فى صبيحة يوم 16 مارس 1968 قام الملازم ويليام كايلى وجنوده بتطويق قرية ماى لاى الفيتنانمية ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار فى بيوتهم وقتل كافة السكان، وكانت النتيجة مقتل نحو 500 مدنى مصرعهم فى هذه المجزرة.
بعد مرور عام على تلك الأحداث وفى شهر مارس من سنة 1969 قام الجندى رينولد ريدنهاور ببعث رسائل إلى عدة شخصيات ومؤسسات رسمية مبلغا بذلك عن ملازمه وكاشفا فظاعة المجزرة، وفى يوم 20 نوفمبر قامت وسائل الإعلام بكشف القضية ونشر صور الضحايا.
حكمت محكمة عسكرية على ويليام كايلى بسجن مدى الحياة غير أنه تم إطلاق سراحه بعد يوم عندما منحه الرئيس نيكسون عفوا رئسيا .
وفى كتابه “اقتل كل ما يتحرك” توقف نيك ترس أمام سؤال أحد الجنود الأمريكان لقائده الذى أمرهم باقتحام القرية: هل علينا قتل النساء والأطفال؟ وكانت الإجابة “اقتل كل ما يتحرك”
فى مجال استعراضه لتفاصيل مجزرة ماى لاى يقول الكاتب عن معاناة المدنيين فى فيتنام، إن مداها المذهل يتبين من خلال استبعاد الرواية الرسمية التى تلقى بالمسؤولية على أفراد غير منضبطين، فالمعاناة والجرائم شملت القتل المتعمد والتعذيب والاغتصاب والظلم وإعادة التوطين القسرية، وإحراق البيوت، والاعتقالات التعسفية والسجن دون محاكمة، هذه الأفعال المشينة -بحسب المؤلف- لم تكن انحرافات، وإنما ممارسات يومية طوال فترة الوجود الأميركى فى فيتنام، تمت بأمر أعلى سلطة عسكرية أميركية.