يجرى البيت الأبيض مفاوضات خاصة مع الجمهوريون فى مجلس الشيوخ، الذين يريدون تقويض سلطات الطوارئ للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وخلفائه من الرؤساء الأمريكيين، الأمر الذى قد يؤدى إلى هزيمة مفاجئة لقرار من مجلس النواب، ذو الأغلبية الديمقراطية، يرفض إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية على الحدود.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، الأمريكية، الأربعاء، إن هذه المفاوضات ربما تسفر عن تغييرا هائلا فى الرصيد السياسى لترامب، الذى كان فى طريقه لهزيمة محرجة فى وقت لاحق من هذا الأسبوع، من قبل مجلس الشيوخ الذى تهمين عليه أغلبية من الحزب الجمهورى، فى إطار مواجهته مع الكونجرس بشأن بناء الجدار الحدودى الجنوبى.
ولجأ ترامب إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية لتمويل الجدار الذى يرغب فى بناءه على حدود بلاده مع المكسيك، بعد أن وصل لطريق مسدود مع الكونجرس. فبعد فترة إغلاق حكومى استمرت خمسة اسابيع، توصل المفاوضون من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، إلى اتفاق يقضى بتخصيص 1.375 مليار دولار لبناء 55 سور بطول 55 ميلا على الحدود الجنوبية، وهو أقل كثيرا من مبلغ 5.7 مليار دولار الذى طلبه ترامب من أجل بناء 234 ميلا من الجدران الفولاذية.
غير أن مجلس النواب، أواخر فبراير، صوت بأغلبية كبيرة على مشروع قانون يلغى حالة “الطوارئ الوطنية” التى أعلنها الرئيس الأمريكى، فى وقت سابق من الشهر نفسه. وانضم أكثر من 10 نواب جمهوريين إلى أقرانهم الديموقراطيين فى تأييد مشروع القانون الذى تم إقراره فى النهاية بأغلبية 245 نائبا مقابل 182.
وفى مجلس الشيوخ، أعرب أربعة من الأعضاء الجمهوريين عن دعمهم لمشروع القرار، الذى يحتاج أيضا لتأييد الشيوخ حتى يمكن تمريره. لكن البيت الأبيض يواصل جهوده لإحباط مثل هذه الخطوة، وتقول الصحيفة إن مفتاح قمع تمرد الحزب الجمهورى هو التشريع الذى صاغه السناتور مايك لى، الذى يحاول إعادة بعض سلطات الطوارئ إلى الكونجرس، مما من شأنه أن يمنح الجمهوريين، الذين يشعرون بعدم ارتياح بشأن دستورية إعلان ترامب، بعض الغطاء السياسى للوقوف بجانب الرئيس الذى ينتمى لحزبهم.