بي بي سي: بن سلمان أول «رئيس» للسعودية.. وبعض الأمراء يرفضونه
قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقريرًا لها نشرته على موقعها الإلكتروني، إن قرار العاهل السعودي الملك سلمان بتعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد خلفًا للأمير محمد بن نايف، يشكل ذروة ما أسمته "ثورة القيادة" في المملكة، والتي بدأت في يناير 2015 بتولي الملك سلمان عرش المملكة خلفًا للملك عبدالله، والتي كانت أولى قراراته حينها تعيين ابنه وليًا لولي العهد.
وكان الملك سلمان قد أصدر فجر اليوم مرسومًا ملكيًا مقتضبًا نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، جاء فيه تعيين ابنه البالغ من العمر 39 عامًا، وليًا للعهد، بدلًا من ابن أخيه الأمير محمد بن نايف، والذي وصفه التقرير بمرسوم قصير ومحدد ولكن تبعاته كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن بعد تعيين محمد بن سلمان وليًا لولي العهد بدأت خطوات إعادة تشكيل القيادة في المملكة، حيث تم إزاحة العديد من القيادات القديمة، وتحجيم نفوذ عدد من مؤسسات الدولة، فيما آلت العديد من الصلاحيات لولي ولي العهد، حيث تولى منصب وزير الدفاع، وتولى ملفات الاقتصاد والبترول، في الوقت الذي تقلصت فيه صلاحيات ولي العهد حينها الأمير محمد بن نايف، الذي تولى وزارة الداخلية والتي تمارس عملها تحت مظلة الديوان الملكي.
وأضاف أن الملك سلمان ضرب بين ليلة وضحاها بقواعد اللعبة المعمول بها في السعودية منذ عقود عرض الحائط، حيث أصدر الملك سلمان قراره دون الرجوع لأمراء الأسرة الحاكمة للتشاور كما هو معتاد -وفقًا للموقع-.
وكان تعيين بن سلمان وليًا لولي العهد آثاره على المملكة والدول المحيطة بها، حيث رأت القيادة الجديدة بزعامة الملك سلمان وابنه أن المملكة في حاجة لبرنامج إصلاح اقتصادي واسع، فتم إطلاق "رؤية 2030" التي تهدف للحد من اعتماد المملكة على البترول، والاتجاه لتشجيع القطاع الخاص، وتوفير فرص عمل للشباب السعودي.
وعلى المستوى الإقليمي، رأى الملك وولي العهد، أنه يجب تبني دور إقليمي قوي للوقوف أمام التدخل الإيراني في الدول العربية ذات الأغلبية السنية، ليشن بن سلمان حملة عسكرية على اليمن في مارس 2015 بدعم من دول الخليج، لمواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والتي تسببت في كارثة إنسانية، ساهمت في تشويه صورة المملكة في الخارج.
وتابع التقرير أن العديد من السعوديين فوجئوا بقرار المملكة بقطع العلاقات مع قطر، القرار الذي جاء بعد اتهام قطر بتمويل الإرهاب، وعلاقة النظام القطري بإيران، الأمر الذي لم تظهر عواقبه بعد.
ووسط كل ما يواجهه بن سلمان من تحديات فيرى عدد من السعوديين أنهم أمام قيادة شابة وحيوية من الممكن أن تواجه تلك المشاكل، وعلى العكس عبر عدد من منتقدي بن سلمان قلقهم من قيادة قدة تكون طائشة ومتهورة.
وأضاف أن السعوديون أمام احتمالية تولي ملك شاب الحكم، وقد يبقى على العرش لأكثر من 30 سنة، ويرى التقرير أن هذا الأمر قد يكون له مآرب أخرى، فستشهد المملكة في تلك الفترة حالة من الاستقرار وسيتجنب السعوديون الخوض في التكهنات بخصوص الملك القادم لفترة طويلة، كما من المتوقع أن يكثف بن سلمان من حملته ضد إيران بدعم ومباركة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكجزء من خطته الإستراتيجية في المنطقة، يسعى بن سلمان لكسب الأعضاء الخمسة المتبقين في مجلس التعاون الخليجي لصفه، مستغلًا عدائه لقطر لتحقيق تلك الخطوة.
وأضاف التقرير أن موقف أمراء آل سعود مازال غامضًا، حيث لا يعتقد جميعهم أن الأمير محمد بن سلمان هو الرجل المناسب لتولي عرش المملكة، فلم يحصل بن سلمان على دعم جماعي من هيئة البيعة السعودية، حيث أبدى 3 من أعضائها البالغ عددهم 34 أمير اعتراضهم عليه، حيث تشكك بعض الأصوات في قدرة ولي العهد على إنهاء الحرب في اليمن، والتعامل مع معدلات البطالة المتزايدة.
وختم التقرير بالتأكيد على أن تفاصيل كهذه لن تثير قلق رجل يبدو وأنه يحاول أن يضفي صبغة رئاسية على نظام الحكم الملكي، أكثر من أي من سابقيه من ملوك السعودية.