سجلت الصادرات التي تمر عبر موانئ بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي انخفاضا بنسبة 68% في يناير الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وذلك عقب خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي مع بداية عام 2021.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم /الأحد/، يرجع هذا الانخفاض إلى بعض الصعوبات التي تواجه حركة مرور الشاحنات المحملة بالبضائع عبر الموانئ البريطانية، ومنها الزيادة الهائلة في حجم الأوراق المطلوبة لاستخراج الشهادات الجمركية.
وأضاف التقرير أن موانئ بريطانيا تشهد حاليا تفاقم في حالات تعطل مرور الشاحنات وقيام العديد منها برحلات عودة فارغة لعدم حصولها على الشهادات الجمركية.
وطالب ريتشارد بورنيت الرئيس التنفيذي لجمعية النقل البري البريطانية، بزيادة عدد وكلاء الجمارك لمساعدة الشركات في إنهاء الأوراق المطلوبة للمصدرين.
ووفقا لتقرير لمجلس العموم البريطاني، بلغت صادرات المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي 294 مليار جنيه إسترليني في 2019 (43٪ من إجمالي صادرات المملكة المتحدة) بينما بلغت واردات المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي 374 مليار جنيه إسترليني (52٪ من الإجمالي) حيث تمر معظم البضائع الواردة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي من المملكة المتحدة عبر الموانئ وليس عن طريق الجو.
وقال ريتشارد بالانتين، الرئيس التنفيذي لاتحاد الموانئ البريطانية، إنه يتم العمل حاليا للتغلب على بعض المشاكل المتعلقة بالمستندات الجمركية والتي تسببت في التأخير، محذرا من لجوء بعض الشركات للبحث عن أسواق جديدة لتفادي التعامل مع تلك الصعوبات.
وكان وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل جوف، قد أشار في تصريحات سابقة إلى أنه ستكون هناك “لحظات صعبة” تواجه الشركات والمسافرين في المملكة المتحدة عند التعامل مع القواعد الجديدة للاتحاد الأوروبي بعد خروج بلادهم من الاتحاد.
وأرجع خبراء التجارة، الانخفاض الحاد في الصادرات إلى تزامن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي مع انتشار فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية والإغلاق.
وأعرب شين برينان، الرئيس التنفيذي لاتحاد سلسلة التبريد ببريطانيا، عن أمله في تحسن الوضع خلال الربع الثاني من العام الحالي، قائلا “نواجه عاصفة كاملة” من الضوابط الجديدة للصادرات والإجراءات الاحترازية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، إن اجتماعات مكثفة عُقدت مع صناعة النقل البري لعدة أشهر لتسهيل الإجراءات، مضيفا “سنواصل العمل بشكل بناء مع جمعية النقل البري بينما نتكيف مع علاقتنا الجديدة مع الاتحاد الأوروبي ونغتنم فرص خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي”.