صدرت ترجمة فرنسية “فى حضرة الغياب”، للشاعر العربى الكبير محمود درويش باسم “غياب حاضر، وذلك تزامناً مع الذكرى العاشرة لصدوره بالعربية، حيث صدر الكتاب عام (2006).
وحسبما ذكرت جريدة “الحياة” ارتأى المترجمان- الصديقان المقربان جداً من محمود درويش- الكاتب والناشر فاروق مردم بيك والكاتب والمؤرخ الياس صنبر، أن يعقدا مع القارئ وثيقة قراءة تعطيه منذ البداية إشارات على “انشقاق” ما عن الأصل، من دون المساس بأناقة الجملة الدرويشية وروحها، فإذا كان العنوان وفق تعبير فانسان جوف يمثّل “أفق التوقّع”، فعلى القارئ أن يتوقّع إذاً تدخّل المترجمين فى نصّ صاحبهما الراحل، فى مرحلة تسبق القراءة.
وتقول “مايا الحاج” فى تقريرها المنشور فى الحياة “عمد المترجمان إلى تغيير العنوان الأشهر بين عناوين محمود درويش “فى حضرة الغياب”، فصار “غيابٌ حاضر”، ويأتى هذا التعديل الطفيف فى العنوان ليُشرّع أمام النص معانى جديدة تُضاف إلى معناه الأول، ففى الأول، يُسجّل الشاعر حضوراً مُضمراً خلف الحضور الطاغى للغياب، بمعنى أنّه هو من يستحضر الغياب (مكاناً وزماناً وذاكرةً وجروحاً)، بينما يُسطّر العنوان الفرنسي، بلفظتيه المتضادتين، غياب الشاعر «الفعلي» (موته)، ليُعمّق حضوره «الشعري»، فكأنّما الأشياء تغدو فى غيابها أشدّ حضوراً.