مجموعة فاجنر، أعلن مؤسس المجموعة يفجيني بريجوجين، الانقلاب على الجيش الروسي، بسبب قصف معسكرات تابعة لقواته على جبهة القتال في أوكرانيا.
اندلاع صراع بين مجموعة فاجنر والجيش الروسي
وحذر قائد قوات فاغنر الروسية، من التقدم نحو العاصمة موسكو في حال عدم قدوم وزير الدفاع، سيرجي شويجو لمقابلته والاستماع لمطالبه.
فما هي قوات فاجنر وتاريخ تأسيسها والقدرات التي تمتلكها؟
نشأت مجموعة فاجنر تحت مسمى شركة أمن خاصة، بعيدة عن الجيش الروسي، وذلك نظرا لأن القانون في موسكو لا يسمح بإنشاء مثل تلك المجموعات.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك شركات عسكرية خاصة بل يمتد الأمر إلى دول مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والعراق وكولومبيا، إذ تمتلك هذه الدول شركات عسكرية خاصة تعمل داخلها وخارجها.
تم تأسيس مجموعة فاجنر، بواسطة يفجيني بريجوجين، في عام 2014، وكانت في البداية تتألف من بضعة ألاف من الأفراد معظمهم من قدامي المحاربين وعناصر متقاعدة من الجيش الروسي والقوات الخاصة.
واكتسبت مجموعة فاغنر أهمية قصوى من الكرملين، خاصة بعد مشاركتها في العديد من النزاعات حول العالم بما يضمن تحقيق المصالح الروسية.
اقرأ أيضا:
سر انقلاب فاجنر على الجيش الروسي
تأسيس مجموعة فاجنر قبل الحرب الروسية الأوكرانية
شاركت في الحرب الأهلية في سوريا، حيث تقاتل بجانب الجيش السوري، بالإضافة إلى دخولها في النزاعات المسلحة في إفريقيا خاصة في مالي وإفريقيا الوسطى ودول الساحل الإفريقي.
ونجحت مجموعة فاجنر في تحقيق مكاسب استراتيجية لروسيا على حساب انتشار القوات الأوروبية في تلك المناطق، حيث استعانت بعض الدول الإفريقية بفاجنر بدلا من القوات الفرنسية.
ثم جاء الدور الأكبر لمجموعة فاجنر الروسية، وذلك من خلال مشاركتها في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يوجد قرابة 25 ألف فرد من فاغنر على أرراضي كييف.
وتمتلك مجموعة فاجنر أسلحة تشمل دبابات وأنظمة إطلاق صواريخ مختلفة واسلحة خفيفة والتي حصلت عليها من الجيش الروسي.
تمكنت قوات فاجنر من السيطرة على مدينة باخموت الاستراتيجية في أوكرانيا بعد اشهر من القتال العنيف مع القوات الأوكرانية، ولكنها تكبدت الكثير من الخسائر.
مما دفع مؤسس مجموعة فاجنر إلى زيادة عدد قواته من خلال إبرام تعاقدات مع سجناء روسيين وعناصر أجنبية من خارج البلاد لدعم صفوف قواته التي تحارب في أوكرانيا.
وأظهر مقطع فيديو قائد قوات فاجنر وهو يتحدث إلى سجناء في باحة سجن روسي ويعدهم بأنه في حالة سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدة ستة أشهر، فسوف يتم تخفيف فترات العقوبة بحقهم.
وأثبت قوات فاجنر فعليتها في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد نجاحها في السيطرة على مدينة باخموت وعدة مناطق أخرى في شرق أوكرانيا.
وفي بيان صادر عن المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة، والذي حذر من خطر انتشار المليشيات والشركات العسكرية والأمنية الخاصة في النزاعات المسلحة التي تعصف بالكثير من بلدان العالم.
بدأت الخلافات بين قوات فاجنر والجيش الروسي، بعد اتهام قائد المجموعة لقيادات الجيش بالتقصير في إرسال الأسلحة المطلوبة إلى فاغنر.
وأيضا كشف قائد مجموعة فاجنر عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها روسيا في الحرب، منتقدا قيادات الجيش وتخاذلهم في تلبية نداءاته
انقلاب مجموعة فاغنر على الجيش الروسي
وقبل أن يبدأ تمرده اتهم يفجيني بريجوجين، الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته بينما نفت موسكو ذلك.
ونشر مكتب قائد قوات فاجنر الروسية، مقطع صوتي له بنبرة غاضبة، متهما الجيش الروسي بقصف مقرات قواته مما أسفر عن مقتل عدد “ضخم” من قواته، متوعدا بـ”الانتقام”.
وطالب قائد قوات فاجنر بإيقاف الذين يتحملون المسؤولية العسكرية في البلاد، مؤكدا أن وزير الدفاع سيرجي شويجو سيتم إيقافه، وداعيا الجيش إلى عدم مقاومة قواته.
وتابع قائد قوات فاجنر:”شنوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. لقد قتل عدد هائل من مقاتلينا”، وأكد أن شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه”.
وأوضح قائد قوات فاجنر في تصريحاته، أن وزير الدفاع الروسي أمر بإخفاء ألفي جثة من مقاتلي “فاغنر” في مشرحة، داعيا الروس الانضمام لقواته.
وعلى الجانب الأخر نفت وزارة الدفاع الروسية في البيان الصادر عنها قصف معسكرات المجموعة، التي لعبت دورا بارزا في التقدم الروسي داخل أوكرانيا.
وجاء في بيان الجيش الروسي، إن المعلومات التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الضربة التي شنتها القوات المسلحة الروسية على المعسكرات الخلفية العسكرية الخاصة لمجموعة فاغنر كاذبة.
وأكد الجيش الروسي في البيان الصادر عنه أن جميع الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي نيابة عن بريغوجين بشأن الضربة المزعومة لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي.
واتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مجموعة فاجنر بالخيانة وذلك بعد تمردها على الجيش الروسي، وأمر القوات بتحييد مقاتلي فاجنر.