حالات الناسور، ومن ثم أصبح هذا الداء من الحالات المرضية غير المعلنة.
والجدير بالذكر أن ناسور الولادة من الأمراض التى يمكن توقيها وتجنبها إلى حد كبير باتخاذ الإجراءات التالية: تأخير الحمل الأول، وقف الممارسات التقليدية الضارة، الحصول على خدمات رعاية الولادة فى الوقت المناسب. وقد حققت الحملة العالمية للقضاء على الناسور التى بدأت فى العام 2003 من قبل الصندوق، وشركائه، تقدما كبيرا نحو القضاء عليه، ودعم الناجين من خلال الوقاية، والعلاج، وإعادة الإدماج الاجتماعى. ويمكن توقى معظم وفيات الأمومة لأن الحلول الطبية لأهم الأسباب المؤدية إليها باتت معروفة، ولابد من تزويد جميع النساء بخدمات الرعاية السابقة للولادة، وخدمات الرعاية الماهرة أثناء الولادة، وخدمات الرعاية، والدعم فى الأسابيع التى تلى الولادة، ومن الأمور التى تكتسى أهمية خاصة الحرص على أن تتم جميع الولادات بمساعدة عاملين صحيين ماهرين لأن تدبير الحالات، وعلاجها فى الوقت المناسب من التدابير الكفيلة بإحداث الفارق وإنقاذ الأم ووليدها من الموت. كما يمكن أن يودى النزف الوخيم الذى يحدث بعد الولادة بحياة المرأة فى غضون ساعتين فقط إذا كانت لا تتلقى أية مساعدة، كما يمكن دواء الأوكسيتوسين الذى يعطى بعد الولادة فورا من تخفيض مخاطر النزف بفعالية كبيرة، وإزالة مخاطر التعرض للعدوى بعد الولادة إذا ما تم الالتزام بممارسات النظافة الجيدة، واليقظة إلى علامات العدوى الأولية وعلاجها فى الوقت المناسب.