كشفت مصادر سورية أن التحوّل فى موقف الرئيس السورى بشّار الأسد من إيران واتجاهه إلى الرهان على روسيا بدأ قبل نحو سنة تقريبا وذلك عندما بدأت القيادة الإيرانية تربط المساعدات التى تقدمها لنظامه بشروط معيّنة.
ومن بين هذه المطالب ربط استمرار المساعدات المالية والعسكرية والتموينية، بحصول إيران على ضمانات فى شكل عقارات مختلفة تقدر قيمتها بنحو ستين مليار دولار يتم تحويل ملكيتها لشيعة لبنانيين وعراقيين، يعملون لمصلحة إيران، ويشكّلون غطاء لها.
ونقلت صحيفة “العرب” اللندنية الصادرة اليوم السبت عن المصادر، التى لم يتم تسميتها، قولها إن الأسد، الذى كان يعتقد أن إيران مضطرة لمساعدة نظامه نظرا إلى العلاقة الاستراتيجية التى أقامها معها وإلى رعايته التامة لحزب الله وسماحه حتّى بحملات التشييع فى سورية، فوجئ بمطالب إيرانية لا يبدو أنه مستعد للقبول بها.
وقالت المصادر ذاتها إن عوامل أخرى ساهمت فى جعل الأسد يتجه إلى موسكو ويضع كلّ بيضه فى سلّتها ، مشيرة إلى أن الضباط العلويين عبروا عن امتعاضهم من التواجد الإيرانى المكثف بصفة مستشارين أولا ومن ثم قادة لوحدات من “المتطوعين” من الحرس الثورى وقوات عراقية وأفغانية بالإضافة إلى حزب الله.
وقال مصدر قريب من النظام إن تقريرا رُفع للأسد من مجموعة مقربة من الضباط العلويين أشار إلى أنهم لا يريدون أن يجدوا أنفسهم بين فكى كماشة إيرانية أو داعشية، وأن سيناريو التواجد الروسى المكثف هو صمام أمان للسنة المتواجدين بكثافة فى مدن الساحل السورى والتى تعد المنطقة الآمنة للنظام إلى حد الآن.
يذكر أن روسيا بدأت شن حملة جوية ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة من بينها داعش فى سورية بناء على طلب رئيسها بشار الأسد فى الثلاثين من الشهر الماضي.