دعا خبراء طاقة في إسرائيل إلى الإسراع صوب التحول الكامل لمحطات إنتاج الكهرباء من العمل بالفحم إلى العمل بالغاز والانتهاء من ذلك قبل حلول العام 2026 وهو العام الذي حددته إسرائيل لإتمام عملية التحول، ويقول المراقبون إن الاعتبارات السعرية المرتفعة لإنتاج الكهرباء بالفحم باتت تحتم على مخططي الطاقة في إسرائيل سرعة تنفيذ هذا التحول تفاديا إلى اللجوء الى زيادات جديدة مرتقبة الحدوث في أسعار الكهرباء في إسرائيل بعد ارتفاع أسعار الفحم في السوق العالمي بأكثر من الضعف.
وتترقب الأوساط الاقتصادية في إسرائيل تداعيات قرار زيادة أسعار الطاقة الكهربائية بنسبة 2ر8 في المائة بدءا من أول يناير القادم، وهي الزيادة التي قال المحللون الاقتصاديون في إسرائيل إنه بالإمكان تفاديها لو كانت محطات إنتاج الكهرباء العملاقة في إسرائيل قد تحولت من العمل بالفحم إلى العمل بالغاز، وهم يرون أن عملية التحول تلك باتت تسير وفق وتيرة أقل سرعة عما كان مخططا له.
وتشير التقارير الفنية إلى أن كلفة إنتاج الكيلوات/ ساعة من الكهرباء المنتجة من محطات تعمل بالفحم في إسرائيل تزيد بنسبة 25ر % من التشكيل (ربع شيكل) عن كلفة إنتاج الكيلوات/ ساعة من الكهرباء التي تنتجها محطات تعمل بالغاز الطبيعي، ويقول الخبراء إن هذا الفارق السعري تتضح خطورته إذا علمنا أن حجم ما تنتجه إسرائيل من كهرباء محطات الفحم هو 15 مليارا كيوان / ساعة وهو ما يعني أن التحول من إنتاج الكهرباء بالفحم إلى الغاز سيوفر على الخزانة الإسرائيلية سداد 75ر3 مليارات شيكل سنويا.
وقال اروين دوريا – خبير شئون الطاقة في إسرائيل – أن ارتفاع أسعار الكهرباء من شأنه زيادة معدلات التضخم في إسرائيل خلال العام القادم، مشيرا إلى أن أغسطس الماضي كان قد شهر رفع في أسعار الكهرباء في عموم إسرائيل بنسبة 6ر8 في المائة نتيجة أزمة الإمداد الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على سوق الطاقة العالمة.
وأشار الخبير الإسرائيلي في دراسة تناقلها عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن ارتفاع أسعار الفحم بنسبة 150 في المائة بسبب زيادة الطلب العالمي عليه مع احتدام أزمة الغاز خلال العام الجاري قد لا يدع مجال أمام صناع سياسات الطاقة في إسرائيل سوى زيادة أسعار الكهرباء حيث تعتمد محطات الطاقة العملاقة في إسرائيل عليه بنسبة 22 في المائة لإدارة توربيناتها.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن محطة كهرباء “هاديرا” في عسقلان تعد أكبر محطات إنتاج الكهرباء في إسرائيل التي كانت تعتمد على الفحم في السابق بصورة كاملة، وفي إطار مخطط التحول الكلي إلى الاعتماد على الغاز سيكون إنتاجها معتمدا عليه بحلول مارس 2023 وهو المخطط الذي كان الجزء الأول منه قد انتهى في أغسطس الماضي.
واعتبر الخبير الإسرائيلي أن بطء إيقاع العمل على تحويل محطات الكهرباء من العمل بالفحم إلى العمل بالغاز الطبيعي سيكون هو المتسبب في أية ارتفاعات سعرية في أسعار الكهرباء في إسرائيل، وقال إن حقلي تمارا وليفياثان ينتجان كميات كافية لإدارة محطات الكهرباء تغنى عن الفحم وتكون أقل كلفة وأعلى حافظا على البيئة.
ولحين التحول الكامل إلى الكهرباء “الغازية” كبديل عن كهرباء “الفحم”… دعا الخبير الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية إلى إلغاء الضرائب المتحصلة على استيراد الفحم التي تسددها شركات إنتاج الكهرباء الإسرائيلية بعد ارتفاع أسعاره في السوق العالمي وذلك تفاديا لرفع أسعار الكهرباء في إسرائيل بنسبة 6ر8 في المائة بدءا من يناير القادم أو رفعها بنسبة أقل إذا لم يكن من الرفع بد، واقترح الخبير الإسرائيلي أن تتحمل الحكومة الإسرائيلية دعما بقيمة 500 مليون شيكل لأسعار الفحم المستورد لمحطات الكهرباء لحين اتمام عملية تحويلها الى العمل بالغاز في أقرب فرصة.