تشير المنافسة القريبة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بتكرار سيناريو انتخابات 2020 حيث تأخر خلاله إعلان الفائز في سباق الانتخابات الامريكية، خصوصاً في الولايات المتأرجحة التي تحتاج إلى وقت أطول لفرز الأصوات، مثل بنسلفانيا وأريزونا ونيفادا، ومع تزايد حدة المنافسة التي تشير استطلاعات الرأي المختلفة انها سباق اقرب ما يكون الى 50-50 قد تنضم ولايات أخرى إلى القائمة التي تواجه تأخيرات في النتائج.
في عام 2020، تأخر إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية، فبعد 4 أيام من إغلاق صناديق الاقتراع، تم اعلان فوز جو بايدن بالرئاسة، وكانت الهوامش الضئيلة للغاية بينه وبين دونالد ترامب السبب في ذلك التأخير، فضلاً عن أعداد كبيرة من بطاقات الاقتراع بالبريد التي كان لا بد من فرزها بعد يوم الانتخابات.
وقد تؤدي القيود القانونية المفروضة على موعد بدء فرز الأصوات البريدية إلى تأخر الفرز، فبعض الولايات لا تسمح ببدء الفرز حتى يوم الانتخابات نفسه، ما يزيد الضغط على مسؤولي الانتخابات ويؤخر إعلان النتائج النهائية.
وفي الانتخابات الجارية حاليا، من غير المحدد ساعة انتهاء الاقتراع حيث تختلف الأوقات من ولاية الى أخرى وفي بعض الأحيان من مقاطعة الى اخري داخل نفس الولاية.
متى يبدأ عد الأصوات، ومتى يمكننا توقع النتائج؟
بعد ساعات فقط من نهاية الاقتراعات الأولى في الساعة 7 مساءا ( 2 فجر الأربعاء بتوقيت القاهرة)، من المتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور. ومع ذلك، فإن بعض الولايات ستحصي الأصوات بسرعة أكبر من غيرها. ومع نهاية الاقتراع بعد عدة ساعات في الولايات الغربية مقارنة بالولايات الشرقية، ستبدأ نتائجها الأولى في وقت لاحق فقط، عندما تكون بعض الولايات الشرقية قد تم إعلان نتائجها بالفعل لصالح هاريس أو ترامب، في سباق ضيق بينهما، يمكن أن يستمر العد بعد ليلة الانتخابات، وربما لا نعرف الفائز لعدة أيام.
وتتأرجح اختيارات الناخبين الأمريكيين ما بين دونالد ترامب وكامالا هاريس بحسب مواقف كليهما من العديد من القضايا الداخلية التي تمس المواطن الأمريكي بشكل مباشر، وبمقدمتها ملف الإجهاض والضرائب وغير ذلك.
وفي ملف الإجهاض ، تتبنى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس موقفاً داعماً لحق النساء في الإجهاض ، وهو الحق الذي تم تقييده بحكم من المحكمة الأمريكية العليا في يونيو 2022 ، بعدما كانت تلك العمليات مجازة قانوناً منذ عام 1973.
وقبل أيام، استعانت هاريس بالنجمة بيونسيه في تجمع انتخابي حاشد بولاية تكساس، وتطرقت إلى ملف الإجهاض، وخاطبت جمهورها قائلة: “بالنسبة لجميع الرجال والنساء هنا، والذين يشاهدون فى جميع أنحاء البلاد، نحن بحاجة إليكم.. إن حظر الإجهاض شبه الكامل فى الولاية قد يصبح قانونًا للبلاد إذا تم انتخاب دونالد ترامب المرشح الجمهورى، والرئيس الأمريكى السابق”.
في المقابل ، يتبنى دونالد ترامب موقفاً رافضاً للإجهاض ، وسبق أن قال في تصريحات عدة إن السماح بتنفيذ النساء عمليات الإجهاض يعد بمثابة “قتل”، غير أنه حاول خلال الأشهر القليلة الماضية تبني موقف أقل حدة.
وفي أغسطس الماضي، قال ترامب إنه لن يدعم استفتاء بشأن الحق في الإجهاض في ولايته فلوريدا بعد 24 ساعة فقط من تصريحه بأنه قد يفعل ذلك، وهو التوضيح الذي جاء بعد ردود فعل حادة من مناهضي الإجهاض، ما رفع من حدة مخاوف الجمهوريين من أن استمرار التردد بشأن هذا الملف قد يعرض المرشح الجمهوري لخسارة تأييد الناخبين المتدينين.