أجرت مراسلة الوكالة “سيمون فوكس مان” حوار مع وزير البترول المصري “طارق الملا” حول تأثير الصراعات بين (أوكرانيا/روسيا) على أسعار الغاز الطبيعي، وفيما يلي أبرز ما ورد في الحوار:
“سيمون فوكس مان”: لقد رأينا تصاعد الصراعات بين (أوكرانيا /روسيا)، وشهدنا ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بشكل كبير، فما رأيك؟ هل يكون لهذا تأثير طويل المدى على الطريقة التي يسير بها سوق الغاز الطبيعي اليوم، وما رأيك حول طبيعة التحركات الجارية في الأسواق؟
“طارق الملا”: أعتقد أن هذه الصراعات تنعكس على السوق، حيث لعبت الاعتبارات الجغرافية – السياسية دور في التأثير على الأسعار، ولكن لا أعتقد أن الصراعات الحالية سيكون لها تأثير طويل المدى على الأسعار.. فعندما تهدأ الأمور، ليس من الضروري أن تعود الأسعار لوضعها الطبيعي، ولكنها ستهبط مرة أخري.
“سيمون فوكس مان”: ماذا تعتقد في رأيك ستكون الأسعار طويلة المدى؟
“طارق الملا”: هذا يعتمد على السوق، ففي النهاية هي مسألة عرض وطلب، فكما قلت فإن الاعتبارات الجغرافية – السياسية ليس لها تأثير طويل المدى، فمن رأي بعد وقت الشتاء ستهدأ الأسعار بحلول الربيع.
“سيمون فوكس مان”: لقد علمنا أن البيت الأبيض تواصل مع مصر في محاولة لإيجاد أي فائض للغاز الطبيعي الذي يمكن إرساله إلى أوروبا في حال قطع روسيا لإمدادات الغاز الطبيعي، فكيف جرت هذه المحادثات؟
“طارق الملا”: يمكنني القول إن مصر لديها أصدقاء في جميع الأنحاء، نحن نود المساعدة، من خلال بنيتنا التحتية والغاز الإضافي، لذلك سنود بالطبع أن نقدم يد العون، إذا كان هذا متاحاً، وذلك نظراً لأن بعض تعاقداتنا ذات مدى طويل، والبعض الأخر مرتبط بالتزامات تعاقدية، لذلك فإن الحصول على بعض البضائع المجانية سيساعدنا على تحويلها في حال حاجتهم لها.
“سيمون فوكس مان”: لقد ذكرت زيادة سعة الغاز الطبيعي المسال، فما الذي يمكننا توقع حدوثه في مصر؟
“طارق الملا”: ستكون هذه الزيادة مرتبطة بالاكتشافات والاحتياطات المضافة الجديدة، نحن نجري العمليات الحالية بالاحتياطات التي نمتلكها حالياً، وبالتنسيق أيضاً مع ما نحصل عليه من إسرائيل ومن المحتمل من قبرص، فكل هذا يعد جيد للقدرة الحالية على المدى القصير إلى المتوسط، ولكن على المدى الطويل، إذا حالفنا الحظ برفقة دول البحر المتوسط في اكتشاف مصادر أكثر للغاز وتطويرها، فستكون هذه خطوة إلزامية لتوسيع مصانعنا للغاز المسال، وفي هذه الحالة سيكون الكثير من المستثمرين جاهزون للاستثمار.
“سيمون فوكس مان”: سيتم عقد مؤتمر المناخ المقبل (COP 27) في مصر في وقت لاحق من هذا العام، فما هو هدفكم وما هي الرسالة التي تسعون لإرسالها خلال استضافتكم لهذا الحدث؟
“طارق الملا”: أنه حدث هام بالطبع، وسيكون لدينا الكثير من المسئوليات خلال استضافتنا لهذا الحدث، نحن نعتقد أنه من المهم أن يكون لهذا الحدث صدى كبير، فنحن نمثل أفريقيا من ناحية، ونمثل الدول التي تشاركنا نفس العقلية من ناحية أخري، فسنكون حريصين على تحسين المصادر المتاحة للطاقة لمختلف البلدان، فنحن جميعاً ملتزمون باتفاقيات مختلفة وجميع النسخ من مؤتمر المناخ، لذلك أود أن يكون هذا المؤتمر ناجح من خلال التعبير عن الدول غير المتطورة.
“سيمون فوكس مان”: هل كنت منزعج من أولوية معينة خاصة بالغاز الطبيعي تم التعامل معها خلال المؤتمر الماضي؟
“طارق الملا”: يمكننا القول إن الغاز الطبيعي هو وقودنا المفضل، وهو الآن مقبول من جميع الدول التي لم تكن تقبله في البداية، ويمكننا الآن أن نري أن لغة الحوار حول الغاز أصبحت أكثر تساهلاً، وما نفكر به حالياً هو التوسع في استخدام الغاز ليس في مصر فقط ولكن في دول أفريقيا والشرق الأوسط للاستفادة منه.
“سيمون فوكس مان”: هل نتوقع وصول صافي الانبعاثات إلى صفر؟
“طارق الملا”: من الممكن أن يحدث في نوفمبر المقبل في شرم الشيخ.