بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة لنظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أصبح الناشرون الأتراك يصارعون من أجل البقاء فى تركيا التى تستورد أوراق الكتب والصحف.
وسجل سعر صرف الدولار واليورو أمام الليرة رقمًا قياسيًا عقب أزمة القس الأمريكى أندرو برونسون انعكس على قطاع النشر فى تركيا، كما أثار تخوفات على العملية الثقافية فى البلاد.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن الناشرون يواجهون صعوبة فى الحصول على الورق المستورد بسعر مناسب، كما يواجهون مشكلة نابعة من الضرائب العالية وحقوق التأليف والنشر للكتب المترجمة التى تسدد بالعملات الأجنبية.
وفى حديثه مع النسخة التركية من موقع “دويتشه فيلة” الألمانى، أفاد رئيس اتحاد الناشرين التركى كنعان كوجاترك أن تركيا تنتج لب الورق عالى الجودة فقط، وأن هذا الإنتاج يعادل 3 % من السوق فقط، مؤكدًا أن تركيا تستورد الأوراق المستخدمة فى الصحف والكتب.
وأضاف كوجاترك أن قطاع النشر فى تركيا بات يعتمد على الاستيراد منذ خصخصة أول مصنع للأوراق فى تركيا “سيكا” بمدينة “إزميت” وإغلاقه فى عام 2005، مؤكدًا أن القطاع يعانى من مشكلات كبيرة نتيجة لارتفاع مؤشر العملات الأجنبية وتراجع مبيعات الكتب هذا العام.
وشدد كوجاترك على أن تركيا لا تنتج أوراق الكتب وأن سعر طن الورق ارتفع من 750 يورو إلى 900 يورو.
وقال سميح جوموش من دار نشر “نوتوس كتاب” أيضًا إن “قطاع النشر يعانى من مشكلتين كبيرتين فى ظل الأزمة، الأولى هى القضاء على أرباح التكاليف بسبب استيراد كل مستلزمات الإنتاج مثل الورق والحبر والغراء، وأيضًا نسب الربح فى نشر الكتب منخفضة جدًا، ومن غير الممكن تقريبًا تحقيق أرباح من 1000 أو 2000 كتاب يتم نشرها”.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة “زمان” التركية المعارضة، إن الصحف الورقية تمر أيضًا بأيام عصيبة مثل دور النشر، ففى عددها الصادر فى الـ 21 من شهر أغسطس الجارى أعلنت صحيفة “أيدينليك” المعروفة بقربها لحزب “الوطن” توقف نسختها المطبوعة لمدة 3 أيام مضطرًا بسبب مشكلة الورق والنفقات المتزايدة.
ومن جانبه شدد رئيس تحرير صحيفة “أفرينسيل” فاتح بولات على وجود مشكلة ناجمة عن هذا الوضع بالنسبة للصحيفة التى تواصل مسيرتها بإمكانات متواضعة، مؤكدًا أنهم يحاولون عدم رفع سعر الصحيفة حتى آخر لحظة يمكنهم المقاومة فيها.