همس “أحمد”، 22 عاما، مسجل خطر، في أذن صديقه عمر، 25 عاما: “الشارع فاضى مفيش فيه حد والدنيا هادية”، بتلك العبارة بدأ المشهد.
كان الشارع خاليا من المارة تقريبا، وفارغا من الضوء والضجيج، الهدوء يسود فى المنطقة والصديقان يسيران في الشارع “شارع المستقبل” بفصيل بمنطقة الهرم، وشاهد أحدهما “فتاة” تسير بصحبة طفل صغير، “تعالى نسرق البنت دي”.. ويشير إليها أحدهما.
المتهمان اقتربا من الفتاة وأشهرا في وجهها الأسلحة البيضاء وحاولا سرقة هاتفها والتحرش بها، الفتاة استغاثت بالمارة وتصادف مرور سيارة شرطة وتوقفت ونزل منها الضابط وحاول منع المتهمان من ارتكاب الواقعة، إلا أنهما حاولا التعدي عليه بالأسلحة البيضاء، فأطلق عليهما الرصاص قتل أحدهما وأصيب الآخر.
تفاصيل إنقاذ الفتاة من الاغتصاب التي كان حفل زواجها بعد أسبوع، جاءت كالتالي طبقا لما ورد في تحريات الأجهزة الأمنية وتحقيقات النيابة العامة وكاميرات المحلات التجارية، وأقوال “العروس”.
“7 الصبح”
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا، المتهمان كانا يسيران في شارع المستقبل بمنطقة فيصل بالهرم، شاهدا فتاة تسير بصحبة طفل، توجه الاثنين إليها وحاولا سرقتها بالإكراه، والتحرش بها، انطلقت صراخات من الفتاة للاستغاثة بالمارة والأهالي.
“سيارة شرطة”
توقفت سيارة شرطة بالقرب من استغاثة الفتاة.. ونزل منها شخصان أحدهما ضابط برتبة “عميد شرطة” بمديرية أمن الجيزة المسؤول عن تأمين المنطقة الأثرية بالجيزة، ويدعى “خالد عليوة”، وأمين شرطة وحاولا منع ارتكاب المتهمين للواقعة، ما أدى إلى وقوع مشاجرة وحاولا المتهمان التعدي بالضرب بالأسلحة البيضاء على الضابط.
“قتيل واحد.. وإصابة آخر”
دافع الضابط عن نفسه وأخرج سلاحه الميري من طيات ملابسه، وأطلق طلقات فى الهواء لتحذير المتهمين، إلا أنهما لم يستجيبا لتلك الطلقات، وحاول أحدهما ويدعى “عمرو” التعدي بالخنجر على الضابط، ما دفعه لـ”إطلاق”الرصاص على قدمه وأحدث إصابته في القدم اليسري، ما دفع القتيل ويدعى “أحمد” للإمساك بـ”سنجة”، وحاول الانتقام من الضابط وأثناء ذلك أطلق عليه الرصاص فاستقرت الطلقة في الفخذ ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد 4 ساعات.
“إنقاذ العروس من الاغتصاب”
عقب ذلك انتقلت قوات أمن الجيزة إلى مكان الواقعة، بعدما أخطر الأهالي شرطة النجدة بوجود اطلاق أعيرة نارية بالقرب من مدرسة المستقبل بالهرم، وبالفحص تبين أن الضابط أطلق الرصاص على المتهمين بعدما حاولا خطف فتاة تدعى “إيمان” 20 عاما، والتحرش بها وسرقتها واغتصابها تحت تهديد الأسلحة النارية.
وباستجواب الفتاة أقرت أمام ضباط مباحث الجيزة إنها كانت في طريقها لتوصيل نجل أختها إلى المدرسة “مدرسة المستقبل الخاصة”، في السابعة صباحا اعترض طريقها شابين لمحاولة سرقتها تحت تهديد السلاح ومحاولة الاعتداء عليها والتحرش بها، ما دفعها للاستغاثة بالمارة، فأطلقت صرخات ما دفع ضابط مسؤول عن تأمين المنطقة الأثرية بالهرم إلى التدخل لإنقاذها”.
وتابعت الفتاة قائلة: إن أحد المتهمين حاول الاعتداء على الضابط بـ”خنجر”، والثاني بـ”سنجة”، ما دفعه لإخراج سلاحه وحاول التصدي لهما وأطلق أعيرة تحذيرية في الهواء إلا أنهما لم يستجيبا له، فأطلق الرصاص في أقدامهما”.
“3 دقايق”
عقب ذلك أخطر مدير أمن الجيزة المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بتفاصيل الواقعة، وانتقل فريق من نيابة حوادث جنوب الجيزة، تحت إشراف محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، وتحفظت القوات على كاميرات المحال التجارية القريبة من الواقعة، وتبين أنها سجلت الواقعة وأكدت صحة كلام عميد الشرطة والفتاة وأن القتيل والمصاب حاولا خطفها وسرقتها واغتصبها تحت تهديد الأسلحة النارية، وتحفظت النيابة على الكاميرات لعرضها على الخبراء لتفريغها.
ناظرت النيابة جثة القتيل وقررت تشرحها وتحفظت على المصاب، وطلبت تحريات المباحث حول القتيل.
“القتيل.. ابن ضابط”
كشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الامنية أن القتيل نجل ضابط شرطة في الجيزة، وأنه سبق اتهامه في عدة قضايا، وتبين صدور حكم قضائي لمدة 10 سنوات بالسجن يوم السبت الماضي، صادر من محكمة جنايات الجيزة فى قضية “مخدرات”.
” دفاع عن النفس”
قررت نيابة حوادث جنوب الجيزة، إخلاء سبيل عميد الشرطة من سرايا النيابة واستندت النياية لأقوال الفتاة والشهود وكاميرات المحلات التجارية، التي أكدت أن الضابط أنقذ الفتاة من الاغتصاب وأنه كان في حالة دفاع عن النفس.
“هتك عرض”
وعقب ذلك قررت النيابة حبس المتهم المصاب “عمرو” ، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة هتك العرض وحيازة سلاح أبيض وتعاطي المخدرات والشروع في الخطف والسرقة بالإكراه.