في الوقت الذي شنَّت فيه القوات الإيرانية قصفًا على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين بالعراق، في الساعات الأولى من صباح اليوم، سقطت طائرة أوكرانية من طراز بوينج 737 كانت تتخذ خطواتها التجهيزية للصعود من مطاري الخميني في طهران، لنقل ركاب مدنيين من إيران إلى أوكرانيا، لكن الرحلة لم تستمر سوى دقائق معدودة حتى سقطت، بين تكهناتٍ بانفجارها إثر إصابتها بالخطأ بأحد الصورايخ الإيرانية المتجهة إلى العراق.
إيران: قائد الطائرة الأوكرانية لم يعلن الطوارئ وحريق بالمحرك سبب سقوطها
وعبر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الإجتماعي، ظهر وميض للطائرة في السماء، ما يعني أن النيران اشتعلت في الطائرة قبل سقوطها على الأرض، بحسب موقع الحرة الإخباري، ونقلا عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” فإن الطائرة سقطت في منطقة “شهريار”.
في منطقة بين برند وشهريار غرب العاصمة الإيرانية طهران، سقطت طائرة بوينج 737، بعد 5 دقائق من إقلاعها من مطار الخميني، ليلقى 180 شخصا حتفهم، وهم 147 إيرانيا و32 أجنبيا، بحسب موقع روسيا اليوم.
واتجهت فرق الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر الإيراني إلى موقع تحطم الطائرة، حيث بث التليفزيون الرسمي مشاهد لتفتيش الأراضي التي انتشر بها الحطام، كما هرعت عشر سيارات إسعاف إلى هناك، لتعلن وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن جميع ركاب وطاقم الطائرة الأوكرانية لقوا حتفهم، بحسب موقع سي إن إن الإخباري، ونقلا عن بير حسين كوليوند رئيس خدمات الطوارئ الطبية في إيران، فإن طواقم الطوارئ وصلت إلى موقع تحطم الطائرة، لكن لا يمكنها المساعدة بسبب استمرار اشتعال النيران فيها.
ترجيحات متزايدة حول تعرض الطائرة التي كانت متجهة من طهران إلى كييف لانفجار، حيث أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية باشتعال النيران في الطائرة الأوكرانية، وسط ترجيحات بأنها أُسقطت، فيما أفادت بيانات الطائرات بأن سرعة صعود الطائرة الأوكرانية وتوقفها فجأة يعني أنها تعرضت لانفجار، وبحسب الصحيفة فإن الحادث وقع بعد إطلاق طهران لعدة صواريخ باليستية استهدفت بها قاعدتين أمريكيتين بالعراق، وسط ترجيحات بأن تكون الطائرة قد أصابها صاروخ بالخطأ، وفقا لموقع “العربية”.
في الوقت ذاته، قطع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارته لعُمان بعد سقوط الطائرة الأوكرانية في طهران، معربًا عن أسفه، كما أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي هونشاروك تشكيل “مجموعة أزمة” للمساعدة في تحقيقات الحادث وتوفير معلومات حول أسباب الحادث، فضلا عن أن شركة بوينج المصنعة للطائرة صرحت بأنها تتابع تقارير وسائل الإعلام الإيرانية بشأن سقوط الطائرة، مضيفة أن الشركة لا تزال تجمع معلومات حول الحادث.
وأمر الرئيس الأوكراني بتشكيل غرفة عمليات في المجلس القومي للأمن والدفاع بشأن الطائرة المنكوبة، يتكون من رئيس وزراء أوكرانيا ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، ووزير الشؤون الداخلية، ورئيس جهاز الأمن في أوكرانيا، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية، ورئيس جهاز الدولة لحالات الطوارئ في أوكراني.
ويتولى وزير الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أليكسي دانيلوف رئاسة الغرفة، ويجرى إصدار تعليمات إلى غرفة العمليات “بتنظيم مجموعة من الإجراءات المتعلقة بالحادث، لتوضيح جميع ظروف المأساة، وتوفير معلومات عملية، فيما دَوْن رئيس الوزراء الأوكراني عبر موقع تويتر أنهم بصدد إعداد فريق للقيام برحلة عمل إلى إيران للمساعدة في عملية البحث وللتحقق من أسباب الكارثة، بحسب موقع روسيا اليوم الإخباري.
وفي وقت لاحق، أعلن رئيس إدارة الطوارئ في إيران بیر حسین کولیوند، أن سبب سقوط الطائرة الأوكرانية “فني بشكل محض”، وقال ممثل المطار الرسمي تأكيده أن “احتراق المحرك” هو السبب وراء تحطمها، ردًا على ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، وفي الإطار نفسه ذكر التليفزيون الإيراني أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الحريق شب في الطائرة بعد سقوطها مباشرة ما يقلل من فرصة نجاة أحد الركاب، وذلك بحسب موقع سبوتنيك الإخباري.
أوكرانيا تشكل غرفة عمليات في المجلس القومي للأمن والدفاع وترسل فريق عمل إلى إيران
وبحسب شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية، فإن مصادر إيرانية أعلنت أن قائد الطائرة الأوكرانية المنكوبة لم يعلن حالة الطوارئ قبل سقوط الطائرة، فيما صرحت السفارة الأوكرانية أنّ عطلا في المحرك وليس صاروخا، تسبب في تحطم الطائرة في إيران.
وحذر الرئيس الأوكراني من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، بعد سقوط طائرة بلاده في إيران، وفي الوقت ذاته وأعلنت السلطات الإيرانية، العثور على الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة، ليبدأ التحقيق في ملابسات سقوط الطائرة.
